علا البكاتوشي تكتب: مهرجان التسريب

وقد يأتيك الابتلاء علي أن تكون طالب في الثانوية العامة هذا العام البائس ، فبداية تم تسريب امتحان اللغة العربية مع إصرار كامل من الوزارة علي تكملة الامتحانات و نفي قاطع وتحدي لكل من قال أن الامتحان قد تم تسريبه ، علي الرغم من  أن التسريب هذا العام نزل  بنموذج الإجابة في سابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ وزارة التربية والتعليم وقد قام الطلبة مشكورين بتوزيع الدرجات في ورق الامتحان طبقا لنموذج الإجابة للتسهيل علي المصححين   .

و تم إلغاء امتحان الدين كرد فعل سريع علي تسريب امتحان اللغة العربية.

وتوالت الامتحانات بشكل عادي جدا مع تجاهل لكل ما يحدث من تسريب قبل أو بعد بدء الامتحانات ، وخرج إلينا التصريح الناري العظيم الذي حل لنا جميع المشاكل المطروحة الا وهو  "ان تم التسريب فبل اللجنة فانه يعد تسريبا وإذا كان بعد ابتداء الامتحان فأنه يعد غشا وليس تسريبا "

حقا انها مقوله يجب أن تدرس ليحتذي بها في مثل تلك المواقف .

ولا نغفل كل يومان خبر القبض علي شخص أو أكثر بتهمة التسريب ، والوزارة تتحدي أن تتكرر عملية التسريب وصفحات الغش تتحدي الوزارة بفجاجة وتنشر الامتحانات علي صفحات الغش الالكترونيةومؤخرا بدأت تنشر تفاصيل الاجتماعات السرية للوزير !!

وبعد أن ثبت تسريب امتحان اللغة الفرنسية والاقتصاد وبعد اعتراف الوزارة الفاشلة بالتسريب لم يتم الإلغاء وتم التصريح بأنه لن يلغي الامتحان  إلا بعد تصحيح العينة العشوائية  .

هذا وقد وضح لنا من السابق أن الوزارة مصره علي استكمال الامتحانات بمبدأ "اعمل نفسك ميت"وعلي وعلي أعدائي !.

إلي أن التي يوم امتحان الميكانيكا المشئوم الذي تم تسريبه قبل اللجنة بساعات كانت كافيه لأن يتم الإلغاء قبل وقت الامتحان  وكباقي الامتحانات لم تحرك الوزارة ساكنا الا بعد انتهاء الوقت المخصص للامتحان.

فألف حمد وشكر لله أحست الوزارة بعد عقد كل هذه الامتحانات وبعد كل هذه المهازل أنها يجب أن تلغي هذا الامتحان بعد أن امتحنه الطلبة وكذلك إلغاء الامتحانات المقبلة. 

أظن يا سيادة الوزير أن هذا القرار كان سيكون مقبولا لو تم إلغاء الامتحانات من أول يوم تم فيه التسريب ، واعطاء مهلة اسبوع أو عشرة أيام تعيد فيه الوزارة هيكلة نفسها وتنظم الامتحانات بشكل منظم مع تغيير جميع القائمين علي وضع الامتحانات ، للأسف هذه أبسط قواعد فن ادارة الازمات الذي تفتقده الوزارة تماما ، أما كم المهازل التي حدثت ولا تزال تحدث فلا أستطيع التعليق عنها بشكل مهذب.

الا يكفي أننا قد ارتضينا لأولادنا نظام تعليم فاشل يعتمد في الثانوية علي الدروس الخصوصية فقط ولا وجود أصلا للمدارس سوي انها أماكن لقيد الطلاب.

الا يكفي الاهمال والفساد الذي يجعل الطلبة يدخلون الامتحانات بالموبايل ويتم تلقينهم الإجابات وسط المراقبين علي الرغم من امضاء الطلبة وأولياء الامور من قبل علي عدم دخول الموبايل للجنة الامتحان.

هدم مستقبل الجيل بأكمله مسئولية من ؟؟؟ فما بين طالب ذاكر واجتهد ورفض أن يغش ولن يستطيع تحقيق حلمه بسبب ارتفاع المجاميع نتيجة للغش والتسريب ، وبين طالب لم يذاكر ووجد نفسه في كلية من كليات القمة فيخرج لنا طبيب فاشل ومهندس فاسد.

والسؤال يطرح نفسه ، الا تستطيع وزارة التعليم تأمين ورقة امتحان ؟؟؟؟

أهذا فوق قدراتها بالفعل ؟؟؟

أين الهيئة القومية للامتحانات مما يحدث من مهازل ؟؟؟

تتسرب الامتحانات ويتسرب معها مستقبل وأحلام أبناؤنا وبدلا من أن نلاحق الفاسدين الخونة المتسببين في تلك المأساه ، نلاحق الطلبة البؤساء الذين يعبرون عن احتجاجهم وغضبهم بنزولهم في الشوارع .

طفح الكيل .