عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

البحث عن الهيبة الغائبة

بقلم :  محمد الشافعي فرعون



وكأنما كُتب على مصر ألا تخلع السواد ، وأن يسكنهــــــا الحزن ، قهرا على مايحدث على أرضهــــا ، وحدادا على مقتل فلذات كبدها بأيد أبنائهــــــــا  ، وبنعوش الموت التي تجري على قضبان وزارة النقل ، وبأيد الغدر والإرهاب ، وبعجز وإهمال مستشفيات وزارة الصحة ، وبالعنف غير المبرر ( لرجال ) الداخلية في تعاملهم مع المتظاهرين .

وتكاد أن تلفظ أمنا ( مصر ) أنفاسهـــــــا الأخيرة حرقة على تفرق أبنائهـــــا ، وإختلافهم ، وتناحرهم ، وتمني كل فريق أن تشرق الشمس أو تغرب وقد إنشقت الأرض وإبتلعت الفرق الأخري ، في وقت غابت فيه الحكمة ، وسقط العقل مغشيا عليه من هول ما يرى ، وغادر الصدق عالمنا لعدم وجود مكانا له على أرضنا  .
 
وكأنما كُتب على شعب مصر أن يتلق كل يوم مايسوءه كقطع الليـــــل المظلم الذي لا يريد أن ينقشع سوداه ، ويسابق بعضهــــــا بعضا ، وأن يصحوا مع شروق كل شمس على ما لايسر النفس، ويدمي القلب ، ويزيد الهم هما ، حتى زادت آلامه وتقيحت جروحه ولم تعد مسكنات الحكومة تجدي نفعا .
 إتفق الجميع رغم إختلافهم وخلافاتهم بما فيهم حكومة مصر على تمزيق ماتبقى من الثوب الذي يستر جسد ( أمنا ) مصر ، وعلى نهش جسدهـــــا المتهالك الذي لم يعد فيه موضعا لجرح جديد .
 
ليس نفخا في النار المشتعلة ، ولكنها محاولة للبحث عن الماء لإطفاء النار ، فلا أحد ضد هيبة الدولة ( الغائبة ) ، ولكن هذه الهيبة لن تتحقق بفرض الحكومة لقانـــون ( تنظيم ) التظاهر ، وقد أُعد لمنعهــــــا بإعطائه الضوء الأخضر لقوات الأمن في كل محافظات مصر بفض التظاهرات ومنعهــــــا لمجرد الشك أو الإشتباه ، ولا يفرح رئيس الوزراء كثير ا بأنه نجح في فرض القانون ( قهرا ) .
 
  كما لن تتحقق هيبة الدولة بالعنف المفرط ( لأشاوس  ) الداخلية مع المتظاهرين وقتلهم أمام مجلس الشورى ، ولن تتحقق أيضا بأحكام القضاء الجائرة التي صدرت على عجل خلال أيام بحبس طالبات الاسكندرية (11) عاما وكأن الأحكام كانت جاهزة وموقعة فقط في انتظار اسم المتهم ، في وقت لاتزال قضايا تحت التحقيق من سنوات ولم يصدر الحكم فيهــــــا بعد ، بما  يعني أن هذه الأحكام الجائرة للردع وارسال رسائل لم تعد إشاراتهـــــــا ودلالاتهـــــا تخفى على أحد ، وتؤكد في الوقت نفسة أن السياسة بجذورهــــــا المتعفنة قد طالت عدالة القضاء وقدسيته وأصابتهما في مقتل .
 
رئيس مؤقت يفوض إختصاصاته الى حكومة عاجزة تحفر قبرهـــــــا بأيد وزرائهــــا ، وتخسر ما تبقى لهـــــــا في قلوب المصريين من إحترام بتصريحات جوفاء ، ووعود لاتتحقق  ، وقوانين تصدرها تزيد من تمزيق ثوب الوحدة وإنقسام الأمة .
 
قد تتحقق هيبة الدولة إذا إحترمت  الدولة تعهداتهـــــــا وأوفت بها ، وحافظت على حدودها الخارجية من العبث وغزو الإرهاب ، وعلى كيانها  الداخلي  من التفرق والتشرذم والتناحر .
 
نعلم أن مشاكل مصر مزمنة ، ولن تحل في يوم وليلة خاصة بعد أن تعاظمت وفاقت حدود وقدرات أية حكومة على حلهـــــــا ، ولكن مطلوب أيضا من الحكومة ألا تضيف هما جديدا الى جبال الهموم القابعة على صدر مصر وشعبهــــــا  ، وأن تسارع بالبحث عن إيجاد حلول لعجزهــــــا وفشلها  قبل أن يصدر الشعب الكارت الأحمر لرحيلهـــــــا غير المشرف .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز