عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

روبير الفارس يعري المجتمع بـ"جلابية ستان"

روبير الفارس يعري المجتمع بـ"جلابية ستان"
روبير الفارس يعري المجتمع بـ"جلابية ستان"

كتب - محمد عبد الخالق

"لا أكتب إلا عما أعرفه وأعانيه، وهدفي الرئيسي من الكتابة هو تحقيق المتعة للمتلقي وتعرية المجتمع"... بهذه الكلمات الواضحة الصريحة تحدث الكاتب روبير الفارس في حفل توقيع ومناقشة مجموعته القصصية الجديدة "جلابية ستان"، الذي استضافته قاعة المركز الدولي للكتاب، وشارك بها الدكتور محمود جابر، والدكتورة صفاء النجار، والكاتبة ماري رمسيس.



وصفت الدكتورة صفاء النجار مجموعة "جلابية ستان" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة لكتاب قائلة: تتميز قصص مجموعة "جلابية ستان" من ناحية الشكل بالقصر الذي يجعلها أقرب للقصة القصيرة جدا، ورغم هذا القصر فقد نجح الكاتب في مجموعته في تنوع وتعدد أساليب السرد، ما بين السرد المتوازي، واستخدام تقنيات التداعي، واستخدام الفقرات غير المترابطة بنائيا لكنها مترابطة عضويا، بتكثيف شديد وايجاز مقتضب يشير أكثر مما يهاجم وينير أكثر مما يفضح لوقائع تأطر للفساد الروحي قبل الاجتماعي لشخوص قصصه.

وأضافت: اتسمت  قصص المجموعة بالعبثية، والسريالية، والنزعة الدرامية، والتنوع اللغوي والأسلوبي.  وتعرية الإيديولوجيات الزائفة، ورفض الواقع السائد في مختلف مظاهره المتناقضة جدليا. واتخذت القصص منحى التكثيف والحذف والإضمار، وتوظيف الصورة الومضة والتاريخ والرمزية.

وشارك الحضور في المناقشة حيث تحدثت الكاتبة ماري رمسيس عن معاناة زوجها أثناء الكتابة وكيف أثر الفقر والقهر علي اهتمامه بالمهمشين، وعن تأثير علاقته الوثيقة بوالداته ودورها في حبه للمرأة والحديث بصوتها في عدد من القصص ببراعة.

ومن جانبه قال الدكتور محمود جابر: قصص المجموعة تحكى فصول الحياة فى شخصيات مبتكرة وهذا يعطى انطباعا حقيقيا لخصوبة خيال القاص وقدرته على صناعة شخصيات تتجسد فى خيال القارئ.

واكمل: شخصيات مجموعته سواء كان "الصول غريب" فى قصة "شطة فاسدة"، أو صراع الفأر والقطط السمان، تعطى دلالات أكبر من الدلالات الوعظية والتى لا تمت لعالم الأدب أو عالم "روبير" بصلة ولكنها تحكى فصول الحياة فى شخصيات مبتكرة وهذا يعطى انطباعا حقيقيا لخصوبة خيال القاص وقدرته على صناعة شخصيات تتجسد فى خيال القارئ وتجعل من القصة دراما تجمع بين الخيال والواقع وحكاوى المصرى القديم الذى يفضل أن يضع أمثاله وحواديته فى صور بعيدة عن الواقع لكنها ملهمة .

والتناقض فى صناعة الشخصيات التى قام بنحتها ترسم صورة تقترب من واقع مر ولكنه حقيقى وبرؤية إبداعية وقلم صعيدي أصيل.

وفى واحدة من أروع ما تحتويه المجموعة وهى "توت القمر"، الشهداء فى قلب وعقل ودماء الأقباط مثل الألبان يرضعونهم منذ الصغر ويظلون فى وجدانهم طوال العمر ... وهى العظة التى كان يعظ بها القس أنطوان أحد شخصيات القصة وهى حالة حقيقية لدى كل الأقباط.

فى العديد من قصص المجموعة يفتح " روبير" بحكم بيئته وتأثره الكثير من المسكوت عنه بين فى علاقة " المقدس" مع " العوام" أو العلمانيين – شعب الكنيسة وجمهورها- وكأنه حطاب يجمع الشوك المعكوف والمتصلب بحكم حرارة إيمان العوام والذى أراهن أن كثيرا ما ألهب هذا الشوك حياته بين أقرانه ومحبيه من أبناء معماديته، وباقى إخوانه من الأقباط.

فصناعة الخيال أحيانا لا تكون دائما طوق نجاة لصاحبها، فـ"آية الشر" أحد قصص المجموعة يفتح " روبير" مجددا هذه المساحة التى أشرنا إليها من خلال الشخصية المحورية للأب "أبرام" وجمال ميلاد وكيف انتهى مآل كل منهم بين التوبة والخطيئة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز