إسهار بعد إسهار" كتاب جديد لــــ "محمد رفعت الدومى

كتبت - هدير أبوالنجا

 

صدر حديثا عن مكتبة النهضة المصرية كتاب إسهار بعد إسهار للشاعر والروائى محمد رفعت الدومى، لم يشأ الكاتب أن يضع تصنيفا لعله هل هو رواية أم نثر أم سيرة ذاتية يختلط فيها الشعرى بالنثرى وترك للقارئ أن يضع للكتاب تصنيفا وفق مفهومه الخاص للأشكال الأدبية.

تحتل اللغة فى العمل دور البطولة بلا شك، حيث تصل فى كثير من الأحيان ذروة النقطة الشعرية، مما يجعل التواصل مع الكاتب بعض الأحيان عسيرا، ولكن كلما دفع القارئ الباب قليلا أصبح فى استطاعته أن يرى الأفق بأكمله.

من أجواء العمل : ( إننى أنتبه تماما إلى أنه ليس يوجد أحد يستطيع أن يجترح استبصارات الماضى فضلا عن المستقبل، خاصة إذا كان ذلك الماضى ينطوى على الكثير من التقاطعات الحادة، كذلك ليس هدفى هو تحريك الماضى، وإنما هدفى هو انتهاك ما فى نيته من خطر على المستقبل، وأننى أمسك الآن بالقليل من الحزن يتبدد، بعد أن ألقيت بالقليل من التكلسات
الداخلية المزعجة فوق رؤوس الكلمات، وإن كانت التعاسة لا تزال حية تتشبث بامتلائها، وجدل الفارغ والممتلئ، وإن كان جدلا بين وهمين فى مقدوره أن يرشد الظلال الخاصة إلى فلسفة للكون، ولا أشك أن الأيام لا تكف عن ممارسة التوازن بين منطقة الفارغ والممتلئ بشجاعة صلبة، ولا أشك كذلك أن نيتى فى أن أعلق وردة فى عروة شبه أبى البشرى والآخرين تعقيب على توازن ركيك تشكل فى تلك المنطقة بين الفارغ والممتلئ، وإن هذه المنطقة تصبح بالنسبة للخيال مكانا ملائما للعزلة والتعهد والبحث عن الذات