هاني هشام خُفَّش يكتب : "يا عشق سجّل"
قصيدة
يَا أَيُّهَا الْعِشْقُ سَجِّلْ بَعْضَ أَشْعَارِي
وانْقُش ْبِهَا فِي جَبِين ِالْشَّمْسِ أَفْكَارِي
ظَلِّلْ هُمُومَك َبِالْأَفْرَاحِ يَا وَجَعِي
وَامْسَح ْبَكفِّ الْهَوَى دَمْعِي وَأَسْرَارِي
اُنْثُرْ عَلَى شَاطِئِ الْذِّكْرَى مَتَاعِبَنَا
وَ امْسَحْ بِجُزْرِك َآَهَاتِي وَأَسْفَارِي
وسَمِّهَا نَغْمَةً وَاعْزِف ْمَرَاسِمَهَا
ولَا يَضُرُّكَ إِنْ قَطَّعْتُ أَوْتَارِي
يَا سَائِلَ النَّجْمِ كَمْ أَمْضَى يُسَائِلُنِي
عَنِ الْحَبِيبِ الَّذِي نَاجَاه مِزْمَارِي
لَا تَسْأَلَنَّ فَمَنْ يَهْوَى مَرَاكِبَنَا
يَدْرِي بِأَنَّ دُمُوعَ الْحُبِّ مِضْمَارَي
أُدَنْدِن ُاللَّيْلَ حَتَّى كِدتّ ُأُوقِظَهُ
وَأَطْرُدُ الصُّبْحَ مِنْ شِبَّاكِ أَعْذَارِي
أُعَتِّقُ الْخَمْرَ حَتَّى أَنْتَشِي وَلَهًا
وَيَذْهَبُ الْعَقْلَ مِنِّي دُون َإِخْبَارِي
وَمُذْ رَأَيْتُكِ لَا خَمْرٌ يُوَافِقُنِي
ولَا جُنُونَ سَيُنْهِي جَيْشَ أَفْكَارِي
بَدَا لِقَاؤك ِفِي الْأَحْلَامِ يُلْهِبُنِي
بِبَلْسَمِ الْحُبِّ هَيَّا بَرِّدِي نَارِي
وُلِدت ُّمِنْ رَحِم ِالتَّارِيخ ِقَافِيَةً
فَأَلْقِنِي فِي بُحُورِ الشِّعْر ِوَاخْتَارِي
تَدَارَكَ الرَّمْل ُفِي كَفَّيْكِ إِنْ سَقَطَتْ
تَفْعِيلَةَ الشَّوْقِ مِنْ تَابُوتِ إِعْصَارِي
وَاسْتَكْمِلِي بِوَفِيرِالْعِشْقِ أَبْسَطَهُ
وَمَدِّدِي لِطَوِيلِ اللَّيْلِ أَقْمَارِي
وَغَنِّي أُهْزُوجَةً تُذْكِي مَوَدَّتَنَا
فَتُشْعِل ُالنَّارَ لَوْ تَدْرِينَ بالنَّارِ
وقَطِّبِي بِخُيُوطِ الْحِرِّ قِصَّتَنَا
وَمَزِّقِيهَا إِذَا أَعْيَتْكِ أَسْوَارِي
وَأَحْدِثِي لُغَةً مَا شِئْت ِوَابْتَكِرِي
وَبَسِّطِيهَا لِتُؤْوِي بَوْحَ قِيثَارِي
إِنْ قُلْتُ أَنِّي أُرِيدُ الْهَجْرَ ذَا كَذِبًا
إِنِّي لَعَمْرُكِ مَا صَدَّقْتُ أَعْذَارِي
أَنْمُو كَطِفْلٍ يَظُنُّ الْبَحْرَ لِعْبَتَه
وَإِنْ رَمَاني بَعِيدًا زَادَ إِصْرَارِي
لَوْلَا الْمَحَبَّةُ صَارَ الْعَيْشُ مَقْبَرَةً
وَالنَّاسَ فِيهَا كَأَشْبَاحٍ وَأَشْرَارٍ
يَا أَيُّهَا الْوَجْدُ خَفِّفْ بَرْد َغُرْبَتِنَا
وَدَفِّنَا لَعِبًا فِي سَاحَةِ الدَّارِ
*شاعر فلسطيني