عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

جامع "خاير بك "..رائعة المماليك

كتبت - ناريمان عصام

الأمير "خاير بك" أحد أمراء المماليك الجراكسة، وصل في عهد السلطان الغوري إلى مرتبة حاجب الحجاب - كبير الأمناء- وفى سنة  1504م عينه الغوري نائبا عن حلب وظل في هذه الوظيفة إلى سنة 922 هجرية، 1516م حيث غزا السلطان سليم الشام، وعندئذ ولاه الغوري قيادة ميسرة الجيش المملوكي، وعندما اشتد هجوم الجيش التركي خان خاير بك سيده وانسحب فأدى انسحابه إلى وقوع الاضطراب في صفوف الجند وهزيمة المماليك في موقعة مرج دابق التي قتل فيها السلطان الغوري ولم يعثر له على أثر، وبعد ذلك أخذ في تمهيد السبيل لدخول الجيش العثماني مصر ببذر بزور الفتنة في الجيش المملوكي المرتد من الشام مما أدى إلى انهيار الدولة المملوكية والقبض على آخر ملوكهم طومان باى وقتله، وهكذا بدأ حكم العثمانيين لمصر، وكان خاير بك أول حاكم عليها من قبل الدولة العثمانية، فصار يتصرف في شئونها تصرف الملوك، وكان عهده عهد قسوة وعنف وساءت أحوال البلاد.
 
 يقع مسجد "خاير بك" بشارع باب الوزير في سنة 908 هجرية  1502م ويتكون المنظر الخارجي للمسجد من القبة الجميلة المحلى سطحها بزخارف نباتية، والمنارة التي فقدت قمتها في وقت غير معروف والمدخل المعقود الذي تغطيه طاقية مقرنصة الأركان، ثم السبيل الواقع في الطرف الشمالي من الوجهة، وكلها تكون مجموعة متناسقة امتازت بعدم بنائها على خط واحد مما زاد في جمال تكوينها.ويؤدى المدخل إلى دركاة معقودة على يسار الداخل إليها باب يؤدى إلى ممر يتوصل منه إلى فضاء به مبان ومقابر مبعثرة، وتطل عليه الوجهة الخلفية للمسجد وبقايا وجهة قصر الأمير الناق أحد أمراء المماليك البحرية، ويحده من الشرق سور البلد القديم وإلى يسار الممر آنف الذكر باب السبيل وإلى يمينه باب يؤدى إلى المسجد يتوصل إليه ببعض درجات.
 
وتخطيط المسجد عبارة عن حيز مربع أمام المحراب على جانبيه إيوانان يفصلهما عنه عقدان وبنهاية الإيوان القبلي منهما بابان يؤدى إلى القبة والثاني إلى الغرفة الواقعة أسفل المنارة.
 
ويسترعى النظر في هذا المسجد طريقة تسقيفه فهو مغطى بقبوات مصلبة من الحجر ولكي يجمع المهندس الذي وضع تصميم المسجد والقبة بين ضرورة مراعاة اتجاه القبلة وبين إتباع خط تنظيم الطريق أدخل المسافة الناتجة من انحراف الوجهة في سمك حائطها وأنشأ بها صففا عقدها بقبوات حجرية، وشغل الصفة المقابلة للمحراب بأن وضع بها دكة المبلغ.وفى القبة انثنى بالشبابيك لتكون عمودية على كل حوائط المربع من الداخل ووجهاته، وتفنن فى تغطيتها بقبوات حجرية دقيقة الصنع.
 
 فى يوم الأحد 5 اكتوبر 1522م اترجت القاهرة بنبأ وفاة خاير بك و هو عنده حوالى ستين سنه. تانى يوم جهزوه للدفن و صلوا عليه عند باب القله و مشى العسكر العثمانى و الامرا الجراكسه و المماليك قدام نعشه و صلى عليه القضاه الأربعه عند باب الوزير وتم دفنه بجانب  اخواته فى المدرسه اللى بناها.
 
مات خاير بك و ساب وراه تلت ستات هما خوند مصر باى ، و جان حبيب ،وأم عياله اللى كانت فى استنبول ، و خلف عدد من الصبيان و البنات. بعد ما مات لقوا انه كان لديه ثروة ضخمة مع انه كان يبخل على مماليكه فى دفع جوامكهم.
 
 
ويقول "ابن إياس" إن خاير بك كان " ملكا جليلا معظما كفوا للسلطنة، عارفا بأحوال المملكة، ولولا ما حصل فى أيامه من المظالم والحوادث المقدم ذكرها لكان خيار من ولى على مصر".



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز