حفيد دوق نورفولك يتحدث عن إعتناقه الإسلام لأول مرة : إن أردنا أن نعرف الدين الحق فعلينا استخدام العقل

حوار - سمر دهليز

في حوار خاص مع كريستوفر جون جورج  حفيد دوق نورفولك الذي ينحدر من سلالة الملك إدوارد ملك إنجلترا  قرر فيه أن يكسر حاجز الصمت و يعلن إسلامه أمام العالم أجمع لعدة أسباب توصل إليها عن الكتاب المقدس خلال سيره في إحدى الطرقات.

مؤكدا على انه دائما ما تكون الطرقات التي نسير فيها وسيلة ربط بين المكان الذي نوجد فيه و المكان الذي نود الوصول إلية ، ولكن أصبحت الطرقات الآن وسيلة روحانية للتآمل في الحقائق المجهوله و الربط بيننا و بين خالق السماوات و الأرض.

ما سبب اعتناقك الإسلام؟

نشأت فى عائلة انجليزية بروتيستانية تقليدية، لديها قيم قوية تجاه المجتمع، كما

درست في مدرسة الكنيسة الإنجليزية في انجلترا، و لطالما علمت أن هناك سبب لوجودي في هذة الحياة، و لكن بالرغم من نشأتى في هذة العائلة إلا أننى لم أكن أعتقد بجزم بالنصرانية في قلبي لأن هذا الدين كان يروج للمؤمنين به أن يفعلوا ما يريدون و أن الله سيغفر لهم و قد كانت هذة عقليتهم و لا يوجد أي حدود تنظم هذا الدين و خلال أيامي الأخيرة بالمدرسة بدأت أركب دراجتي كل صباح و كان هذا يأخذ من وقتي تقريبا 30 دقيقة كل يوم و لكنني كنت أستمتع كثيرا.

و في يوم طلب مني صديقي أن يركب دراجتي لمهلة قصيرة و ذلك لإنني كنت أملك أغلي دراجة في المدرسة في ذلك الوقت ، و سمحت له أن يركبها كونه صديقي.

حينها سرت 30 دقيقة علي الطريق أتفكر في كل ما هو حولي إلي أن خطرت علي بالي فكرة و هي أن  " عيسى رجل و لا يجوز أن يكون إله !! و الله إله و لا يجوز أن يكون رجلا !! ".

و ترسخت هذة الفكرة بداخلي و كان هذا هو الطريق العقلي الذي أرشدني إلي الإسلام.

بدأت حينها في قراءة كتب عن اعتقادات المسلمين و وجدتهم يصفون المسيح عيسي بإنة رجل لا أكثر و إنة نبي و ليس الخالق.

بعد عدة أشهر من القراءة قررت أن أقبل الحق بغض النظر عما ستشكلة الحياة من صعوبة فيما بعد، لذلك علمت في النهاية أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله.

هل وجدت أدلة في الكتاب المقدس تثبت حقيقة الإسلام و تؤكد صحة قرارك ؟

نعم، وجدت العديد من الأدلة و لكن لا يمكنني وضع الكتاب المقدس في المقام الأول لإن ما جعلني أعتنق الإسلام هو الجانب العقلاني و استخدام المنطق في ملاحظة و استنتاج كل ما يدور حولنا و كيف يعمل نظام الكون؛ لإنة إذا أردنا أن نعرف الدين الحق فعلينا إستخدام العقل لنحدد ما إذا كان هذا الدين صحيح.

الله دائما موجود و لم يلد و لم يولد و لكن المسيح عيسي ليس موجود وقد ولد و كان يأكل و يشرب و ينام و يستريح اذا هو انسان ضعيف و بشر عادي و الله ليس إنسانا و لا ضعيفا.

هل يمكنك تصديق أن هناك كتبا كتبت نفسها ؟ أو لوحات رسمت نفسها ؟ أو مباني انشأت نفسها ؟

مستحيل أن أصدق هذا لأن هناك كاتب كتب هذة الكتب و هناك رسام رسم هذة اللوحات و هناك أشخاص قامت ببناء هذة المباني، كذلك هناك إله خلق كل هذا و لكنه ليس إنسانا.

كيف علمنا كل هذا !؟ 

لقد علمناه بالعقل و المنطق و ليس من الكتاب المقدس.

و الدليل الأكبر أن سيدنا إبراهيم أو إبراهام عندما كان يدعو إلي عبادة الله، كان يدعو بالعقل و المنطق.

و لكنه لم يقل هناك إله و لكنة قال :

انظروا إلي الشمس و القمر و النجوم يأتي عليهم أوقات تختفي فيها أثناء تعاقب الليل و النهار إذا هي أشياء مخلوقة و لكنها ليس الله إنما الله هو خالق كل ذلك.

بالإضافة إلي إنه تم ذكر المسيح عيسى في الكتاب المقدس علي إنة ابن الله و لكنه لم يذكر أبدا إنه هو الله.

كما أن رسالة الكتاب المقدس قد فقدت علي مر العصور نظرا إلي انة تم ترجمتة عدة مرات و ترجم الي عدة لغات و تختلف كل نسخة عن الأخري بسبب إسقاط العديد من الآيات بما يتناسب مع القساوسة و لن نجد نسخة واحدة من الكتاب المقدس تشبة نظيراتها باللغات الأخري.

ولكن القرآن الكريم لم يترجم إلي أي لغة بل هو قرآن عربي و ليس إنجليزي و مازالت رسالتة ثابتة علي مر العصور.

من خلال زيارتك للدول العربية لدراسة الشخصية العربية و التعرف علي الدين الإسلامي بشكل أكثر عمقا، هل تعتقد أن من السهل لغير المسلمين إشهار إسلامهم كما فعلت أنت ؟

لا، لا أعتقد ذلك لأن من الصعب إشهار مثل هذا القرار في الدول العربية لإنة قد يتسبب في حدوث فتنة طائفية و قد يتعرض صاحب هذا القرار إلي القتل، و لكن في الدول الغربية نحترم كثيرا حرية اختيار العقيدة، و لكننا أيضا نواجة مشاكلنا الخاصة.

كيف استقبلت عائلتك خبر إسلامك ؟

لم أخبر عائلتي في البداية و لكنني مهدت لهذا الأمر بتربية لحيتي و تغيير تصرفاتي مما جعلهم يلاحظون ظهور علامات الإسلام علي مظهري و شخصيتي و أمكنني ذلك من إخبارهم بحقيقة إعتناقي الإسلام بدلا من أن أصدمهم بالأمر دون تمهيد.

حينذاك لم يعرفوا كيف يتصرفون  أو ماذا يقولون .

إلا أنهم احترموا رغبتي كثيرا و لم يتدخلوا في قراراتي.

كيف تصف حياتك مع عائلتك الآن هل هي مستقرة أم هناك بعض الخلافات بسبب اختلاف الديانات ؟

في البداية كان هناك العديد من الخلافات لأنني كنت متعصبا كثيرا في الدين الإسلامي و لكن بعد دراستي للإسلاميات و حديثي مع العديد من المسلمين تأكدت أن الدين الإسلامي ليس دين تطرف أو تعصب و لكنة دين وسطية و يسر لأن ذلك يعارض الإسلام و منذ هذة اللحظة تحسنت علاقتي كثيرا مع عائلتي الحمدلله.

 عندما أخبرت عائلتك عن سبب إعتناقك للإسلام هل كان ذلك سببا كافيا و مقنعا لجعلهم يعتنقون الإسلام ؟

أمي فقط هي من كانت تصدقني كجميع الأمهات التي تحب أبنائها لدرجة تمنعها من تكذيبة و لكن أبي لم يكن مقتنع و لكنني الوحيد الذي اعتنق الإسلام من عائلتي.

ما هى الأنشطة الدينية التى تمارسها بعد اعتناقك للإسلام ؟

أنا عضو في جمعية المشاريع الإسلامية الخيرية لمساعدة من يحتاج لمساعدة و لنشر الوعي و الثقافة الإسلامية و مساعدة من يحتاج إلي اعتناق الأسلام علي فهم الديانة الإسلامية الصحيحة.

كما إنني أستخدم السوشيال ميديا للتواصل مع من يريد أجوبة علي الأسئلة في الإسلام و لنشر الدين الإسلامي الصحيح لنبذ التطرف و الإرهاب.

ما الرسالة التي تود توجيهها للعالم عن الدين الإسلامي ؟

أريد أن أقول لكل شخص كن مسلم و قل الشهادة لتشعر بلذة الإيمان، و إنة لا يوجد إله إلا الله الواحد الأحد و الرسول محمد (ص) هو خاتم الأنبياء و المرسلين.

افعل ذلك و لن تندم و عليك دائما أن تفكر بالعقل و المنطق و إذا قال لك أحد أن هذة السماء خضراء لا يمكن أن تقبل بهذا كذلك لا يمكنك إنكار الحق إذا كان واضحا جليا.