عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

العربــى.. حكايــة كرويــة رائعة!

كتب - على خضير

يمثل نادى الإسماعيلى بتاريخه ونجومه فى كرة القدم إحدى علامات اللعبة طوال تاريخها خاصة جيل الستينيات والسبعينيات الذى امتلك ناصية الإبهار والمتعة والصمود والسير على خُطى أبناء السامبا «شكلا وموضوعا» فى عزف ألحان كروية ولا أروع



بدأها منذ 55 عاما المرحوم رضا وأصدقاؤه شحتة والعربى - حودة، أمين إبراهيم، السنارى، يسرى طربوش، مصطفى درويش، ميمى درويش، على أبو جريشة، عبدالستار، معاطى، سيد حامد، سيد السكا وغيرهم ممن وضعوا النواة الأولى فى شجرة التألق (البرتغالية) التى أصبحت مدرسة خاصة ذات فنون كروية عالية.

أثروا الحياة الكروية (بفلتات) ولا أروع والذى لا يعرفه الكثيرون أن هذه الكوكبة ظهرت أثناء وجود الإسماعيلى فى الدرجة الثانية بعيدا عن الدورى الممتاز إثر هبوطه المفاجئ عام 1958 بعد أن ترك العديد من نجومه الكبار إلى نادى القناة وتحمل رضا والعربى وشحتة (ناشئو النادى وأبناؤه الصغار) المسئولية وطوال خمس سنوات فى دورى المظاليم جاهد هؤلاء (الدراويش) وعادوا لدورى الأضواء، والمثير أن المرحوم الكابتن رضا كان ضمن المنتخب القومى فى أوليمبياد روما 1960 التى حصل خلالها المنتخب المصرى على أفضل مراكزه الأوليمبية (الرابع) وعفوا على هذه المقدمة الطويلة، ولكنها ضرورية لإيضاح قليل من كثير تمتع به نجوم وعباقرة الإسماعيلى الذين رحلوا نجما تلو الآخر .. وكان آخر القائمة سيد عبدالمنعم محمد الشهير بالعربى أحب وأطيب وأقوى نجوم هذا الجيل الذى تغنى باسمه (ثلاثى أضواء المسرح) مع باقى نجوم الستينيات وقطعًا لم تكن أغنية (الثلاثى) إلا تعبيرا عن روح هذا اللاعب المحورى أشهر لاعب خط وسط فى تاريخ الإسماعيلى والذى ارتدى القميص رقم 9 ..

العربى مكتسح الملعب .. نعم إنه كان عبقريا.. ذا جهد خارق فى الملعب بتفانٍ هائل كأحد الجنود والمجهولين فى عالم الساحرة المستديرة.

العربى من مواليد الإسماعيلية فى 22 أكتوبر 1941.

انضم لناشئى الإسماعيلى عام 1953 عندما شاهده الكابتن على عمر.. «مكتشف النجوم» فى دورى المدارس وكان معه رضا وشحتة.

ولمع الثلاثى بقوة وحصلوا على فرصتهم كاملة فى مأزق موسم 57-58. وبدا العربى جناح أيمن.. ثم جناح أيسر واستقر أخيرا فى وسط الملعب.. (مكوك) وهو المركز الذى ثبت فيه واصبح رمانة الميزان طوال عقد الستينيات وكان الممون (السخى) لمهاجمى النادى الذى اقتنص لقب الدورى الممتاز موسم 66-76 ولعب العربى كل مباريات هذا الموسم ومواسم عقد الستينيات بالكامل حتى كان ضمن التشكيلة التى أحرزت كأس إفريقيا للأندية أبطال الدورى موسم 66-67.

وإن لم يكن بجهد السنوات السابقة ولكن رحيق النجومية ونبع التألق كان يتواصل .

وشارك دوليًا منذ عام 1962 وحتى اعتزاله وسط كوكبة من نجوم المرحلة .

 عقب الاعتزال اتجه العربى لتدريب فرق الناشئين واكتشاف النجوم لبرازيل مصر لسنوات طويلة .

 ربطتنى بهذا النجم الخلوق علاقة صداقة منذ عام 2006 فى خضم بحثى عن نجوم وعباقرة الرياضة المصرية ورحب بحب فى زيارة (صباح الخير) التى كانت بقلم المرحوم السعدنى أول من سلط الضوء على هؤلاء العباقرة الكرويين بداية الستينيات، بل إن «صباح الخير» كانت الأجرأ فى إعطاء الغلاف كاملا لكرة الدراويش وعشرات الصفحات مدحا وثناءً وكتابة تاريخ لهؤلاء الفلتات فأراد العربى بعد نصف قرن أن يتنسم عبير هذه الأيام وتلك الجدران وطاف العربى بذاكرته فى «صباح الخير» وكان العزيزان رشاد كامل ومحمد هيبة وراء هذا اللقاء وكتبت واحدا من أروع كتاباتى عقب حوارى مع العربى حملنى فيه من الذكريات الكثير.. واستمرت العلاقة حبا واحتراما حتى وافاه الأجل ورحل الأحد الماضى تاركا تاريخا يحتفى به وسيرة عطرة دلت عليها جنازته المهيبة التى شارك فيها كل أبناء ونجوم الكرة القدامى من الأندية المصرية.. وكذا واجب العزاء الذى أقيم بملاعب النادى التى زادت من التأكيد على حب الجميع للعربى الذى صال وجال واكتسح برجولة وأداء رائع ورحل ملك النص.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز