استهداف المصريين في ليبيا والفخ المزدوج

"بقلم : محمد صالح رجب"

إذا كان ما يحدث للمصريين في ليبيا ، ليس منفصلا عن الوضع العام في هذا البلد المتاخم للحدود المصرية ، حيث يُستهدف هناك الجميع بما فيهم الليبيين أنفسهم ، إلا أن استهداف مسيحي مصر تحديدا يثير علامات استفهام عديدة حول هوية وأهداف الجناة ، وفي محاولة للفهم نتساءل عن المستفيد من وراء استثارة مسيحي مصر، وتفجير بركان غضبهم في وجه سلطات الدولة الحالية ،من الذي رأى في المسيحيين كتلة مصمتة مؤثرة في كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة واللاحقة ؟ من الذي يرى فيهم أنهم أعطو زخما للمظاهرات التي عمت شوارع مصر من قبل ؟ من الذي هددهم مرارا للحيلولة دون المشاركة في الانتخابات أو الخروج للتظاهرات ؟ بالتأكيد  هؤلاء هم أصحاب المصلحة في استهداف مسحي مصر في ليبيا ، فهم يعاقبون المسيحيين على دور مضى ويحولون دون دور مؤثر لهم في المستقبل ، يقطعون أواصر اللحمة بينهم وبين سلطات الدولة الحالية في محاولة لإسقاط أحد أهم عوامل قوتها من خلال تلغيم وتفجير العلاقة بين المسيحيين والدولة المصرية باعتبارها غير قادرة على حمايتهم.

فخ آخر شديد الخطورة لاستهداف المصريين في ليبيا وهو محاولة توريط مصر في عمل ما ضد ليبيا مشابه لاستدراج صدام حسين للتدخل في الكويت ، لذا سيتم العزف كثيرا على وتر فشل الدولة بسلطاتها الحالية في حماية مواطنيها أملا في استثارة قادتها لتدخل ما في ليبيا لاسيما إن كان المستهدفون مسيحيين ، هذا التدخل ـ إن حصل كما يراد له ـ قد يسمح لاحقا بتدخل قوى أجنبية ضد مصر ..

كل الحذر في التعامل مع الملف الليبي شديد الخطورة على الآمن القومي المصري ، وعلى سلطات الدولة أن تجد طريقة ما للتواصل مع مراكز القوى وشيوخ القبائل في ليبيا للحفاظ على مواطنيها ومصالحها المشروعة هناك دون التورط بشكل مباشر في الحالة الليبية المرشحة لمزيد من التدهور  .