عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

منطاد متطور يصطحب السياح في جولة مثيرة إلى الفضاء

منطاد متطور يصطحب السياح في جولة مثيرة إلى الفضاء
منطاد متطور يصطحب السياح في جولة مثيرة إلى الفضاء

كتب - وكالات

تأثر رائد الفضاء رون غاران بشدة من منظر الأرض من الفضاء الخارجي، وتغيرت نظرته للعالم، والآن يريد أن ينقلنا جميعًا إلى الفضاء لنلقي نظرة خاطفة على العالم الهش كما رآه بعينيه.



في المصنع التابع لمؤسسة "وورلد فيو" بمدينة توسان بولاية أريزونا، تمتد منضدة على مسافة 165 مترًا، لتبدو وكأنها أكبر منضدة عمل في العالم. وعلى هذه المنضدة يوجد نسيج شفاف هش لغلاف بلاستيكي عملاق.

وقد صمم هذا الغلاف المصنوع بدقة من مادة البولي إيثيلين، والذي يُعتزم ملئه ليصبح في حجم ملعب كرة قدم، لكي يحمل مركبة ذات ضغط مُعدل في رحلة إلى حافة الفضاء.

وستقل هذه المركبة ستة ركاب، يجلسون فيها على مقاعدهم الوثيرة، ويحملهم الهواء عبر الطبقات العليا من الغلاف الجوي، على مسافة 32 كيلومترًا فوق سطح الأرض، ليلقوا نظرة على الأرض من خلال النوافذ البارزة كبيرة الحجم.

بل ويمكنهم أيضًا أن يرسلوا الصور التي يلتقطونها لأنفسهم إلى أصدقائهم على الأرض باستخدام شبكة الواي فاي على متن المركبة، وهم يحتسون ما يحلو لهم من مشروبات.

وبعد أن يطوف المنطاد بالركاب في جولة فوق السحاب على مدار ساعتين، يفصل الطيار المنطاد عن المركبة، لكي تهبط المركبة ببطء إلى الأرض بمساعدة مظلة ضخمة يمكن توجيهها في أي اتجاه.

إن التصور الذي وضعته مؤسسة "وورلد فيو" للطيران على ارتفاعات عالية نحو طبقات الجو العليا ليس حلمًا بعيد المنال. وقد استوحت الشركة التقنية المستخدمة للطيران بالمنطاد من قفزة آلان يوستاس، المدير التنفيذي لشركة غوغل، الذي حطم الرقم القياسي للقفز الحر بالمظلة مؤخرًا.

والآن، تعتزم شركة "وورلد فيو" أن تنقل السائحين إلى الفضاء، بتكلفة 75 ألف دولار للمقعد الواحد، وقد عينت رون غاران، رائد الفضاء المتقاعد بوكالة ناسا الأمريكية للفضاء، ليكون ربّانًا للمركبة الفضائية.

ويقول غاران، الذي عرض خططه في مؤتمر "أفكار ستغير العالم" الذي نظمته "بي بي سي فيوتشر" في سيدني في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني: "في أثناء صعودنا إلى أعلى، سنشاهد تغير لون السماء من الزرقة إلى الظلمة. وسنتمكن من رؤية انحناء سطح الأرض، ومدى رقّة الغلاف الجوي، كما سنرى الشمس وكأنها نجم في مواجهة سماء مظلمة".

وقد قضى غاران، المحارب السابق في الجيش الأمريكي، ما يزيد عن 177 يومًا في المدار الأرضي في إطار بعثتين إلى المحطة الفضائية الدولية.

كما كان غاران على متن المكوك الفضائي، سويوز الروسي، وسبح في الفضاء أربع مرات خارج المركبة الفضائية. ويزعم غاران أنه أول رائد فضاء يطلب توصيل البيتزا إلى المدار الأرضي المنخفض، حيث تقع المحطة الفضائية الدولية.

وقد كرّس غاران حياته، منذ أن ترك وكالة ناسا للفضاء، لينقل للناس ما يطلق عليه "المنظور المداري". وفي هذا الصدد، ألف كتابًا ورسم لوحات زيتية لكوكب الأرض، ويعد الأن فيلمًا وثائقيًا عن كوكب الأرض.

ويقول غاران: "لقد غيرتني تجربتي في الفضاء".

وأردف قائلًا: "أعتقد أن فرصة الإطلالة على كوكب الأرض من الفضاء من شأنها أن تبدّل حياتك تمامًا، وتترك في نفسك أثرًا كبيرًا. وكلما أتيح لعدد أكبر من الناس الفرصة ليروا كوكبنا كنظام حي متكامل، عشنا جميعًا معًا على كوكب الأرض حياة أفضل".

فعندما غادر غاران للمرة الأولى كوكب الأرض على متن مكوك الفضاء ديسكفري سنة 2008، دُهش من فرط رقة الغلاف الجوي.

ويقول غاران: "لا أنكر أن ذلك الأمر لا ينبغي أن يثير الدهشة. فعلى الرغم من كثرة الصور التي التقطت لكوكب الأرض، إلا أنك حين ترى الأرض بعينيك، سيعتريك خوفًا مشوبًا بالحزن كلما فكرت أن هذا الغلاف الجوي هو الذي يبقي كل الكائنات الحية على سطح الكوكب على قيد الحياة".

وأردف قائلًا: "كما صدمت من التعارض المحزن بين جمال كوبنا في الظاهر، وما يحمله في طياته من حقائق مؤسفة تهدد حياة عدد كبير من الكائنات التي تعيش على الكوكب، فقد تصاب حينذاك بخيبة أمل."

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز