ريم أيمن تكتب: كبرنا ...

كبرنا وأصبحنا نحزن فى صمت ... نُكسر فى صمت ... نبكى فى صمت
أصبح لدينا كل المشاعر لها تعبير وجه واحد
الا وهو الابتسامة الهادئة !
تكاد سكاكين الألم تقتلنا من الداخل 
لكن لا يبدو علينا سوي الهدوء
الهدوء القاتل 
أو الهدوء الذى يسبق العاصفة كما يدّعون !
ولكن أى عاصفة هذه ... !
لم نعد صغار لنثور كالعواصف
أصبحنا نفكر آلاف المرات قبل أن نعبر عن شعور الحزن بداخلنا
نفكر إلى أى مدى سيؤثر سلباً على من يحيطون بنا
كبرنا كثيراً
كبرنا وأصبحنا نخشي على والدانا من أن يشعروا بأحزاننا العميقة ... خشية أن نكسرهم معنا
لأنهم سيشعرون بالعجز أمام صمتنا الدفين
كبرنا ...
وأصبحنا لا نثور بمن يجرحوننا
كبرنا وأدركنا أن لا فائدة للثورة
وأن للكلمة الواحدة ألف ورزن ومعنى !
كبرنا وأصبحنا أقوي وأكثر هدوئاً من الخارج
وأضعف وأكثر ثورة من الداخل
لكنّ كل هذا لن يخرج أبداً إلا بخروج أرواحنا
لأن العمر لا يرجع إلى الوراء أبداً
سنكبر أكثر وتكبر معنا أحزاننا وضعفنا وثورتنا
وستكبر كلمة الله أكبر داخلنا
سنعلم أنه الوحيد العليم بما فى داخلنا
سنكتفى بنظرة إلى السماء
أنت تعرف يالله ... وكفى !
أنت أقدر 
أنت أرحم
أنت أدري بما هو أصلح
أنت مأوانا وملجئنا
أنت الرحمن الرحيم
وسنكتفى بالدعوة لمن نحب
فضلاً عن المحادثات الطويله عديمة الجدوي
فضلاً عن محاولاتنا المستميتة فى ابقائهم
فضلاً عن وجودنا الغير مرغوب فيه فى حياتهم
أو ربما مرغوب فيه لكن يدّعون غير ذلك !
وفى النهاية ...
سنمضي وحيدين فى الظلام
لن ينفعنا حينها سوى نور الله بداخلنا
فهنيئاً لمن يتمتع بقدر أكبر من هذا النور الالهى
سيكون بمأمن _بقدر أكبر _من الصدمات