عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الصداقة الأفتراضية على الفيسبوك

كتبت - ناريمان عصام
قربت وسائل الاتصال الحديثة بين الأشخاص المتباعدين جغرافيا، وجعلت العالم يبدو بحق كقرية صغيرة من حيث سهولة التواصل وتبادل المعلومات والخبرات، وإن كانت هذه القرية الصغيرة اتصالاً، لاتزال عالمًا متنائيًا متنافرًا أفكارًا وقيمًا والخبرات، وإن كانت هذه القرية الصغيرة اتصالاً، لاتزال عالمًا متنائيًا متنافرًا أفكارًا وقيمًا. وفي تقرير خاص لوزارة الاتصالات المصرية حول عدد مستخدمي الفيس بوك الذي وصل الي 16 مليون مستخدم.
 
ولكن المفارقة المدهشة في ثورة الاتصالات أنها قربت المتباعدين وأبعدت المتقاربين، فالمرء يتواصل بانسيابية واستمتاع مع أشخاص من أقاصي الأرض، ويخصص لذلك أوقاتًا غالية، ولكنه يستثقل أن يمر على الأشخاص القريبن منه .
 
كما بدأت ظاهرة جديدة بالظهور على شبكة التواصل الأجتماعى فيس بوك وهو وجود رسائل من أشخاص غير معروفين لك ونص الرسالة يكون (هاى أنا ... ومعجبة \ معجب بصفحتك ممكن أدد).
 
بهذا فأن تلك الطلبات المجهلة قد تكون مصيدة للمراهقين خاصة على هذه الشبكة فقد تجرهم الى علاقات حب عبر تلك الشبكة .
 
أختلفت الأراء حول تلك الطلبات المجهلة فعند سؤالى لطلاب الجامعات عن موقفهم من تلك الطلبات ومرسليها أكد بعضهم أنه يرفض تماما تلك الطلبات ولا يقوم بأضافة الا للأفراد المعروفين بالنسبة له وأنها قد تكون مصيدة للوقع فى أخطاء وعلاقات مشبوهة كما أنهم لا يقتنعوا بالحب عبر تلك الشبكة ، كما أكد أخرون أنهم ليس لديهم مانع على الأطلاق من قبول تلك الطلبات وذلك للتعرف على ثقافات مختلفة وأفراد مختلفين وتبادل خبراتهم وأن المخاوف حول تلك الطلبات المجهلة هى مبالغات لا صحة لها.
 
كما أن خطر الصداقات الافتراضية لا يقتصر فقط على المراهقين بل أيضا على الأزواج فهم يبحثون دائما عمن يروي ظمأ حياتهم بكلامات وبذلك تتفاقم احتمالات وقوع كثير من الأزواج في فخاخ العلاقات الافتراضيّة لانشغال احداهما عن الآخر فبدلا من أن يمدَّ الزوج يده بالمساعدة، يهرب إلى عالم من الانبهار الوهميّ
 
وبين هذا وذاك أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وسيله للهرب من المشكلات وتسببت بالعزله الاجتماعية كما يظل الكثير من الشباب البحث  عن نصفهم الآخر بالانترنت.
 
فالأسرة أصبحت في كثير من المنازل مهمشة تهميشا تعتبر فيه أن تلك الحوارات من خصوصيات المراهق، وأنه لا حق لأحد الوالدين للتدخل في أي مما يدور، وبذلك ينشأ المراهق على ذلك مهمشا لدور والديه، وهذا يعني أن هناك حوارات مختلفة تدور في الظل على مواقع مختلفة للإنترنت، ولعل أولها مواقع التواصل الاجتماعي، وبهذا فإن احتمالية الانحراف الأخلاقي هي أمر وارد لدى البعض، لأن بناء الحصانة الداخلية لا يتساوى بين الأسر، ويختلف تقبله من مراهق إلى آخر حتى على مستوى الإخوان في المنزل الواحد، لذا فإن الدور الأسري لا بد أن يكون الموجه الأول والمشبع للأبناء عاطفيا ونفسيا، قبل أن يكون مصدرا من أهم مصادر الإحباط النفسي.
 
ولعل مواقع التواصل الاجتماعي تحمل ما تحمله من الإيجابيات والسلبيات، بل سلبياتها تفوق إيجابياتها لمن تعامل بها بلا وعي، حيث تنقل الكثير من الشائعات والخرافات وتنقل أيضا مقاطع الأفلام المقززة بل والمخلة بالأدب أحيانا، والفكرة هنا هي أن تدرك الأسرة كيف تعمل على أن تكون الرقيب والمرشد والمشبع من خلال تعديل وتصحيح توجهات أبنائها، ولن يتم ذلك دون أن تشعر الأسرة بأحقيتها في الدخول بودية وصداقة إلى ذلك الصرح المنيع، الذي يحارب كثير من المراهقين لنيل خصوصيته.

نحن في حاجة إلى التوعية والإرشاد من الانحرافات الأخلاقية التي أصبحت موجودة ومتعددة بسبب نقص التوعية، فالوقاية خير من العلاج، وفي كثير من الأحيان قد لا يجدي العلاج بعد استفحال المرض. إن التربية فن ومهارة، ولكن لا تزال هناك أسر نائمة، قد لا تستيقظ إلا بعد فوات الأوان.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز