عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

شارع الخيامية بالغورية

كتبت - ناريمان عصام

الخيامية هي فن مصري أصيل تفردت به مصر عن باقى دول العالم وكلمة "الخيامية" تعنى صناعة الأقمشة الملونة التي تستخدم قي عمل السرادقات، وربما يمتد تاريخ هذه المهنة إلى العصر الفرعونى ولكنها بالتأكيد أصبحت أكثر ازدهاراً فى العصر الإسلامي ولاسيما العصر المملوكي.



ولذلك فهناك شارع يسمى بأسم "الخيامية" وهو أحد أشهر أسواق القاهرة والذي يقع فى شارع الغوريه وقد سمى بهذا الاسم نسبة لتلك الحرفة، فما أن تدخل ذلك الشارع حتى تجد على جنباته مجموعة من الورش التي تخصصت قي هذا النوع من التراث الفنى العريق.
 
فهذا الشارع موجود منذ أيام الفاطميين وكان يتكون من طابقين وقد كان باب زويلة يغلق ليلاً ويفتح فى النهار وكان يسمح للتجار بالدخول صباحاً لمباشرة أعمالهم وأماكن الورش التي نتواجد فيها الآن كانت قديماً إسطبلاً للخيول والطابق الذي يعلوه كان أماكن لمبيت التجار الذين يأتون من المغرب والشام، وقد كان لهؤلاء التجار خيام يستخدمونها قي سفرهم، وكانوا يعملون على إصلاحها قي تلك المنطقة، كما كان يحرص كل منهم أن تختلف خيمته عن الخيام الأخرى ومن هنا بدأت مهنة الخيامية.
 
فقد أكد عم "محمد برعى" أحد العاملين بهذه المهنه أنها تبدأ برسم التصميم الذي سيتم تنفيذه على القماش وغالباً ما يستخدم قماش التيل لأنه سميك ثم يقوم بتخريم الرسم وتوضع بودرة مخصصة لطبع الرسم على القماش حتى يقوم الفنان بعملية التطريز إذ يقوم الفنان بقص وحدات القماش وتطريزها مع بعضها البعض على حد وصفه . وغالبا ما تكون التصميمات إما فرعونية أو إسلامية هذا بالإضافة إلى الآيات القرآنية والمناظر الطبيعية.
 
وأضاف عم "على سليمان" أن الحرفة مهددة بالانقراض، لأنها تحتاج إلى صبر طويل، وقتا لعمل قطعة خيامية طولها متر، كما أنه تعلم هذه المهنة وهو فى سن 14 عاما ومازال يعمل بها حتى الآن. وأن أدواته لا تعدو مجرد إبرة وخيط وقماش ولكنه يستطيع أن يخرج بها لوحة بديعة من الفن المصرى الأصيل.
 
كما أشار  أن أول شىء لابد أن يتعلمه الصبى الجديد على المهنه هى كيفية "لضم الإبرة" والتى تتطلب سرعة فائقة حتى يستطيع صانع اللوحة الانتهاء منها بسرعة فقد تتطلب قطعه القماش الصغيره أياما وشهورا للأنتهاء منها وقد أكد أخرون من صناع تلك المهنه على حزنهم الشديد لوقف الحال بعد ثوره يناير وايضا 30 يونيو وحاله الركود التى تشهدها البلاد وتمنوا  انفراج الأزمة السياسية الحالية لتعود السياحة مرة أخرى إلى مصر، لأنهم كما قالوا معتمدين على الخواجات فى "أكل عيشهم" .
 
 
وبهذا أنتهت رحلتنا فى "شارع الخياميه" الذى قد يكون غير معروف للكثيرين لنتعرف معه على مهنه تكاد تكون مهدده بالأنقراض خلال السنوات القادمه مع أنها تعكس مهاره الصانع المصرى الأصيل .

 


 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز