عاجل
الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أهالى ضحايا مركب الموت برشيد يكشفون سماسرة الموت " لبوابة روزاليوسف " وأحد الناجون : أطلقنا إستغاثات قبل غرق المركب " ومحدش عبرنا "

أهالى ضحايا مركب الموت برشيد يكشفون سماسرة الموت " لبوابة روزاليوسف " وأحد الناجون : أطلقنا إستغاثات قبل غرق المركب " ومحدش عبرنا "
أهالى ضحايا مركب الموت برشيد يكشفون سماسرة الموت " لبوابة روزاليوسف " وأحد الناجون : أطلقنا إستغاثات قبل غرق المركب " ومحدش عبرنا "

كفر الشيخ - داليا الشامى
 
" لازم تحصل كارثة أومصيبة وعيالنا تموت عشان الإعلام والصحافة يهتموا بينا، ليه مبتنزلوش تصوروا  الفقر والجوع والمرض اللى بنعانى منه من سنين ومفيش حكومة بتسأل عننا ولا فيه محافظ بيقول لنا أنتم فين ، إحنا بنموت هناك فى البحر وبنموت من الجوع والمرض هنا يعنى كله موت الفرق ان هناك موت اسرع وهنا موت بطئ " تلك الجمل القاسية الغاضبة صبت علينا صباً من ألسنة الأهالى الذين كانوا فى إستقبالنا بقرية الجزيرة الخضراء بمركز مطوبس  عقب دفن جثماين احد ضحايا رحلة الموت برشيد.
 
 
 
قرية الجزيرة الخضراء أو " منفى كفرالشيخ  "
 
بداية لكى تصل تلك القرية لابد ان تسير رحلة شاقة فهى تبعد عن عاصمة المحافظة قرابة الثلاث ساعات ونصف ، بطول طريق متهالك يهبط بك ويرتفع مئات المرات ، فعندما يغضب أى مسئول عن مرؤوس لديه يقوله بالحرف " أنا هوديك الجزيرة الخضراء " نعم هى مكان للعقاب والمنفى والمغضوب عليهم ، بمجرد أن وطأت قدمنا لهذا المكان وجدنا الكثير من السيدات المتشحات بالسواد حزنا على أبنائهم الذين فقدوهم فالجنازات لاتنتهى والأعين تزرف دماً ، وخلال تلك الرحلة القصيرة حاولنا أن نبرز جانب مختلف نكشف من خلاله عن المتسببين عن هذه الكارثة وسابقتها ومن ستليها مادام لايوجد حتى الان تشريع يفضى بعقوبة شديدة تقتص من تجار الموت .
 
 
وأوضح " محمد مشرف عبد الخالق " مهندس بقرية الجزيرة الخضراء ، أسباب انتشار ظاهرة الهجرة غير الشرعية بصفه عامه وفى قرى الجزيرة الخضراء وبرج مغيزل بصفة خاصة تقع بالمقام الأول على الدولة المسئوله عن تأمين النقاط الحدودية ، نريد تفسير من اى مسئول فى البلد يقولنا كيف تمكنت الجنسيات المختلفه التى غرقت على المركب من دخول البلد ؟ وكيف خرجت ؟ هل هذا الامر يعنى أن حدودنا باتت مستباحة لهذا الحد ؟ أم ان هناك شيئاً اخر ، هذا بخلاف تحرك المسئولين ببطء عقب وقوع الكارثة ففرق الانقاذ لم تبدأ فى التحرك الا بعد غرق المركب بساعات طويلة ، يضاف الى ذلك جشع سماسرة الموت بعد ان كانت رحلاتهم الغيرشرعيه تصل ل 150 شخص ، اليوم بيحملوا بـ ال 500 شخص وهما عارفين انهم هيغرقوا ، وايضا احد الاسباب هم الأهالى العاجزين امام أبنائهم بسبب الفقر وعدم تلبية طموحاتهم .
 
 
إختراق الحدود
 
 
بينما قال أحد الأهالى "طلب عدم ذكر إسمه" ، أريد أن يتم محاسبة أفراد وقوات السواحل المسئولون عن تأمين الحدود المصرية بتلك المنطقة  ضد أعمال التهريب بأنواعها ، إبتدءاً من بوغاز رشيد وحتى الجزيرة الخضراء ، لمعرفة كيف تمكن ما يقرب من الـ 500 شخص من المرورعبر نقطة حرس الحدود دون الإمساك بهم معنى ذلك أن حدودنا مفتوحة لأى شخص يريد أن يدخل أو يخرج وكما إستطاع أطفال لاتتجاوز أعمارهم الـ 15 عام من إختراق نقاط الحدود من يدرينا أنه لم يدخل إرهابيين من نفس النقاط ليدمروا ويخربوا فى الوطن ؟  ماهو الإرهابى مش هيدخل البلد بطريق شرعى ! ولابد من محاسبة المقصرين فى هذا الامر اى كانت مناصبهم لان اختراق حدود دولة هى مشكلة أمن قومى .
 
 
وقال " سمير محمد قلموش " من أهالى الجزيره ، أننى أول شخص رأيت ضحايا مركب رشيد فى تمام السادسه والنصف صباحاً ، وجدتهم فى منطقة بوغاز رشيد على بعد 5 ميل لاننى كنت سارح فى البحر من قبلها بيوم وانقذت أول 95 شخص أحياء وكان كلهم شباب اعمارهم من 15 الى 25 سنه من مختلف المحافظات وساعدنى على ذلك طاقم المركب الذى معى  ثمابلغت ضابط حرس الحدود بالمنطقة وتم تسليم الناجين
 
 
والد احد الضحايا : " انا حاسس بالظلم " .. واخر " المباحث عارفه السماسرة بالاسم !
 
 
وتابع الحاج محمد والد أحد ضحايا مركب رشيد ويدعى " هيثم " ابنى كان نور عينى اللى بشوف بيها وسايب امه فى البيت الان بين الحياه والموت هى مريضه بالسكر والضغط والسرطان ، و لم أعلم أن إبنى مسافر الا قبل ما يسافر بساعه  بالضبط فى تمام مغرب يوم الثلاثاء ، حاولت امنعه ولم اتمكن  وفى تمام الساعه الثانية والنصف من صباح يوم الاربعاء وجدت اتصال من ابنى بيقولى انا بخير وبلغ والد محمد شرف ان ابنه محمد مسافر معانا وقفل التليفون بعدها ، وفى ظهر الاربعاء بعد صلاة الظهر وجدت الاهالى بتقول المركب اللى ابنى عليها غرقت ، انا دفنت ابنى الان واشعر بالقهر والظلم وعارف لو ابنى طلع من قبره هيبقى عايز يروح تانى لان ببساطه انا اب عندى 61 سنه مقدرتش اجوز حد من عيالى ولاحكومتنا الرشيده بتوفرلهم فرص عمل ، الشباب بتطفش من البلد من اللى بيعانوا منه ، واشعر بالظلم من عدم القبض على السماسرة اللى بتموت فى عيالنا ، ومن حرس الحدود ايضا لان ولادنا على المركب استغاثوا بأهاليهم من فجر الاربعاء قبل ما المركب تغرق والاهالى اخدت المراكب وطلعت تنقذ عيالها ، لكن حرس الحدود منع اى مركب تنزل البحر قبل الساعه السابعه صباحا " بحسب القوانين " يعنى لو كانوا سمحوا لمراكب الاهالى المصيبة لن تكون بهذا الحجم ، وفيما يتعلق بالقوانين عايز اعرف ابنى خرج ازاى من نقطة حرس الحدود ؟ واخر شيئ اريد قوله انا روحى فدا البلد وبحب الزى العسكرى والرئيس وبأيده ،  لكن انا البلد ادتنى ايه ؟ يعنى انا  عندى 5 اولاد مش لاقيين يعيشوا ولايشتغلوا هيعملوا ايه ؟ والله العظيم احنا مش طمعانين غير فى الستر .
 
 
وأضاف ، " أسعد المطوبسى " أننى لم أكن أعلم أن ابنى " بسام " أحد المهاجرين على  مركب الموت برشيد ، الإ فى فجر الأربعاء لاقيته بيكلمنى وبيقولى أنا وزميلى المركب بتغرق بينا وهو بيكلمنى " نط فى البحر " ولما عرفت انه لسه عايش مكنش مصدق ، واطالب بالقبض على سماسرة الهجرة غير الشرعية والمعروفين بالإسم لمباحث مطوبس " بحسب قوله "
 
 
احد الناجيين يروا لحظات غرق مركب الموت برشيد
 
بينما علق " بسام " احد الاطفال الناجين من مركب الموت برشيد ،يبلغ من العمر 17 عاما ،  المندوبين اتفقوا معنا على السفر وحددوا يوم اتجمعنا فيه وشحوننا فى 3 عربيات وحطوا علينا مشمعات وتم تخزيننا فى مكان برشيد ثم انتقلنا فى زوارق صغيره ومنها الى مركب متوسط ثم الى مركب اكبر وطوال هذا الطريق لم تستوقفنا  اى جهه، وعندما شعرنا بإقتراب غرق المركب نظرا لزيادة حمولتها بشكل ينذر بكارثة اتصلت بالشرطة  على رقم 122 اكثر من 10 مرات  وريس المركب ارسل استغاثات ومحدش عبرنا ، وعندما وجدنا المركب بتغرق " نطيت فى البحر " انا وصاحبى وماهى سوى لحظات حتى غرقت المركب وانتشرت الجثث حولى فتمسكت بجثة سيده افريقية او سودانيه لا اعلم وظللت على هذا الحال ساعات حتى اتت اول مركب لأحد الاهالى وانقذتنا ، وإستطرد بسام قائلاً " والله أنا مش طمعان غير فى اى شغلانه اخد منها 20 جنيه فى اليوم اصرف على نفسى بيهم وعايز يبقى فيه عدل فى البلد ، انا وكل اللى معايا مسافرين ان 50 % هنموت وسافرنا لاننا بنهرب من النهب والظلم والفقر اللى هنا ولكننى لن اكرر تلك التجربة مرة اخرى لانى شفت الموت بعينى .
 
 
 
أشار " اشرف فليفل " من ابناء مركز مطوبس ، قائلا ، أن إسناد الهجرة غير الشرعية الى مبرر الطمع هو نوع من الاجحاف والهروب من المسئوليه ، فمن يري الظروف التي يعيشها هؤلاء وحجم الفقر الذي يعيشون فيه يعلم يقينا حجم تلك الضغوط التي تقع عليهم ، والشاب الذي يلقى بنفسه فى تلك الرحلة يعلم بنسبه كبيره انه سيلقي حتفه لكنه لا سبيل اخر لديه لانه فقد كل امل في العيش الكريم ، وما تلاحظ لنا هو محاوله مسئولي الدوله ابعاد المسئوليه عن انفسهم بالرغم من انهم شريك اساسي وفاعل اصلي ان جاز التعبيير مع مافيا التهريب فهل يعقل ان اجهزه الدوله لا تقدر علي احكام السيطره علي وكيف يتم التعامل مع تلك الازمه بهذا الكم من اللاادميه من حيث القاء الجثث علي الارض وفوقهم الواح الثلج ووضع الكلابشات للمصابين في سراير المستشفيات  ، واعتقد انه علي الدوله مراجعه نفسها وعدم دفن الرؤس في الرمال و محاسبة كل متورط في تلك الجريمه سواء مافيا التهريب او المسئولين عن تأمين المنطقه الحدوديه ومحاسبه المسئولين عن عدم السماح للصيادين والاهالي بالنزول سريعا لإنقاذ ركاب المركب
 
 
 
 
 
وأفاد " أحد الأهالى  طلب هو الاخر عدم ذكر إسمه ، خوفاً من أن يتم البطش به  ، قائلاً ،سماسرة الهجرة غير الشرعية ممكن يقتلونى أو غيرى بمجرد الإبلاغ عنهم ، ولكنهم معروفون للجميع ومنهم " ن . أ . ن " ، " ز . أ . ب " ، " ي . ب " ، وينعمون بالملايين جراء تجارة الموت ، وطريقة عملهم تبدأ بأن يقوم بعض الأشخاص يطلق عليهم " المندوبين التابعين للسماسرة " بإصطياد الشباب العاطل من على القهاوى او من اى مكان ويحاولوا اقناعهم بكل الطرق مستغلين سوء الحال وضيق الرزق والفقر المدقع الذى يعيشه هؤلاء ، ثم المساومات على السفر بمعنى هات الفلوس اللى تقدر تجمعها والباقى هيتكتب على أهلك بيه إيصالات أمانه ، وفيه بعض المندوبين ليسهلوا فكرة الهجرة غير الشرعية على الأطفال والشباب يقولولهم مش هناخد منك ولا مليم الإ لما تعدى وتوصل وتبعت لأهلك تقولهم أدوا لفلان المبلغ الفلانى لأن هو اللى سفرنى ، وبعد عملية اقناع الشباب يتم الاتفاق مع المهاجرين على التجمع  فى اليوم الفلانى ويقوم السماسرة بتخزينهم فى مزارع الفراخ او المخازن المتواجدة على الدولى ، ورحلة الموت الاخيرة بمركب رشيد تم تجميع الشباب بعد العشاء ليلة السفر وضعوهم فى برج رشيد بمكان اسمه " السبخه " ومنه إلى مركب رشيد .
 
 
 
هذا وسنواصل فى الجزء الثانى من التحقيق تسليط الضوء على الخدمات المنعدمة وفقر الحياة رصد المعاناة التى يعيشها مايقرب من 60 الف نسمة يقطنون تلك البقعه النائية التى بالرغم من كونها الاكثر فقراً الإ انها سقطت من خريطة التنمية ومن اهتمامات القيادة التنفيذية بالمحافظة ، لتُترك فريسة لتجار الموت ومافيا الهجرة غير الشرعية



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز