عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

محمد مطش يكتب: إشراقة جديدة في سماء الأسكندرية

محمد مطش يكتب: إشراقة جديدة في سماء الأسكندرية
محمد مطش يكتب: إشراقة جديدة في سماء الأسكندرية

رغم كل الظروف الصعبة التي تعيشها مدينة الاسكندرية الجميلة من مباني متساقطة وتجمع للقمامة في كل الشوارع ورغم كم الكوارث المرورية والحوادث اليومية وبالرغم من تحطيم وهدم مسارح الاسكندرية والكثير والكثير من المشاكل الكبرى والمتأزمة التي تعيشها المدينة وبصورة متكررة ومحبطة الا انه مازال هناك أمل لدى الكثيرون. فقد دعوت الاسبوع الماضي لحضور احتفالية كبرى بمركز القبة السماوية العملي التابع لمكتبة الإسكندرية لحضور  افتتاح أحدث انتاج للقبة ، وهو عرضين للقبة منتجان كليًا بأيدي مصرية بالتعاون مع شركة نهضة مصر، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، والشبكة القومية للمعلومات والتكنولوجيا التابعة لأكاديمية البحث العلمي. رأيت عرضين مبهرين في الصورة والموضوعات المطروحة وطريقة العرض الجذابة التي تلفت الكبير قبل الصغير لمشاهدة هذا الانجاز الرائع . شاهدت فيلمين متتاليين هما عقل مضيء" حول العالم العربي الشهير «الحسن بن الهيثم»، وأهم إسهاماته في مجال علم البصريات، والتي أسست فيما بعد لصناعة التلسكوبات وانطلاق علم الفلك خلال الفترة التي أتى فيها الحسن بن الهيثم إلى مصر إبان فترة حكم الحاكم بأمر الله؛ حيث إن ابن الهيثم وقتها كان عالمًا مشهورًا وذائع الصيت بإسهاماته وأفكاره العلمية. كما يلقي الفيلم الضوء على الوقت الذي نبتت فيه أهم أفكار ابن الهيثم عن قوانين الضوء وفكرة المشاهدة وتكوين الصورة داخل عقل الإنسان، والتي استندت عليها فكرة صناعة الكاميرا وتطور تقنيات التصوير فيما بعد. يجمع الفيلم بين المعلومات التوثيقية والشكل الدرامي، وهو اتجاه جديد في أفلام القباب السماوية. اما العرض الثاني فكان يحمل اسم "المهمة"، فيدور حول الجدل المثار في أوساط علماء الفلك حول تصنيف كوكب بلوتو وهل هو كوكب أم لا، وتمت صياغة الفيلم خصيصًا للأطفال لتوضيح الفكرة ووجهات نظر العلماء عن تلك القضية العلمية. وتدور قصة الفيلم في إطار من المرح والخيال حول المذنّبين «أتوم» و«حور» واللذان يعملان كمراسلَين صحفيَّين في المجموعة الشمسية ويدوران على الكواكب واحدًا تلو الآخر لجمع المعلومات عن كوكب بلوتو. فيكون الحوار على ألسنة كواكب المجموعة الشمسية والشمس كما تخيلها فريق العمل. فيحصل المشاهدون على معلومات علمية شيقة وبسيطة وبشكل غير مباشر في إطار من متعة الصورة والإبهار والمؤثرات الصوتية والبصرية الخاصة داخل القباب السماوية. امتلأت القاعة بالزوار الذين يمثلون ثقافات مختلفة واعمار متباينة وتعليم متفاوت الا ان الجميع ودون مبالغة او مغالاة قد ابدوا سعادتهم وامتنانهم على الانتاج المتميز للقبة السماوية وعلى الموضوعات المطروحة والفئات العمرية التي تخاطبها هذه الاعمال. شعرت بالفخر والامل حينما شاهدت اعمال علمية مصممة بطريقة البعد الثلاثي 3D وهى بأيدي مصرية خالصة، ادركت قيمة العقل البشرى المصري الذى اذا اراد نفذ واذا رغب فعل واذا وعد اوفى. شهدت الامل في عيون من كانوا حولي كبار وصغار ، رجال ونساء ، دارسين او مشتغلين بمهام وظيفية مختلفة. حقا انها دعوة للجميع ان يتغلبوا على مشاعر الياس والاحباط وان يسعوا لابتكار ما هو جديد حسب اتجاهاتهم ومستوى تعليمهم، دعوة للإنتاج والعمل بدلا من الاستسلام والضعف دعوة لخلق ما هو جديد ومفيد بدلا من حالة الفوضى والتخريب. كانت حقا احتفالية كبرى وعروض اكثر من كلمة شيقة خلقت لدى الكثيرون منا املا في غد جديد على وعد ان تكون الاسكندرية هي نقطة البداية لنقل هذه التجربة لكثير من المحافظات حتى تظل الاشراقات دائمة ومتجددة في سماء مصرنا الغالية .



 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز