نص بيضحك والتاني زعلان

كتبت: داليا عبد اللطيف عوض

عندما يجد الحزن والندم والحسرة بابا مفتوحا فإنه لا يتردد في الدخول ونجده لا يدخل برجله اليمين ولا يسمي حتي ،بل يدخل بكل قوته وغضب وعنفوان كالبحر في ليلة المد والجزر وكأنه يقول لصاحبه "فين يوجعك" انا جاي عشان افكرك بالماضي اللي واهم نفسك انك نسيته ،جاي عشان "ازود الطين بلة" ،هي لحظة لا يعلم بها الا اصحابها الذين مروا بها ويكون للقلب فيها نصيب كبير،قلقان خايف مضطرب بيكلم نفسه من جوه وبيبكي ومن بره صمت !! والعين ،يعيني عليها ،قلبي معاها في الوقت ده ، في الوقت اللي بتنفجر الدموع منها ذي البركان الثائر من فوهته ،في الوقت الكئيب ده صاحبه مش بيلاقي ملجأ ومأوي الا الله سبحانه وتعالي بيروحله وبيترجاه بيسجد لمولاه الخالق  قائلا : الحمد لله في السراء والضراء ،الحمد لله في الشدة والرخاء" ،ملوش غير ربه في الوقت ده ،ولا مليون كلمة معلش هتسمعها من مخلوق هتقدر تداوي جزء من اللي فيك ،"معلش" دي اساسا كلمه بتموت مبتحييش.

هجوم الماضي في وقت متاخر ،وقت مش وقته بيكون هو السبب في كده ،او مثلا هو اللي اتاخر مش الماضي ،ايوه هو ! احنا بطبيعتنا كبرنا واتربينا علي اننا اطفال انانيين ،اللعبة اللي في ايدنا بتاعتنا احنا بس ،محدش تاني ياخدها ،ولو حصل وشوفناها في ايد غيرنا نثور حتي لو كنا رميناها بمزاجنا او اختيارنا للعبة دي اساسا من الاول كان غلط ،هنعمل ايه كبرنا واتربينا علي الانانية دي !!

ليس امامه مخرج من ماضيه وانانيته اللي بتأنب ضميره ليل ونهار سوي اللجوء الي الله "سبحانه وتعالي" .

يا الله لو تركوني جميعا ثقتي انك لا تتركني وانا في آمس الحاجة اليك .