إبراهيم حجازي : إحنا في وسائل الإعلام بنكلم بعض ومش شايفين دور للهيئة العامة للاستعلامات

حوار - محمد نشأت

عندما نجد الضباب يغلف الأجواء ، وتقل الرؤية او تنعدم  ، دائما ما نبحث عن بؤرة ضوء نبدد من خلالها هذه الكتله الضبابية وحقاً  نحن نعيش اجواء غاية في الصعوبة ، فالخطوة الفاصلة بين الحق والباطل تتلاشي وأصبح إعمال  العقل شيئ من الجنون نبحث عن مهنية ذبيحة علي اعتاب المصالح الشخصية ، وندور في فلك إعلام يقف ذليلا منحنيا منبطحا امام رأس المال وسطوته.

كيف السبيل ؟ هل من مخرج ؟ هل من بوصلة ؟

للإجابة علي هذه التساؤلات كان هذا الحوار  مع الاعلامي والناقد الرياضي والنقابي  الكبير  ابراهيم حجازي  عن الاعلام والمشاكل المحلية والرياضه في مصر والي التفاصيل :

الاعلامي ابراهيم حجازي كيف تقيم المشهد الإعلامي بوجه عام ؟
سأتحدث كشخص يعمل في الاعلام المصري وعضواً في هذا القطاع يؤسفني ان اقول ان الاعلام المصري لا يرتقي الي حجم المسؤليه التي كان  لابد ان يكون بحجمها في هذا الوقت الراهن والدقيق الذي تواجهه فيه الدوله المصريه تحديات خطيرة وجسيمه ، فليس معني اننا كإعلام وفي وسط الظروف الصعبه مثل مرور مصر بثورتين وما تلاها من احداث ومتغيرات سريعه ، وتأمر وتضييق الخناق  من بعض دول العالم علي التجربه المصريه الفريده من نوعها ووجدنا وشاهدنا الكيل بمكيالين وفي وسط كل هذه الأجواء نري الاعلام المصري لا يبالي ومهتم بأمور تافهه وليست لها جدوي لذلك اقول لابد للإعلام ان يكون حريصاً ويقف بجوار وفي صف  الدوله المصريه في مشاكلها المتراكمة من عشرات السنوات وحلولها صعبه وتحتاج لبعض الوقت والدور الأمثل لوسائل الاعلام هنا توعيه الناس ونقل الحقائق وتعريف الناس البسطاء بالانجازات والرد علي المغرضون والمشككون ، هذه الصعاب تتطلب منا جميعاً التكاتف مع الدوله ونضع الاولويات وأهمها هو الوطن والوقوف بصفه ، فالأهم خلال هذه المرحلة ان يمر الوطن دون حدوث اي انتكاسه لذلك دور الاعلام  المنضبط هو الأهم في تلك المرحلة .

هل هذا ينطبق علي كافة وسائل الإعلام ؟ اقصد هل يستوي الإعلام الخاص مع الإعلام  المملوك للدولة فيما ذهبت من سلبيات ؟ 
قطعاً الاعلام المصري بشقيه العام والخاص يعاني من مشكلات وتخبطات عديده والأمثلة والتجاوزات كثيره حتي في قطاع الاعلام المملوك للدوله وقد شاهدنا امثله كثيره علي ذلك مثل هؤلاء المذيعين الذين هاجموا الرئيس لكن دعني ان أكون منصفاً الاعلام الحكومي اكثر انضباطاً من الاعلام الخاص  لا يمكن التعميم ، فالتعميم هو بداية الوقوع في الخطيئة.

هناك إعلام خاص مهني ومثالي ووطني لكنه خافت الأثر امام هذا الإعصار اللامنضبط الذي نعيشه علي مدار الساعه اما الإعلام  المملوك للدوله فأراه موضوعي الي حد ما  وكان أكثر التزاماً بالقواعد المهنيه ولم يلجأ في معظمه الي الإثارة او تحقيق ما يسمي بالسبق هذا ايضاً لا يعمم علي كل وسائل الإعلام المملوك للدوله فالتعميم خطأ .

هل اصبح الاعلام مرادفا للفوضى والعمالة والابتزاز في معظمه وكيف يمكن تدارك الموقف وانقاذ مصر من براثن الاعلام الفاسد والموجه من اجهزة استخبارات معادية ؟
ليس هناك مطلق وليس هناك مطلق في الحياه ايضاً فالتعميم هو بدايه الوقوع في الخطأ ، فلا يمكننا ان نقول ان الاعلام باكمله اصبح مرادفاً للفوضي والعماله والابتزاز فهناك اعلام وطني ومحافظ ومهني ومصلحته الاولي هي مصر والدوله المصريه ، فلا يمكن ان نعمم في الحكم علي الاعلام هذا لا يمنعنا من مهاجمه هؤلاء الاعلاميون الذين لا يبالون لمصلحه الوطن وينتقدون ليل ونهار ولا يعوون حجم التحديات والمؤامرات الخطيره ضد الدوله المصريه ، فأنا اقول لهم اعترض وهاجم كيفما تشاء لكن هاجم بعقل ويكون مصلحتك الاولي والاخيرة هو الوطن ، وانا أتساؤل اذا كانت الدوله لا تريد منصب وزير اعلام فأنا أطالب المسؤلين والمشرعين باستحداث منصب مثل رجل اعلام يعلم الناس بالصوره الحقيقيه وحقيقه الأوضاع داخل مصر ، كما أطالب بضروره تفعيل دور الهيئه العامه للاستعلامات فدورها المطلوب منها كبير لكنها خلال السنوات الاخيره خفتت ودورها كان غير مجدي  ونحن في وسائل الاعلام بنكلم بعض ، اما عن وسائل الاعلام الأجنبيه خاصه القنوات الموجهه تتبع أجهزه إستخبارات أجنبيه ولقد اصبح من اليسير أن نجد من بين هؤلاء من يتجول في طول البلاد وعرضها باحثاً ومراقباً ومصوراً وناقلاً لمعلومات وتفاصيل ما كان يجب ان تكون في متناول أيديهم وانا اسال ومستغرب جداً من عدم وجود كيان مؤسسي يستطيع ان يتعامل بحرفية ومهنيه مع وسائل الإعلام الأجنبيه الموجودة في مصر بما يخدم مصالح الوطن.
 
جيل الشباب يحتاج الي وعي بحروب الجيل الرابع والانتباه الي ما يبث عبر الكتائب الإليكترونية المعادية ، كيف يساهم الاعلام المستنير في هذا ؟
دورنا في وسائل الاعلام هو تفهيم الشباب وتنويرهم ويجب تعريفهم بحروب الجيل الرابع والانتباه الي ما يبث عبر هذه الكتائب الإليكترونية المعاديه ، يجب علي وسائل الاعلام ان تفهم الشباب ما هي حروب الجيل الرابع التي لا يعرفها أغلبية الشباب ويقعوا فريسه الي هذه المؤامرات بدون قصد والخطئ هنا يقع علي وسائل الاعلام التي لم يفهم الشباب ان حروب الجيل الرابع تتمثل في الإرهاب متعدد الجنسيات، واستخدام الوسائل الإعلامية، وتشيجع روح التمرد وحرب العصابات، وان الحروب الجيل الرابع لا تكلف الدولة المحاربة تكاليف باعظة مثل الحرب العسكرية التى تحتاج الى طائرات ودبابات وجيوش، لانها تستخدم أدوات تتمثل فى خلق حالة من الإرهاب وصنع فكر يتم قيادته بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، وانا آصف هذه الحروب  كما أنها أشبه بحرب العصابات. اذلك هذا دورنا وهذه رسالتنا للقضاء علي مثل هذه المؤامرات .

الجيش يقود حرب حقيقية في سيناء .. ما هو دور المجتمع والإعلام في هذه الحرب ؟
دعني اقول وانا افخر بأنني كنت واحداً مماً شاركوا في حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر المجيدة وأتذكر جيداً خلال ال ٦ سنوات اي في فتره الحرب كان الناس والمجتمع والإعلام يقفون خلف الجيش والقياده ويدعمونهم بالمال والأنفس والدعم المادي والمعنوي لذلك كانت الروح المعنويه لدينا مرتفعه جدا وكان ذلك هو سبب النصر اما الان اذا تحدثت وكنت داعماً يحدث عليك هجوم ويتساؤلون انت عايز الاعلام يطبل للرئيس ليل ونهار لكننا يجب ان نفرق بين ان يكون الاعلام مع الرئيس ومع الوطن فالمسألة مختلفه تماماً ، ايضاً هذا لا يمنعنا اذا فعل الرئيس شيئ يستحق الاشاده فعلينا الاشاده فوراً ، لذلك يجب علي الاعلام الا يهاجم بشده ودائما ولا يصفق بشده ودائما ، لابد ان نصفق للإنجازات ونهاجم السلبيات وهذا هو المنطق ، اما عن دورنا الان في دعم القوات المسلحه فأنا مطمئن ان الشعب يقف وراء قواته المسلحه ويدعهما بشده في حربها ضد الاٍرهاب ، فالجيش هو جزي من الشعب فنجد ان الجنود هو ابني وأخوك وعمك وخالك ، ونحن نعلم جميعاً ان الجيش يحقق انتصارات عظيمه علي هؤلاء الإرهابيين والانتهاء من هذه المعركه هو مجرد وقت . 

الاعلام الرياضي في ميزان الكابتن ابراهيم حجازي هل هو من ساهم في توتر الجماهير وتخريب الرياضة في مصر ؟
المساله معقده وملخبطة جداً في هذا الملف ، الجميع من برامج وقنوات وصحف ومواقع وحتي الجماهير مشاركون في عميله الانفلات الاخلاقي وتخريب المنافسات الكرويه في مصر فَلَو التزمت جميع وسائل الاعلام الرياضيه وروابط الجماهير اظن ان الوضع سيتحسن كثيراً وستعود الرياضه المصريه الي وضعها الطبيعي مره اخري لكن فقط اريد ان أوضح لك ان في الاونه الاخيره انتشر مفهوم خاطئ عن الرياضه وانحسرت في المنافسات فقط وهذا شيئ خاطئ ، لان في الحقيقه الرياضه هي الممارسة ويتم معرفه هذا البلد رياضي ام لا من خلال عدد من يمارسون الرياضه من الشعب وليس من خلال البطولات والمنافسات لذلك يجب ان ننتبه ونقيم رياضات كثيره ومختلفه حتي نعود مجتمع رياضي من جديد .  

الكابتن ابراهيم حجازي كيف تري فرصه مصر للوصول الي كأس العالم 2018؟
اعتقد ان فرصه مصر جيده للوصول الي كاس العالم ٢٠١٨ فالمجموعة التي وقعت بها مصر مناسبة بعض الشيئ ومصر تمتلك لاعبين جيدين والمحترفين في الخارج يقدمون لعب جيد وانا أري ان المدير  الفني  للمنتخب المصري جيد وله خبره ونامل بان نصعد الي كاس العالم لافراح الشعب المصري.