عاجل
الخميس 19 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

أحمد موسى .. من الحب ما قتل "

بقلم : محمد صالح رجب



لا أشك ولو لحظة واحدة في وطنية الإعلامي أحمد موسى ، وأعلم تمام العلم أن غيرته على البلد إنما هي دافعه لتلك العصبية ، بل وأعلم أن كثيرا منا في لحظة ما طالب بإعلام تعبوي يتناسب وطبيعة وحجم التحديات التي تواجهها مصر ، ويصعب على مثلي أن أخوض في موضوعات كهذه ، لكن فجاجة الطرح ، والنيل من كل منافسي السيسي بهذا الابتذال ، والانزلاق إلى منطقة بشعة لا تليق لا بالسيسي ولا بمؤيديه ولا حتى بالإعلام المصري، جعل السكوت عن ذلك جريمة ، هذا الأداء لم يعد ممكنا السكون عنه ، هذا الأداء ليس مهنيا فحسب بل غير أخلاقي ، لم يفرق موسى بين ما يقال  في الغرف المغلقة أو على المصاطب والمقاهي وبين ما يجب أن يقال على شاشات التلفاز على مرأى ومسمع من ملايين المشاهدين ، هذا الأداء الإعلامي المتردي ، لا يمكن وصفه سوى بالردح الإعلامي ، يقيني أن السيسي لم ولن يطلب من موسى أن يتبرع ويسئ إلى حمدين أو غيره من منافسيه أو مخالفيه الرأي ، يقيني أن السيسي ليس فرحا بما يفعله أحمد موسى وآخرون ، يقيني أن السيسي سوف يسعى لوضع حد لهذا الإسفاف والشرشحة الإعلامية المحسوبة عليه والتي تنال منه.

الطرح الذي يقدمه ، أحمد موسى ، لا يرقى أن يكون إعلاما ، المفردات التي يستخدمها والشد العصبي والصوت العالي الذي يصاحبه طول الحلقة لا يمكن أن يكون إعلاما ،أجزم أن حمدين لن يتقدم ببلاغات ضد تجاوزات موسى ، واجزم أنه يكتم فرحته بين ضلوعه ،وأنه لو بيده لتحمل نفقات برنامج موسى ليستمر دون انقطاع بنفس الأسلوب ، من حق حمدين أن يردد : هؤلاء هم مؤيدو السيسي ، وإذا كنا نتفهم فرحة صباحي بإعلام موسى في إطار المنافسة المشروعة ، فإن فرحة أخرى ، من نوع آخر ، وأهداف أخرى ، وأناس آخرون ، ينتظرون حلقات أحمد موسى على أحر من الجمر ، هم أيضا يريدون أن يستمر موسى ، بل يدعون الله أن يستمر ، فغير بعيد عن موسى ينتظر باسم يوسف المادة الخام التي يقدمها له ، ويوظفها بشكل يسئ للسيسي والإعلام المصري ، وهناك تتربص الجزيرة وتبث مقاطع لموسى وآخرين والفرحة تقفز من عيون مذيعيها ، وهم يشيرون باتجاه موسى وأمثاله ، هؤلاء هم " إعلام الانقلاب " .

لا مانع أبدا أن يكون للإعلامي وجهة نظره الخاصة  تجاه هذا المرشح أو ذاك ، لكن ما يقدمه الإعلامي أحمد موسى ، هو وصلات ردح ، لا ترقى أبدا لإعلام مهني محترم ، وقديما قالوا : من الحب ما قتل .

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز