عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الشرطة النسائية نجحت فى قهر المتحرشين

الشرطة النسائية نجحت فى قهر المتحرشين
الشرطة النسائية نجحت فى قهر المتحرشين

كتب - هيام هداية

أيام الأعياد دائما ما ترتبط بالفسح والخروجات، إلا هناك ما يكدر صفو الاحتفال بمثل هذه المناسبات العامة من سلوكيات مرفوضة وخاصة تجاه الفتيات  وعلى رأسها التحرش الذى يمثل أحد أهم المشاكل التى تؤرق كل بيت مصرى فى مثل هذه المناسبات مما قد يضطر إلى رفضه خروج فتياته حماية لهن من التعرض لمثل هذه المواقف.



 

أكدت الإحصائيات أن نحو 64% من نساء مصر يتعرضن للتحرش الجنسى سواء باللفظ أو بالفعل فى الشوارع والميادين العامة، مما يجعل مصر تأتى فى المرتبة الثانية على مستوى العالم بعد أفغانستان فى التحرش الجنسى، كما أكدت دراسة «التحرش، السرطان الاجتماعي» الصادرة عن المركز المصرى لحقوق المرأة أن التحرش لا يقتصر على عمر أو طبقة اجتماعية معينة، ولكنه يعوق تقدم المرأة ويشكل عائقاً كبيراً لها.

وأن الأشكال الشائعة للتحرش هى اللمس (بنسبة 40%) يليه التحرش بالألفاظ البذيئة (30%)، وقد أوضحت النتائج أن نسبة 30% من المعتدى عليهن تتعرض للتحرش الجنسى يومياً، وفقط 12% من المعتدى عليهن يلجأن للشرطة عند تعرضهن للتحرش.

ورغم وجود التشريعات والعقوبات الرادعة فى هذا الأمر، حيث تصل عقوبة المعاكسة اللفظية إلى سنة حبسا فإن الظاهرة لا تزال موجودة ولكن تزامن مع وجودها انتشار ضابطات الشرطة اللاتى يظهرن أكثر خاصة فى الأعياد، لإعطاء نوع من الأمان لدى قطاع كبير من البنات والسيدات اللاتى تعودن على الخروج ليتمتعن بالعيد فى شوارع المدن بعد أن حُرمت منها خوفاً من التحرش, وكانت بالفعل قد قامت إدارة مكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية، بقيادة اللواء عصام شبل، مدير الإدارة، والعقيد نشوى محمود، وعدد من قوات الأمن بمديرية أمن القاهرة، والتى تم استحداثها فى مايو 2013 بموجب القرار رقم 2285 لسنة 2013  بسبب زيادة جرائم العنف والتحرش ضد المرأة، وهو الأمر الذى دفع الوزارة إلى إنشاء كيان يحمى المرأة من العنف ويعتمد أيضا فى تطبيقه على عنصر الشرطة النسائية.

وقد قامت هذه الإدراة بالفعل فى أداء دورها على أكمل وجه منذ أن تم إنشاؤها حيث نزل هؤلاء السيدات «الشرطيات» تحت شعار نساء فى مهمة رسمية إلى أماكن الزحام والتى تمثلت فى المترو وأمام دور السينما والميادين العامة بزيهن الميرى المميز الذى يلفت الانتباه ونظراتهن الثاقبة بوجود حماية لمن يتعدى على حرية أى فتاة، الأمر الذى دفع كثيراً من الفتيات إلى النزول دون خوف أو رهبة كما كان يحدث فى المناسبات السابقة. وهذا ما جاء على لسانهن، حيث أكد معظمهن أنهن قد رأين الشرطيات فى الشارع وهن ودودات وينصحننا بالخروج والتنزه دون خوف فنحن فى حمايتهن.

شرطيات أغلبهن أمهات يقتربن من الفتيات لتوعيتهن والحديث معهن عن رفض كل ما يضايقهن من التحرش بجميع أنواعه والإبلاغ عنه لأنه من حقهن الاستمتاع كما الرجل بالخروج والتنزه.

أما عن سبب الظاهرة وكيفية تجنبها فتقول الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع: إن غياب الدور الرقابى فى المنزل، واختفاء ثقافة «العيب» هو ما ساهم فى خروج شباب غير أسوياء لايفكرون سوى فى إزعاج الفتيات بالتجول فى الشوارع للتحرش بهن، هذا بالإضافة إلى انتشار الأفلام الهابطة التى تروج للتحرش، كما تم استغلال الجزء السيئ من الثورة التكنولوجية وعالم الإنترنت والغرف المغلقة فى انتشار مثل هذه الأمراض الاجتماعية.

أما عن اتهام ملابس الفتاة بأنها سبب رئيسى فى التحرش فتقول زكريا: الملابس ليس لها علاقة بالتحرش، لأن  المتحرش فى الأصل مريض لا يفرق بين فتاة ترتدى حجابا أو أخرى بملابس مثيرة، ونلاحظ أنه أحيانا لا يفرق بين الفتيات وكبار السن المهم لديه أنه أنثى وأنه لابد أن يكسرها نفسيا. ومع ذلك فأنا أناشد الفتيات بارتداء الملابس المناسبة، حيث ارتداء الملابس التى تناسب الجامعة أو العمل عند الذهاب إليها، لأن لكل مقام مقالا. كذلك لابد أن تقوم بالإبلاغ عن أى حالة تحرش وألا تتخوف من ذلك لأن المتحرش عندما يشعر بضعفها يستغل ذلك ويراها فريسة سهلة، لأنها ليست الجانب الضعيف الذى يجب أن يشعر بالعجز أو الفضيحة، كما تخطأ بعض الأسر فى تربية بناتها ولكنها الجانب القوى الذى يجب أن يواجه كل من يعترض حريته أو وجوده.

لذلك فمن الممكن أن تقتل الموروثات والعادات الخاطئة حق الفتاة فى حماية حقها.•

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز