عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أميرة كريم تكتب : أرجوك ما تدخلنيش بفيزا

أميرة كريم تكتب : أرجوك ما تدخلنيش بفيزا
أميرة كريم تكتب : أرجوك ما تدخلنيش بفيزا

ألم تفكر في و أنا أحفظ -طفلة- النشيد الوطني لارضك، و أغنيه كل صباح، كل صباح، بأنني سأنتمي له، و له فقط...
ألم تفكر و أنا ألون وجهي بعلم بلادك في عيد الاتحاد بأنني سأقع في حبه، و حبه فقط، و بأنه سيسري في دمي، و بانه سيصبح هو " علم بلادي" ؟
ألم تفكر في و شمس بلادك تلوح وجهي و خيط العرق يسيل في ظهري اثناء طابور الصباح ؟ 
ألم تفكر في ولدي و هو يهتف بنفس نشيد الصباح الذي هتفت به أمه؟ ألم تفكر أنه عندما يسألني: أمي، يسألونني في المدرسة عن جنسيتي، أخبريني من أين نحن؟ لا أعرف بالضبط كيف أجيبه؟ 
من أين نحن فعلا؟ فههنا تعملت أمك المشي و الأكل وحدها و الكلام، و الابجدية و الثانوية و القيادة و الطب، هنا أحبت أمك و تزوجت و انجبت، انجبتك ليدعونك، مثلها، وافدا ! 
....
يقولون أني وافدة، و أقول وفدت؟ من أين تراني وفدت؟ من رحم أمي إلى أرضك؟ إلى وطنك؟و طننا..؟
متى وفدت تراني؟ 
و أنا أذكر كيف كان فصلي الدارسي يطل على رمال صفراء و شجرات السنط و النبق التي تنمو وحدها...
متى وفدت، و أنا أحفظ تاريخ الشوارع و أسماء المدارس و الشعار الأول لمهرجان دبي للتسوق...
متى وفدت و العطلة في طفولتي لم تعني سوى مهرجان الربيع في مدينة ألعاب الهيلي و قطر الماء في منتزه الجزيرة...
...
تطلب مني بعد ثلاثين عاما فيزا للزيارة؟، أويزور الانسان وطنه؟ جعل الوطن للعودة، للاطمئنان، لاستقاء الامان، أنا لا أتنصل لمصريتي، أحبها جدا، لكن دموعي تنهمر عندما أسمع نشيدك الوطني - أهو نشيدك أم نشيدنا ؟- و حنيني يفيض في رمضان للبرياني و المجبوس و الهريس و البلاليط، و عندما أحن الى بلادك- بلادنا- أبحث على الانترنت عن حلقة شعبية الكرتون أو فريج، و لما تضربني النوستالجيا، أبحث عن حلقات "افتح يا سمسم"
...
هل تعرف افتح يا سمسم؟ هل تعرف مجلة ماجد؟ هل تعرف متى ولد ماجد؟ هل تذكر ميلاد قنواتك التيلفزيونية؟ أم أنك ولدت بعدها؟ هل تذكر أيام كان جسر القرهود جسرا صغيرا بين ديرة و بردبي؟ هل تعرف السوق القديم و سوق السمك يقابله؟ هل تعرف الليلام؟ هل تعرف حق الليلة عندما كانت حفنته لا تتجاوز درهم  أو درهمين؟ 
هل تعرف أننا كنا نسمي الدرهم "روبية"؟ 
أم أنك ولدت بعد أن مر كل ذلك و نسي، لكنك تدعوني "أنا" بالوافدة...
ذاكرة الأرض هي ذاكرة الناس، هي ذاكرتي و اخوتي عن المكان، هي ذاكرة أبي و أمي و الجيران عنك و عن أمك و أبيك و بلدك 
و أنت...
لازلت تدعوني وافدة ! 
....
أرجوك، عندما آتيك في المرة القادمة 
ماتطلبش مني فيزة زيارة



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز