عم عوض وعم بدران : مهمشين في انتظار الرئيس القادم
كتبت - أمل وافى
وسط زحام شديد وأصوات الميكروباصات والأتوبيسات بأعلى صوت تنادي عباسية عباسية رابعة أول عباس أول مكرم ،مصر الجديدة مدينة نصر ، وفي زاوية صغيرة على الرصيف يجلس ماسحي الأحذية منتظري الرزق من عند الخالق .
عم عوض طه رجل لا يبدو عليه سنه برغم ذكره أنه ستين عاما لكن جسمه الضيئل اعطته سن أقل ، وجهه مبتسم يجلس وأدوات مسج الأحذيه أمامه في انتظار الفرج من عند الله يقول عم عوض " أنا كنت بشتغل ستورجي نبوليا "موبيليا "ده كان في الأول لما حسيت إن الصنعة معدتش بتأكل عيش قلت أجيب عدة جزم لامؤاخذه وأشتغل بيها "
يكمل عم عوض "أنا عندي ستين سنه بقالي عشرين سنه قاعد نفس قعدتي دي ، أنا متجوز وعندي أربع عيال كلنا قاعدين في اوضة واحدة ، والرزق اليوم بيوم ،الشقي ده اتعودنا عليه "
يستكمل عم عوض " نفسي الريس الجديد يبصلنا يعملنا نقابة ، نقابة للحرفين يبقي لينا معاش أنا لومت ولادي هيضيعوا ، نفسي أحس اني مش خايف والله أنا مبخاف أموت على قد خوفي على الأربعة اللي في ضهري "
وبجوارة يجلس عم بدران ومعه نفس أدوات مسح الأحذية كأنهم يقتسمون الرزق يقول عم بدران " أنا هنا بقالي كتير يجي تلاتين سنه كده ، الأول كنت سفرجي وبعدين بقت المهنة لبتوع الشهادات بس "
ويكمل عم بدران " جبت العدة وقعدت هنا ، أنا ولا اتجوزت ولا حيلتي عيل ولا واحدة اجيبهم ابهدلهم ، أنا بنام هنا في الجراج وزي ما قلك عم عوض اليوم بيومه ، ادعي ربنا يبعتلنا "
يقول عم بدران " نفسي لما الريس الجديد يجي يدينا سكن أنا بنام في الجراج في عز البرد محدش بيسأل فينا الريس الجديد يبصلنا بقه ، نفسي آكل لقمة نضيفة وأسكن سكن نضيف "
تركت عم عوض وعم بدران لكن لم تتركهما أحلامهما ، راقبتهما من بعيد يرفعون أيديهم للسماء وكأنهم يطلبون العدل والرزق والأمان كأنهم يطلبون أن يبعث الله رئيس مُخلص ينظر بعين الرحمة لفقراء وأشخاص نسيهم المجتمع