عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

طُـعْـــم الجَـيـْــش الـحـُــر

بقلم - حسن زايد
 
الطُّعْمُ : ما يُلْقَى للسمكِ وغيرِه لاصطيادِهِ ، ويُطلَقُ مجازًا على كل ما يُتَوَصَّلُ به إلى شيءٍ ، والطُعْم يعرفه هواة الصيد ، ويستخدمونه لجلب الأسماك ، وهو لا قيمة له في ذاته ، ولا وزن له بالنسبة للصياد إلا باعتباره وسيلته في التوصل إلي ما يرغب في اصطياده . وقد صك مصطلح الجيش الحُر لإطلاقه علي قوة عسكرية أعلن تأسيسها ضباط مُنشقون عن الجيش العربي السوري في تاريخ 29 تموز2011  م لحماية المُتظاهرين السوريين ، تحت قيادة العقيد المُنشق رياض موسى الأسعد. وقد قام الجيش السوري الحر لاحقا بعدة هجمات على أهداف أمنية في مدن مختلفة من سوريا ، وقد جوبه باتهامات بانتهاك حقوق الإنسان . ولما كان المنشقون من الجيش فقد أًطلق عليهم مصطلح الجيش . ومصطلح الحر الذي أضيف إليه مصطلح مراوغ ينفي عن الجيش المنشق العمالة والخضوع لنفوذ أجهزة استخباراتية من حيث التمويل والتخطيط والتنظيم والتوجيه والتدريب والتسليح ، علي خلاف الحقيقة . أما ما يطلق عليه زوراً وبهتاناً بجيش مصر "غير" الحر، والذي رصدت وجوده الأجهزة السيادية ، ورفعت تقاريراً بشأنه ، فهم مجموعة من المرتزقة أصحاب التدين المغشوش ، تجمعوا علي الحدود الليبية / المصرية .  وبمجرد تداول وسائل الإعلام للتسريبات الصادرة عن الجهات السيادية ، أو تلك التي عمد القائمون علي شأن هذا الجيش المزعوم تسريبها ، فزع بعض الناس لخشيتهم من تكرار السيناريو السوري في مصر . وفي غمرة الفزع الذي أصاب البعض وجدنا بعض الإعلاميين  يدعو القوات المسلحة إلي التحرك الفوري لإبادة هذه المجموعات التي تهدد الحدود المصرية ، وتعرض الأمن القومي المصري للخطر . وقد استحضر البعض مشاهد تاريخية من القرن الماضي للإستدلال بها علي قدرة القوات المسلحة علي فعل ذلك من ناحية ، ومشروعية هذا التصرف من ناحية أخري ، وشرعيته من ناحية ثالثة . من هذه الوقائع الاغارة على الاراضى الليبية فى ليلة 19-20 يوليو 1977 م . وقصف القاعدة الجوية الليبية ، قاعدة جمال عبد الناصر "قاعدة العظم سابقاً " ليلة 23 يولية . ولا ريب أن الصورة كانت مأساوية في بعض جوانبها . والواقعة الثانية هي إرسال القوات الخاصة المصرية  إلي مطار لارناكا بقبرص تنقلهم طائرات سى 130 عسكرية بدون اذن مسبق من السلطات القبرصية لمحاولة فك رهائن طائرة مصرية  بعد اغتيال وزير الثقافة المصرى يوسف السباعى . ونحن لسنا بصدد تقييم هذه القرارات . ولكن يمكننا القول بارتياح أنه لا يجوز القياس علي هذه الوقائع ، ولا يجوز الضغط علي الجيش المصري للتحرك  لمواجهة ما يطلق عليه الجيش المصري الحر ، لأن الظروف والأوضاع والملابسات تختلف من واقعة إلي أخري ، والمفترض أن تقدير الموقف يُترك لصاحب القرار . وهذا الضغط الذي يمارسه بعض الإعلاميين في اتجاه اتخاذ خطوات جادة  نحو ضرب هذا الجيش ، قد يؤثر سلباً علي اتجاهات الرأي  العام حيال الجيش ، حال عدم قيامه بإجراء ما . ورغم أنني أميل بشدة نحو ترك الأمر برمته لأصحاب القرار ، إلا أن ذلك لا يمنع من تحذير الإعلاميين من الخوض في هذه المسائل ، لأن هذا الجيش المزعوم قد يكون فخاً لاصطياد الجيش بعيداً عن مهمته ، أو طُعْماً لاستدراجه إلي القتال في غير أرضه بقصد استنزافه وانهاكه ، تمهيداً للإنقضاض علي مصر من جديد ، وبذلك يفقد المجتمع عموده الفقري الذي يستند إليه في مقاومته لخطة التقسيم . ولابد أن ندرك أن أمريكا لا تتخلي عن أهدافها بسهولة .
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز