عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. فاطمة حسن تكتب: حتي لا تركع مصر بأيدي أعدائها

د. فاطمة حسن تكتب: حتي لا تركع مصر بأيدي أعدائها
د. فاطمة حسن تكتب: حتي لا تركع مصر بأيدي أعدائها

قد يكون العنوان قاسيا ، إلا أنني اراه مناسبا لإلقاء الضوء علي الحقيقة ، التي قد تكون مؤلمة للكثيرين ، لقد حدثتني نفسي لأقول كلمة انتبهوا يا ابناء مصر ، احذروا المخطط الكبير ، ولا تكونوا ذلك الخنجر المسموم في ايدي اعداء وطنكم .



لم يكن مفهوم المواطنة بكل ما يحمله من معاني سامية وأفكارا بناءة ؛ لم يكن مشكلتنا الكبرى ، مثلما اصبح هذا العصر ، لقد غاب هذا المفهوم لدي الكثيرين وانطمست معالمه ما بين الاخوان ، واللبراليين ، وانصار الحركات الاحتجاجية ، وغيرهم ، حتي أن المواطن البسيط لم يعد مدركا لأبعاد ذلك المفهوم ، لم يعد واعيا لمعني كلمات رنانة اصبحت تتردد علي اسماعنا وكأنها أحلام أو آلام ، لقد ذهب عنا معني الولاء ، والانتماء ، اصبحنا ناكرين لمفاهيم العدالة الاجتماعية ولواجباتنا الوطنية . 

والسؤال المطروح الان لماذا وصلنا الي هذه الدرجة ؟ وماذا بعد ؟ قد نكون نحن السبب في ذلك ، وقد تكون الظروف العصيبة التي مرت بها بلادنا هي السبب أيضا ، إلا أن السبب الأكبر والذي لا يمكن لكل من يقرأ المشهد السياسي كاملا أن ينكره هو ذلك المخطط الأمريكي الكبير للنفاذ إلي عمق الكيان الوطني المصري ، وخلخلته ، وهدمه . ان المعاهدات والأعراف والبروتوكولات الدولية لم تقف حائلا أمام المخطط الامريكي للقضاء علي بلاد المشرق العربي ، بدأ الأمر بالعراق ، وبعدها توالي سقوط البلاد العربية أمام الادعاءات والأكاذيب الدولية ، والتأييد الأعمى لدول قد يكون أمنها الاقتصادي بالقضاء علي الكيانات العربية المصدرة للبترول ، لقد بدأ الحيلة بإطلاق شعار : لا للإرهاب ، وتوالت الاحداث ، ومرت الأعوام ، وأثبت التاريخ أن من ادعي محاربة الارهاب هو في الحقيقة صانعه ، بل ومصدره إلي دول لم تكن تعرفه يوما من الايام . 

لقد اتخذت الكيانات الاستعمارية سبيلا لشن حربا ضارية قد تكون باردة في ظاهرها ، إلا أن باطنها يحمل في طياته أضرارا بالغة تفوق بدرجة كبيرة ما قد تحدثه التدخلات العسكرية ، وتطورت هذه الحروب لتقدم لنا انماطا جديدة من فرض الحصارات الاقتصادية ، وسلك السبل الدولية لزعزعة الأوضاع الاقتصادية بالدول ، بل وتجاوز الامر ذلك إلي هدم أعمدة الأمم ، إلي مهاجمتها في أعمق ما يمكن أن يمحو أثارها ، إلي هدم ثقافاتها ، وإلي هدم أسمي معاني ومفاهيم قيامها وبقائها . ولعل واقعنا المصري المعاصر هو ما يجسد ذلك الصراع ، إذ نري اليوم افتعال متعمد لازمات اقتصادية ضارية ، ودعوات لمظاهرات مستمرة وغير ذلك . 

غير أن تحليل المشهد السياسي العالمي يلقي الضوء علي واقع المؤامرة التي قد تكون محاكة ضد مصر وابنائها ، فنري دولا تطلب من مصر عدم التدخل او الاعتراض علي القرار الامريكي الفرنسي بالتدخل العسكري في سوريا ، وفي الوقت ذاته نري مطالبة المفوضية الاوروبية للاجئين ؛ مطالبتها مصر بعمل مخيمات لترحيل 5 مليون لاجئ الي داخل مصر لتخفيف الضغط علي تركيا ؛ قد يبدو الامر تقليديا ، إلا أن اعلان الولايات المتحدة الامريكية رغبتها في عمل قواعد عسكرية لها في سوريا هو ما يكشف خطورة الوضع ، وخاصة في ظل تخلي أكثر من دولة عربية شقيقة أو قد تكون شقيقة ؛ تخليها عن تقديم الدعم لمصر . ان الهدف قد يكون اركاع مصر وارضاخ جيشها لقبول الأمر الواقع ، والتسليم أما السياسات الأمريكية للتغلغل بالمنطقة . 

وما زالت الحرب الباردة مستمرة ، وما زال أبناء مصر مغيبون ما بين الصراعات السياسية الداخلية ، والأزمات الاقتصادية المفتعلة ، لقد ذهبت العقول ، وتشتتت القوي ، ورغم كل ذلك لاتزال الفرصة قائمة ، ليقف الشعب الي جانب الجيش كما كان دائما . 

والأن ، وبعد أن انتهت كلمتي ، وجالستكم بكل ما جال بخاطري ؛ أقول لكم لقد حدثت نفسي بكلمة حق ، فهل لمن قرأها أن يحدث نفسه بمثلها ...

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز