
25 يناير ورهانات الإخوان الخاسرة "
بقلم : محمد صالح رجب
عقب عزل الرئيس مرسي من منصبه وحتى الآن خسر الإخوان كل الرهانات التي راهنوا عليها ، فقد راهنوا على عودة المعزول مرات عدة ، راهنوا على إحداث وقيعة بين الشعب وقواه الأمنية في ذكرى محمد محمود وماسبيرو ، راهنوا على إفساد فرحة الشعب وكسر كبرياء الجيش في ذكرى نصر أكتوبر ، راهنوا على تعطيل الاستفتاء ومنع الناس من الذهاب للإدلاء بأصواتهم ،وفي كل مرة كان الفشل حليفهم ..
وبغياب العقل والقراءة الصحيحة لهذا الفشل المتتالي تنحدر الجماعة شيئا فشيئا ، ويصعب على قواعدها الميدانية التواصل مع قادتها إما لأن البعض منهم بات خلف القضبان ، أو لصعوبة الحركة في ظل الملاحقات الأمنية ، مما حذا بعناصر الجماعة التحرك فرادى أو في مجموعات صغيرة و الاجتهاد من تلقاء أنفسهم وفقا لاتفاقات مسبقة في حال تعذر الاتصال بالقيادات مما يوقعهم في أخطاء أفدح ورهانات خاسرة أخرى ، ورغم أن ما تبقى من قيادات الإخوان حاولت بطرق أو بأخرى رسم معالم الطريق لقواعد الإخوان وقادتها على الأرض من خلال التمحك في ثورة 25 يناير ومحاولة استمالة شباب الثورة ، واستغلال تذمر البعض من أداء الحكومة وقوانين أثارت جدلا من قبيل قانون التظاهر ، وظهور بعض من رموز نظام مبارك إلى الساحة من جديد، رغم هذا لم تفلح تلك الرسائل في إخفاء ما كان يخطط له الإخوان من عنف خلف الأبواب المغلقة ، لتخرج علينا القيادات الصغيرة وعبر صفحات التواصل الاجتماعي بما هو مزمع فعله في 25 يناير من هجوم على الشرطة ومراكزها ووسائل الهجوم وكيفية تصنيع أدوات الهجوم ، وذلك لتوصيل الرسالة لباقي عناصر الإخوان في ظل صعوبة التنسيق و التواصل بينهم في الوقت الراهن ..
و رغم ما قد يصاحب هذا اليوم من عنف بشكل أو بآخر فإن رهان الإخوان على 25 يناير القادم للعودة لحكم مصر أو حتى للمشهد السياسي المصري ، سيكون مآله إلى الفشل هو الآخر ، لأن رهان الإخوان أصبح يصطدم بإرادة الشعب ،لكن غير بعيد عن 25 يناير ، يجب التأكيد على أن نجاح الشرطة في هذا الاختبار وتعاملها مع الأحداث وفق القانون ، ودون انتقام ، هو بمثابة إعلان عن تعافيها من الآثار التي صاحبت ثورة 25 يناير ، كما أن إعطاء ثورة 25 يناير ما تستحق من احترام، والتأكيد من مسئولي الدولة على أنها ثورة طاهرة محتفظة بلونها الناصع البياض ، ومذاقها على حاله بطعم الحرية ، ورائحتها طازجة رائحة الخبز ، لم ينل منها نجاسة أفراد امتطوها وحاولوا استغلالها لمآرب شخصية ، ظني أن التأكيد على ذلك مع عدم إفساح المجال لرموز نظام مبارك كفيلان بقطع الطريق على رهانات الإخوان في 25 يناير وما بعدها ..