عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

لا أدري" قصة قصيرة "

بقلم : عمرو إسماعيل
 
لا أدري، أأكتبُ أم لا؟ أنظر إلي الأوراق متأملاً لا شيء،  وها هي عقارب الساعة تشير إلى الواحدة صباحاً،  لن أستطيع أن أغمض عينيّ اليوم بدون كتابة أي شيء جديد. أنا حقاً الآن أشعر بـ(ويليام شكسبير) الآن ومقولته الشهيرة :"أكونُ أو لا أكون؟  هذا هو السؤال". ها هي تلك الجملة تدورُ بخاطري،  وأحاول أن أجعلها تسيطرُ علي جسدي وتتملكه، لتعطيني طاقة تدفعني إلى الأمام.

أتتطلع الآن إلي كوب الشاي باهتمام شديدٍ هذا الكوب الذي كان رفيقاً لي منذ البداية التي لا تبدوا أنها تريد أن تحدث،  أم إنها حدثت وأنا سجين عدم القدرة، أأنا عاجزٌ؟! لطالما كنت عندما أمسك القلم أتحول إلي سحبٍ كثيفةٍ من الفكرِ سرعان ما تُمطر كلماتٍ وأفكار، لكن لا أدري لماذا؟! لماذا... أنا في هذه الحالة؟! أأنا مريض؟! أم هي حالة نفسية وسأتحسن إذا نلتُ قسطاً من الراحة؟! 
أضعُ يدي علي المكتب وأتناول كوب الشاي وأرتشف رشفة، وأضع القلم الرصاص علي الورقة البيضاء، وأبتسم! ها هي الكلمات تتساقط من العدم لأكتب...’’أشعرُ أنني وليد هذه اللحظة، أشعر بأن تلك الكلمات هي مفتاح فتح خزانة قلبي، ها أنا أولد من جديد،  طفلاً ضعيفاً، بصفحةٍ بيضاء وعقلٍ إسفنجي صغير، أحاول أن أتنفس الصعداء وابدأ حياتي من جديد، ها أنا أتنفس في بحور الكلمات بحرية، ها أنا أعبر جسر عدم القدرة لأصل بذاتي إلي حالة طبيعية، لكن تتهاوى علي قلبي مخاوف أن تكون هذه هي لحظات الاحتضار، إنني ألفظ أنفاسي الأخيرة، يدفعني القلم إلي وصف أخر لحظاتي، ويكتب بكلاسيكية عن شريط عمر لا يتجاوز العشرون عاماً يمر من أمامي ويتلاشى باتجاه المشرق.‘‘

أسمع صوتاً عذباً يقول:  "وما الموت إلي حالة نعبر به إلي عالم آخر حيث يرقد العظماء والأحباب، طريقٌ بلا عودة، طريق يتفرع إلي طريقين، واحد إلي النور والنعيم، وآخر إلي الظلام والجحيم، ليس أمامك سوى أن تدع القدر يأخذك إلي حيث يريد باختيار يحتمل الخطأ والصواب، دع إيمانك يطفوا على كل شيء، دعه يسموا  ويتملك حواسك دعه يأخذ إلي صوابك وطريقُ نجاتك أو إلي شقائك، ارقد بسلام وودع الأحباب ولا تقلق فغداً تلتقون"

يا الله... أهي النهاية... بهذه السرعة... تتساقط الدموع من عيني...  وأقول بهستيرية بينما تتسارع دقات قلبي... مشيره بالنهاية... "اللهم لا تأخذنا إن نسينا أو أخطأنا..." أستسلم إلي المصير... أنظر إلي الساعة وأراقب عقرب الثواني يمضي ثانية بعد ثانية بينما أفقد الإحساس بأطرافي... مهلاً إني أسمع صوت يبدوا مألوفاً إنه... صوت أمي... ماذا تقول؟!
’’عمرو... استيقظ!، قوم يا أبني نام علي السرير!‘‘

أنهض في فزعٍ شديد، أبتسم وأحمد الله، واستعيذه من الشيطان الرجيم،  وأنظر إلي دفتري في متفحصاً... إنه فارغ! ابتسمت ثم غلبني النعاس فنمت.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز