دموع في عيون عروس الدلتا
04:59 م - الأربعاء 25 ديسمبر 2013
بقلم : محمد الشافعي فرعون
- وكأن عام (2013 ) في آخر أيامه يأبى أن يمر مرور الكرام كما جاء ، لتفيض سجلاته بكل ما يسوءه ، ويجعله من أسوأ الأعوام في التاريـــــــخ المصري الحديث ( وليس الذنب ذنبه ) بفعل ما شهده من أحداث جسام غلفهــــــــا العنف ، والإرهاب وإصطبغت جميعهـــــــــــا بلون الدم ورائحته ، سقطت خلاله الضحايا كل يوم في طول مصر وعرضهـــــــا مابين شهيد وجريح .
يرحل هذا العام باكيا ، شاكيا الى الله مافعله المصريـــون به ، وبمصر ، وبعروس الدلتا ( المنصورة ) .
يطيــــر النوم من عيون عروس الدلتا ( المنصورة ) ليتصل نهارهـــــا بليلها ، دون أن يغمض لهــــا جفن ، ففي الساعات الأولى من صباح الثلاثاء ( 24) ديسمبر تشهد المنصورة حادث تفجيــر مروع إستهدف مديرية الأمن ، يعد من أكثر الإعتداءات الإرهابية دموية منذ عزل محمد مرسي ، وقبل أيام من الإستفتاء على مشروع الدستور الجديد ، نجم عنه إستشهـــاد (14) بينهم عقيد ومقدم وعريف و(7) مجندين ، وإصابة (134 ) آخريـــــن بفعل الإرهاب الأسود ، بمثل سواد قلوب من ينتمون اليه ويدعمونه ، ومن قاموا بهذا التفجير الآثم ممن غابت عقولهم ، وماتت ضمائرهم ، ونُزعت الرحمة من قلوبهم ، فكانوا كالأنعـــــام بل هم أضل سبيلا ، فعميت عيونهم ، وطمس على بصائرهم ، وتساوى عندهم العدو الحقيقي (اسرائيل ) مع الجار والشقيق والصديق ، فقصرت أيديهم عن العدو الذي يرتع بأرض فلسطين المحتلة ، ويدنس مقدساتهـــــــا ، وينتهك حرماتهــــــا ، وطالت تلك الأيد بالغدر والإرهـــــاب والدم على الشقيــــق وجار البيت والشارع والمدينة وكل مصر ، لتكتمل جملة الفعل ، ( فالفعل ) مصري ، و(الفاعل ) مصري ، و( المفعول به ) مصري .
وتنتهي الجنازة العسكرية المشرفة ، وتوضع باقات الزهور على قبور الشهداء الذين إغتالتهم يد الغدر والخيانة ، وينصرف المعزون كل الى بيته ، وتغلق بيوت أهالي الشهداء أبوابها على أم ثكلى فقدت فلذة كبدها ، أو أب فقد وحيده ، أو زوجة فقدت زوجها ، أو أطفال فقدوا عائلهم ، لتفيض كل تلك القلوب بالحسرة والحزن على من فقدوهم ، وبالغيظ والحرقة على من تخاذلـــوا وتهاونـــــوا في توفير الأمن لهم وحمايتهم من غدر إرهاب كريه ، ولترتفع الآكف الموجوعة بالحزن ، والأعين الساهدة الى السماء بالدعاء الى الله ليقتص عاجلا غير آجل من تلك العقول التي خططت لهذا الجرم ، وللألسنة المفخخة التي وجهت ، وللأيد التي نفذت ، فسرقت فرحة أم كانت تنتظر عودة فلذة كبدهــــا فعاد إليهـــا أشلاء ، ولم ترحم شيخا كان يعد وحيده ليكون عكاز شيخوخته ، وزرعت الحسرة والألم في قلب زوجه حلمت بالسعادة مع زوجها ورفيق دربهــــــا ومستقبلها ، وحرمت أطفال من حضن أبيهم الدافئ ، وجوعى كانوا ينتظرون عودة والدهم بالخبز الذي إختلط بأشلاء الأب ودمه .
اللهم إحمي مصر من شر بعض أبنائها الذين غابت عقولهم ، وعميت بصائرهم قبل أعينهم ، وماتت ضمائرهم ، ممن جحدوا حقها وفضلها ، وإمتدت أيديهم بالغدر لتطعنها في مقتل .
تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز