09:09 ص - الأربعاء 5 فبراير 2014
بقلم : محمد صالح رجب
رؤساء عدة تعاقبوا على حكم مصر ولم تحدث الطفرة المنشودة ولم تترك مصر مقعدها في العالم الثالث وتنتقل إلى مصاف الدول المتقدمة ، بل على العكس تراكمت المشاكل حتى صارت مستعصية على الحل ، وحتى بعد الثورة ، جاءنا رئيس آخر، أطلق عليه "الرئيس المنتخب" ولم يحقق هو الآخر شيئا، وتبين أن المشروع الذي جاء به وانتخبه الناس من أجله ما هو إلا " فنكوش" ، فثار الشعب عليه وعزله ، ثم جاءنا رئيس آخر ولأنه كما قيل مؤقت لم ينتظر المصريون منه شيئا ،والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ونحن على أعتاب انتخابات رئاسية جديدة : هل نحن في حاجة إلى مجرد رئيس ؟
في انتخابات الرئاسة الماضية تقدم مرشحون عدة إلى منصب رئيس الجمهورية كل منهم كان من الممكن أن يكون رئيسا لمصر ، وقتها انتقدت وبقوة جميع المرشحين ،وشككت في قدرة أي منهم على إدارة شئون البلاد بالشكل الملائم وإحداث الطفرة المطلوبة ، فأي منهم لم يكن يعلم المطلوب منه ، حيث تقدمت الانتخابات الرئاسية على الدستور، و لم يُعرف شكل نظام الحكم ،أهو رئاسي أم برلماني أم مختلط ، ولم يُعرف مهام وواجبات منصب رئيس الجمهورية ، فكيف لراغب في النجاح أن يتقدم لشغل منصب ما دون أن يعرف ما له وما عليه ، كيف له أن ينجح في أداء مهامه وهو بالأساس لا يعرف ما هي تلك المهام ،هؤلاء عينة من رؤساء مصر السابقين والمحتملين . فهل نحن في حاجة إلى رؤساء من قبيل هؤلاء ؟
الآن وقد أُعتمد الدستور وعرف المصريون شكل نظام الحكم وواجبات ومهام رئيس الجمهورية القادم ،علينا أن نستفيد بالوقت و لا نعطي ثقتنا لمن ثبت فشله في المرحلة السابقة بل يجب علينا البحث بعناية عن زعامة حقيقية ، تقود البلاد في المرحلة المقبلة ، مصر ليست في حاجة الآن إلى رئيس بقدر حاجتها إلى قائد برتبة زعيم ، يكون قادرا على حشد الناس حوله ، والعبور بالبلاد من منطقة الرمال المتحركة التي تعصف بها إلى منطقة أكثر أمنا و استقرارا حيث دولة القانون والمؤسسات تمهيدا لتحقيق أهداف الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية .
وقبل الحديث عن المواصفات التي يجب أن نبحث عنها في زعيم مصر القادم وبعيدا عن الأسماء علينا أن نؤكد على حقيقة مفادها أن كل المصريين سواء، ومن تتوافر فيه هذه المواصفات فهو مؤهل لقيادة الأمة في هذه المرحلة بصرف النظر عن خلفيته أكانت مدنية أم عسكرية ،لأن الدستور تكفل بمدينة الدولة ، أما ما يعنينا في المتقدم لشغل منصب رئيس الجمهورية أن يكون وطنيا بالمقام الأول ، بما يعني انه مصري لأسرة مصرية مشهود لها بالوطنية ليس لأي من أفرادها ارتباطات خارجية ( من جنسية أو ارتباط بتنظيمات ذات امتدادات خارجية ) قد تؤثر على مصالح البلاد ، وأن يكون مؤهلا بدنيا وعلميا ويمتلك من المهارات الشخصية والخبرات العملية ما يمكنه من أداء مهامه بكفاءة عالية في ظل بيئة عمل جد قاسية، مثل هذا الزعيم يجب أن يكون قادرا على التعامل مع الآخرين والعمل معهم ، قادرا على اختيار فريق عمل مناسب للمرحلة لتنفيذ برنامجا طموحا قابلا للتحقيق من خلال آليات مبتكرة تخترق الأزمات المصرية المزمنة ، ويجب أيضا أن يكون قادرا على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب ، قادرا على قراءة وتحليل المشهد الداخلي والخارجي وأن يكون صبورا واسع الصدر حاسما متى تطلب الأمر ذلك .
قد يبدوا ألأمر صعبا ، فصفات كتلك ربما لا تتوافر مجتمعة في شخص بعينه ، كما أن شعبا تُمثل الأمية فيه نسبة الثلث لا يمكن له أن يفاضل بين المرشحين بناء على تلك الصفات ، وهنا يأتي دور