السيناريست وليد خيري: "رمضان كريم" يستعيد الجو العائلي للأسرة المصرية

كتبت - ياسمين عباس

"رمضان كريم" جملة معتادة نقولها جميعًا مع دخول الشهر الفضيل أو أثناءه، لكن أن يصبح "رمضان كريم" شخص وله عائلة هذا هو الجديد، وهو عنوان المسلسل الكرتون "عائلة رمضان كريم"، والذي يعرض هذا العام على أكثر من قناة فضائية ولاقى قبول عند جمهور الأطفال والكبار.

يقول المؤلف وليد خيري الذي كتب السيناريو والحوار للمسلسل مع بيبو ومع مخرج العمل ومؤلفه محمد دندراوي، الكرتون في العالم كله موجه للكبار والصغار لكننا لا زلنا في مصر نتعامل مع الكرتون وكأنه عمل موجه للأطفال فقط ، في عائلة "رمضان كريم" حاولنا أن نقدم عمل يتابعه جميع أفراد العائلة، وحاولنا أيضًا أن نربط المشاهد بعائلة رمضان كريم كما ارتبطت الشهر الفضيل بعبارة رمضان كريم، لذلك نحضر أجزاء أخرى من العمل لرمضانات القادمة.

ويضيف "خيري" تعملنا في أفكار الحلقات مع كل ما يواجه المصريين من تحديات مثل الدروس الخصوصية، طغيان الانترنت والعالم الافتراضي على الحياة الواقعية، مشاكل الأبناء وكيفية تعامل الأهل معها، أوهام النجاح والمكسب السريع من خلال برامج المسابقات التي تخدع المشاهين، وحاولنا أن نضع ذلك في قالب كوميدي يعتمد على كوميديا الموقف بشكل مكثف خاصة أن زمن الحلقة عشر دقائق فقط.

أما عن إختلاف الكتابة لمسلسل الكرتون عن بقية الكتابة الأخرى خاصة أن "وليد خيري" كتب القصة القصيرة، والرواية، والسيرة الذاتية، فهو قادم من عالم الأدب بالإضافة إلى تجارب عديدة في السيناريو مثل مشاركته في سيت كوم "تامر وشوقية"، و"أحمد اتجوز منى"، و"كوافير أشواق"، ومشاركته مع الراحل العظيم أسامة أنور عكاشة في سيناريو مسلسل "القاهرة2000".

يقول "خيري" الكتابة للكرتون مختلفة بعض الشئ حيث مساحة الحركة محدودة لأن الحركة تستغرق وقتا لتنفيذها، كما أن هناك بعض الجمل في الحوار لا تجد لها مكانًا في النص المكتوب للكرتون، كان لي أيضا مرجعية أثناء مرحلة الكتابة وهي ابني "مهند" كنت اسأله إذا كان ذلك جيدًا أم لا، لأن ذائقة الطفل مختلفة وكنت أحذف بعض الجمل من السيناريو طبقا لتوجيهاته، هناك أيضا فكرة انتقاء المفردات والألفاظ لأنه بالتأكيد جزء كبير من جمهور هذه النوعية من المسلسلات من الأطفال لدرجة إنه كنا نراجع مع مخرج العمل محمد دندراوي بعض الكلمات التي تبدو عادية من وجهة نظري، لكنه قد يراها غير مناسبة للطفل وكنت أثق به لخبرته في مجال الكرتون، وإن كنت أنا عملت في تجربة سابقة للكتابة للأطفال في المسلسل الشهير "عالم سمسم".

من الأشياء المفرحة لي في هذه التجربة أن ردود الأفعال من الأطفال عظيمة جدًا، وهناك متابعين للمسلسل بشغف، وأيضًا أتلقى ردود أفعال من الكبار، لدينا طموح أن يكون المسلسل مسلسل العائلة المصرية وأن تجد كل عائلة نفسها ملتقية في بعض التفاصيل مع عائلة رمضان كريم.

اختيار أسماء الشخصيات الملفت، فيقول "خيري" يرجع ذلك لمخرج العمل وهو أراد أن تكون أسماء شخصيات المسلسل رمضانية خالصة فالزوج والذي يقوم بدوره النجم أشرف عبد الباقي يؤدي دور "رمضان كريم"، والزوجة اسمها "رحمة" وتؤدي دورها النجمة مها أحمد، والجد "سحور" يقدم دوره النجم حسن
حسني، وهناك الشاويش "ياميش"، بالإضافة إلى أسماء الأولاد صيام وكنافة وقطايف وقمر الدين هي محاولة منا للتقرب من مفردات شهر رمضان في كل شئ.

هناك اختلاف كبير بين عائلة "رمضان كريم" و"بكار" وهو أن مسلسل بكار يقوم على بطولة الطفل بكار، أما عائلة رمضان كريم فكل العائلة أبطال ولهم أدوار وحضور، هو مسلسل يحاول ترسيخ فكرة العائلة من جديد، محاولة لإستعادة الجو العائلي وخاصة أن شهر رمضان الكريم معروف بأنه شهر اللمة، وهذا لا يمنع أن نتمنى أن ينول المسلسل شهرة مسلسل بكار.

أتمنى تكرار تجربة العمل مع المخرج محمد دندراوي لأنه من الذين يتعاملون بإحترام وتقدير مع الكلمة المكتوبة كما أنه يملك أدواته جيدا، ومع السيناريست بيبو، وكذلك مع منتج العمل الذي كان يتابع كل صغيرة وكبيرة بدأب شديد، وذلك لأنه يرى الفن رسالة لذا لم يتأخر ولم يبخل في كل ما يمنح الرسالة قيمتها وبهاءها.