عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

صبحي عسيلة: "عباس" غامر بدعوته للمؤتمر السابع لفتح.. وترامب سيقضي على "العك الأمريكي" في سوريا

صبحي عسيلة: "عباس" غامر بدعوته للمؤتمر السابع لفتح.. وترامب سيقضي على "العك الأمريكي" في سوريا
صبحي عسيلة: "عباس" غامر بدعوته للمؤتمر السابع لفتح.. وترامب سيقضي على "العك الأمريكي" في سوريا

حوار - مصطفى سيف

تصوير: سعاد محمود



- حركة فتح تعاني من مشكلة كبيرة منذ رحيل القائد ياسر عرفات
- الخلافات داخل "فتح" أظهرت للرأي العام كما لو أن الحركة "شاخت"
- المؤتمر السابع لفتح؛ على الأرجح أن يحدث استبعادًا لـ"دحلان" وأنصاره من اللجنة المركزية
- مصر ربما يكون لديها بديل مفضل لـ"أبو مازن"؛ ربما يكون دحلان ربما يكون غير دحلان
- حين يقول أحد إن إسرائيل تتآمر على فلسطين والدول العربية "ساعات بضحك"
- "لو مبنتآمرش على إسرائيل يبقى بنعمل حاجة غلط"
- مصر تقدم تسهيلات كثيرة للقضية الفلسطينية ولم تخسر فتح أو حماس أبدًا
- الإعلام بالنسبة لإسرائيل مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم
- إسرائيل تدرك حساسية الشعوب لذلك تعتمد على الفن في توصيل رؤيتها للرأي العام العالمي
- "ترامب" سيقضي على "العك الأمريكي" في سوريا أيام "أوباما"

 
 
 
إسرائيل ومشاكلها، وأزماتها.. فَلَسْطِين، وفتح، وحماس، والمؤتمر السابع لفتح، مصر وإسرائيل والعلاقات الأفريقية، كلها أسئلة شائكة طرحناها على رئيس تحرير مجلة مختارات إسرائيلية، الدكتور صبحي عسيلة، والتي تصدر شهريًا عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في الحوار الذي أجرته معه "بوابة روزاليوسف"، وإلى الحوار:
 
من هو صبحي عسيلة؟
خبير بمركز الدراسات الإسرائيلية والاستراتيجية بالأهرام، ورئيس برنامج الدراسات الصهيونية الإسرائيلية ورئيس تحرير مجلة مختارات إسرائيلية الصادرة من المركز، خريج كلية اقتصاد وعلوم سياسية قسم علوم سياسية في 1996 حاصل على الدكتوراة في العلوم السياسية في 2013، صدر ليَّ أكثر من كتاب عن المركز وعن دور نشر أخرى.
 
البداية من فلسطين وحركة فتح، ماذا يحدث داخل الحركة؟ 
ما يحدث في حركة فتح يحدث منذ 10 أعوام وليس من اليوم، فالحركة تعاني من مشكلة كبيرة بعد رحيل القائد ياسر عرفات، حيث بدأت التيارات المتنازعة داخل الحركة في خروج هذا النزاع إلى العلن بـ"شكل فج"، ولم يعد موجودًا من يستطيع أن يسيطر عليها، وبناءًا عليه فانفجرت كل المشاكل الداخلية والبنيوية للحركة، والتي أهمها جيل الشباب، الذي يبحث له عن دور.

الشيء الثاني؛ هو أن الحركة تعاني من 2006 بعد خسارتها الفادحة في الانتخابات في مواجهة حماس؛ وهو ما أظهر للرأي العام أن الحركة كما لو تكون "شاخت" بسبب مشاكلها الداخلية.

أمَّا الأمر الثالث هو أن الالتزام الحركي أو التنظيمي لم يعد هو الغالب على الحركة، وانفجرت الصراعات الداخلية والتي كان أهمها التحالف الذي بين الرئيس الفلسطيني، أبو مازن، ومحمد دحلان، والقيادي نبيل عمرو في ذلك الوقت، الذي كان يُعد التيار الأساسي ضد الرئيس الراحل ياسر عرفات، إلا أنَّ "عرفات" في ذلك الوقت استطاع أن يحتوي مشاكلهم وأن يقبل بضغوط دولية تعيين "أبو مازن" رئيسًا للوزراء، ودحلان وزيرًا لشئون الأمن الداخلي.

بعد هذه المشكلة؛ خرج نبيل عمرو خارج الساحة السياسية تمامًا، ومحمد دحلان وصل لاشتباك مع أبو مازن وصلت إلى ملاسنات على الهواء واتهامات بقضايا شخصية وغيرها، "أبو مازن" حمَّل "دحلان" استشهاد الرئيس ياسر عرفات، وتم فصله من الحركة، وهنا بدأ الصراع الكبير بين دحلان وأنصاره، ضد "أبو مازن".
 
من أخطأ في حق فلسطين دحلان أم أبو مازن؟
الاثنان أخطأوا في حق فلسطين؛ لأن أي صراع فصائلي إذا تصدَّر المشهد وأصبح هو "الصراع الأساسي" فبالتأكيد هذا يُعد خطأ في حق فلسطين، تمامًا مثل الانقسام بين فتح وحماس الذي أساء للقضية الفلسطينة خاصة وأن الانقسام داخل فتح يسيء ويؤثر سلبًا على القضية الفلسطينية.
 
المؤتمر السابع لحركة فتح ماذا سيحدث فيه؟
من المتوقع؛ بناءًا على أن الرئيس أبو مازن أصر على دعوته لهذا المؤتمر، وهو في الأساس متأخر منذ عامين، أنه غامر بدعوته لهذا المؤتمر دون تسوية الخلاف أو دون الاستجابة لكل الرغبات الإقليمية بالذات من مصر والرباعية العربية على تسوية الخلاف، كي يستطيع أن يتناول في المؤتمر المشكلات الأساسية داخل فتح، إنما دون ذلك ففي الحقيقة المؤتمر أن تركيز القائمين على المؤتمر سينصب على الخلافات بين "عباس" و"دحلان".

وعلى الأرجح أن يحدث استبعاد لـ"دحلان" وأنصاره في اللجنة المركزية، مع العلم أن دحلان فاز في اللجنة المركزية في الانتخابات المؤتمر السادس بنسبة كاسحة.

كيفية خروج فتح من أزمتها؟
قبل المؤتمر كان ممكن أن يحدث ما توقعناه؛ فدحلان في آخر لقاء له في مصر على الهواء قدَّم لهجة تصالحية تمامًا، واستجاب لكل الضغوط وأظهر نيته لتسوية الخلاف مع "أبو مازن"، ومع انعقاد وتحقق ما تحدثنا فيه الصراع سيتخذ أبعادًا أكثر خطورة مما يتصور "أبو مازن" أو "دحلان" أو حتى المنطقة، قد تصل إلى حد الصراع المسلح، وهذا الأمر سيُعقِّد الموضوع جدًا، خاصة وأن حركة فتح ليست حركة عادية داخل الساحة الفلسطينية، بالتالي فالصراع سيأخذ مستويات أشد عنفًا.
 
من الممكن أن يصل لانقلاب على الرئيس أبو مازن؟
في اللحظة الحالية لا أتصوَّر ذلك، وانقلاب على أبو مازن بشكل أو بآخر حتى لو كان وارد لا أتمنى حدوثه، ولن يصل الأمر لذلك خاصة أنه ليس في مصلحة القوى الأساسية سواء مصر أو الرباعية العربية، لا يتمنون أن يصل إلى هذا المشهد.

ولكن؛ هناك ترتيبًا وهو أن "أبو مازن" يُسلم تقريبًا مقاليد السلطة آجلاً أو عاجلًا، ويسعى إلى "خروج آمن" إن جاز التعبير المصري، خاصة وأن مصر والرباعية العربية تحدثوا مع أبو مازن في هذا الأمر إلا أنه مُنْفَتِح على مشاهد أخرى، ولا أظن أن أي طرف داخلي أو خارجي سيسمح أن يصل الموضوع للانقلاب.
 
ألا ترى أن دعم بعض الدول العربية لدحلان خليفة لأبو مازن انقلابًا على أبو مازن بالأساس؟
في الحقيقة لا أرى ذلك، وذلك لأن الملف الفلسطيني لا نستطيع القول بأنه ملف داخلي بالأساس، ومن يقول ذلك "مخطئ جدًا"؛ فهذا الملف طوال الوقت سويَّ في الداخل والخارج، وربما كان الخارج كان الأكثر فاعلية، بل إنه في أي ندوة فلسطينية فيه مطالبات عديدة بالتدخل خاصة من الجانب المصري.

أن تكون لكَ رؤية، هو ما تختلف فيه مصر عن دول أخرى، فمصر ربما يكون لديها بديل مفضل؛ ربما يكون دحلان ربما يكون غير دحلان، ولكن مصر لا تنظر إلى الأمور هكذا، فالأساس عند مصر هو الوصول إلى بديل يحفظ حركة فتح، ودعني أقول لك: "رؤية مصر الآن هي أن محمد دحلان الأكثر قدرة على حماية وتخطي هذه المرحلة".

وعلى سبيل المثال الأدرن تفضل القيادي ناصر القدوة، أبو مازن شخصيًا يتمنى لو أن صائب عريقات، مصر والإمارات يتحدثون عن دحلان، إنما السعودية تتبع موقفًا محايدًا في إطار الرباعية العربية، ولكن كلٌ في النهاية يبحث عن البديل الأفضل للقضية الفلسطينية، فهو لن يعود علينا بالنفع، "لأنك مش جايب موظف يشتغل عندك أنت جايب حد عشان نقدر نسوي ونتعامل مع التحديات والاستحقاقات الأساسية اللي هتبقى في القضية دي".
 
هل من الممكن أن نرى دحلان إلى جانب حماس للإطاحة بأبو مازن؟
في الأيام القليلة القادمة المشهد سيتحرك تحركات غريبة، ربما تشهد تحالفًا بين دحلان وحماس، فدحلان يمتلك قاعدة أساسية موجودة في غزة، والآن حماس على الرغم من اختلافها مع دحلان إلا أن الاثنين لديهم وجهة نظر مختلفة عن "عباس" و"فتح" وبناءًا عليه لا نستغرب أن تجد اقترابًا،  وربما يكون هناك تقارب أكبر بين حماس والرباعية العربية.

الخلاصة بالمؤتمر السابع لحركة فتح يضعنا أمام نقطة فارقة، فهناك فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية والقضية الفلسطينية قبل يوم 29 وكل ذلك بعد يوم 29.
 
إسرائيل ودروها في المنطقة هل تؤمن حقًا بنظرية المؤامرة؟
من حيث المبدأ أن هناك مؤامرة وأناس يتآمرون؛ فهذا صحيح، بل إنه السياسة الدولية قائمة على أنك "تتآمر" من أجل مصلحتك، وحين يقول أحد إن إسرائيل تتآمر على القضية الفلسطينية والدول العربية "ساعات بضحك" لأن ذلك هو الطبيعي، فالتآمر في السياسة الإسرائيلية شيء واضح جدًا.

على الجانب الآخر؛ يجب أن نكون نحن أيضًا نتآمر على الإسرائيليين، وإن لم نكن نفعل ذلك فنحن نقوم بـ"حاجة غلط ضد مصلحتنا الوطنية وهي أننا لا نتآمر على إسرائيل".

وبناءًا على هذا فإن إسرائيل لديها وجهة نظر، فعلى سبيل المثال تبدو في الحديث عن ملف أبو مازن وفتح تبدو "حيادية"، لماذا؟ لأنها ترى "الخناقة والعة" بما فيه الكفاية، وهي لا تحتاج التدخل أصلًا، وربما حين يكون  البديل المطروح "ليس على هوى إسرائيل" فهي تتبناه، لأن العرب والفلسطينيين تعودا أن أي شيء إيجابي من وجهة نظر إسرائيل بالضرورة به مشكلة ويجب أن نبعد عنه.

هل نحن بالفعل نتآمر على على إسرائيل؟
"لو مبنتآمرش يبقى بنعمل حاجة غلط"، ولا أعلم هل ذلك يوجد فعلًا أم لا؟، ولكنني أستطيع القول بأننا في صراع مع قوى إقليمية منافسة، فنحن نتنافس مع السعودية وتركيا وإسرائيل وإيران، نحن 5 دول بينها تحالفات وتآمرات، ولكي تنجز وجهة نظرك، "لو اقتضى هذا التآمر لازم تكون بتتآمر".

فنحن وإسرائيل نلاعب بعضينا، وإسرائيل قائمة سياستها على أني لابد من مواجهتها بأي سبل متاحة في إطار معاهدة السلام، فإذا كانت إسرائيل تتدخل في سوريا، لابد أن أتدخل أنا أيضًا في سوريا وأحمي ترتيب المشهد طبقًا لوجهة نظري وليس لوجهة نظر إسرائيل.
  
إسرائيل ومصر في سوريا؛ هل تتطابق وجهات النظر؟
هناك العديد داخل إسرائيل ممن يقولون إن تفتيت سوريا "أفضل لهم"، وهناك أيضًا من يقول أن بقاء سوريا موحدة ضمان لأمن إسرائيل أكثر من تفتتها، الفكرة الأساسية هي ضمان وحدة سوريا، ذلك هو المشهد الذي نسعى إليه، فحين تتفق معي إسرائيل في وجهة النظر هذه، لا يعني أنني أتفق مع إسرائيل ككل، ولكن الأمر هنا يدور حول المصلحة العامة وهي أن تبقى سوريا موحدة، فهذا أمان للدولة السورية، وأمان لي أنا كمصر.
 
ما رأيك إن كانت مصر شاركت في إطفاء حرائق إسرائيل؟
لا يوجد بيان رسمي يؤكد الأمر، وحتى لو شاركت مصر، فأنت تلعب على مستويين، المستوى الإنساني، فأنت تساعده وتسانده، وثانيًا مستوى تأثير على القضية الفلسطينية لأنه الحرائق الذي سيدفع ثمنها الفلسطينيون، ونتنياهو من أول يوم كالدول "الديكتاتورية الحقيرة" قال إن فلسطين مسئولة عنها، فحين تتحرك بشكل غير مباشر للحماية فأنت تحاول حماية الفلسطينيين من التأثيرات، وبعدين "متبقاش ملكي أكثر من الملك" فعباس بكل قدراته المتواضعة شارك.
 
هل هناك بوادر سلام بين الطرفين لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيلين؟
المفاوضات متوقفة، والأمل على مؤتمر باريس، ويبدو أن هناك شكوك كبيرة في انعقاده، حتى لو عُقد في ديسمبر، فهناك مشكلة داخل فلسطين بين حماس وفتح، والداخل الفتحاوي، لا تؤهل أحدًا لأن يدخل معك في مفاوضات جادة، وهذا هو ما يعيق الجانب المصري.

فلو أنتَ مثلًا تريد أن تدفع في طريق المفاوضات لا يمكن فوضعك الداخلي سيء جدًا، فإذا توصل الرئيس عباس لاتفاق على من وكيف يستطيع تمريره؟، لذلك فهناك صعوبات كثيرة، فالكل يدفع أنه لا بد من الوحدة الفلسطينية.

لذلك أية مفاوضات بين الطرفين إضرار بالصالح الفلسطيني في هذه اللحظة فأنت كما يقولون في علم المفاوضات "متقدرش تاخد على الترابيزة أكتر من اللي تقدر تاخده على الأرض"، وأنت قوتك على الأرض صفر.
 
هناك من يقول إن إسرائيل أحرقت نفسها كي تبني المستوطنات؟
أرد على هذا الموضوع بالقول أن هؤلاء يشبهون أولئك الذين قالوا: "أمريكا عملت 11 سبتمبر عشان تيجي تحاربنا"، فحين تقول إن إسرائيل أحرقت نفسها كي تبني المستوطنات؛ هنا السؤال؟: "هل هي لم تكن تبني المستوطنات من قبل؟ هل هي تحتاج إلى مبرر لذلك؟"؛ هذا كلام عبث.
 
 هل ترى أن "ترامب"  الرئيس الأمريكي الجديد سيحقق وعوده فيما يتعلق بإسرائيل أثناء حملته الانتخابية؟
كل المرشحون الأمريكيون منذ عام 1980م يتحدثون عن نقل السفارة الأمريكية للقدس، ولم يجرؤ أحد على نقلها، وخرج قرار في الكونجرس قبل 15 عامًا تقريبًا يُلزم الإدارة الأمريكية بالفعل بنقل السفارة إلى القدس، ولكنه منحهم استثناءًا أن الإدارة تستطيع تأجيل هذا الموضوع، وما يحدث أنه يستطيع أن يستخدم هذا المبرر كل فترة للتأجيل، لأنه لن يفعل ذلك لأن ذلك تأثيرًا على "حل الدولتين"، والأمريكيون حتى هذه اللحظة يتحدثون عن "حل الدولتين".
 
هل إسرائيل ستقنع ترامب بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني؟
أنت تتحدث عن دولة عظمى ودولة مؤسسات فهذا غير وارد على الإطلاق، لأن ذلك ليس فقط يسيء للاولايات المتحدة الأمريكية لأن ذلك يسيء لقوة الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه أيضًا يسيء للدول الأخرى المشاركة في هذا الاتفاق، فلا تستطيع واشنطن "أن تخش بصدرها في كل المشكلات" كما يقولون، والمؤسسات الأمريكية لن تسمح بحدوث هذا بأي حال من الأحوال.

ثانيًا؛ الحديث داخل الولايات المتحدة يدور حول رئيس يقول "أمريكا أولًا"؛ فهو من مصلحته أن تظل كل الملفات "هادئة" وليست "متفجرة"، فحاليًا الملف الإيراني سواء كان راضي عنه أم لا؛ فهو على الأقل مستقر.

حماس؛ هل لا زالت حركة مقاومة؟
تدَّعي أنها حركة مقاومة، وهناك تناقض كبير بين أقوالها وأفعالها فهي ترفض اتفاق أوسلو وكل كل ما تمخض عنه؛ إلا أنها شاركت في انتخابات 2006 التي تُعد إحدى إفرازات اتفاق أوسلو.

لديه مشكلة كبيرة مثل تلك التي واجهت فتح؛ حين دانت له السلطة بانقلاب، فنفَّذ أشياءًا أساءت له سواء على مستوى المقاومة أو على مستوى نزاهته أو يديه البيضاء، فحماس دخلت في تفاوض مع الإسرائيليين، وهو ما كانت  تنتقده عند فتح، اشتركتْ مع الفصائل الأخرى المعارضة لإسرائيل، قصفت مسجدًا وهو ما لم تفعله فتح، حماس الآن متهمة بأنها تحمي أمن إسرائيل، وتمنع الحركات الأخرى من أن تطلق صاروخًا على إسرائيل، وهي الوحيدة التي تستطيع القيام بذلك بوصفها المسئول عن قطاع غزة.

إضافة إلى الهدنة التي بينها وبين إسرائيل، فهي وإن لم تكن مُوقَّعة  فهي موجودة على أرض الواقع، والمتابع لِكَّمْ الصواريخ والعلمليات التي تُمارس ضد الإسرائيليين خلال العقد الأخير سيرى أن حماس حركة مقاومة على الورق وليس على الأرض.
 
وفد حمساوي في القاهرة، هل هناك انفراجة في العلاقة بين مصر وحماس؟
قولًا واحدًا "نعم"، ولا تستبعد أن هذا التقارب يحدث حاليًّا، خاصة أن هذا التقارب يأتي على أرضية السياسة المصرية التي تسير عليها تجاه فلسطين "نحن لا نخسر أي فصيل مهما اختلفنا معاه"، فحماس في أوج اختلافنا معاها كان هناك تواصل، وينطبق على فتح ما ينطبق على حماس، وكل الفصائل الفلسطينية كذلك. ومصر تقدم تسهيلات كثيرة، وذلك لأن خسارة مصر لفتح أو لحماس أو أي فصيل يعني أننا نخرج من الدور الذي نلعبه في هذه القضية، وهذا الدور هو الذي آمَّننا في القضية الفلسطينية، الانفراجة ستحدث يُضبط إيقاعها مع العلاقة "هتروح فين مع أبو مازن".

 
أزمات نتنياهو المتكررة داخل إسرائيل؛ هل نتنياهو يترنح سياسيًّا؟
لأ بالطبع؛ نتنياهو يقف على أرض صلبة، وهذا ليس بسبب حزب أو أي شيء آخر، ولكن بسبب انجراف الرأي العام الإسرائيلي إلى اليمين، فالإسرائيليون يسيطر عليهم اليمين بأفكاره اليمينية، وفي حالة "نتنياهو"، أنت تتحدث عمن هو إفراز طبيعي لطبيعة المجتمع فنتنياهو في مأمن بسبب طبيعة المجتمع وليس شيء آخر.

ونتنياهو يستغل البُعْد الأمني هو الحديث إلى الإسرائيليين عن الأمن، وأن اليمين هو القادر على حفظ الأمن، وأن المشاكل في الشرق الأوسط اليمين هو من يستطيع التعامل معها، وحين يخاف الإسرائيليون يتوجهون ناحية اليمين، لذلك فنتنياهو يلعب على هاجس الخوف دائمًا.

وطالما أن الإسرائيليون يهربون ناحية اليمين فنتنياهو في أمان، بل إنه يستطيع أيضًا أن يأتي بواحد مثل "ليبرمان" المتطرف والعنصري، ويُعيَّنه وزيرًا لدفاع جيش الاحتلال الإسرائيلي، فهذا إفراز طبيعي في موجة يمينية لم أصلًا في إسرائيل، وهناك خطأ لدى الناس وهو أنكَ كلما أرعبت المواطن الإسرائيلي فذلك شيء عظيم، ولكن الحقيقة أن كلما أُرعب الإسرائيليون توجهوا ناحية اليمين أكثر.
 
هل ذلك يعني أننا ممكن أن نرى "ليبرمان" رئيسًا لوزراء إسرائيل يومًا ما؟
ليس مستبعدًا؛ ففي ظل هذا الحالة لا يمكن أن تستبعد أية خيارات خاصة وأنه لأول مرة تستمر في تاريخ إسرائيل أن يحكم اليمين الإسرائيلي كل هذه الفترة.
 
كيف ترى استخدام إسرائيل لقوتها الناعمة في التأثير على أفريقيا وبالتالي يعود بالسلب على مصر؟
أنا دائمًا ضد فكرة أن ما تفعله إسرائيل في أفريقيا بالضرورة يكون ضد مصر؛ مقاربة الموضوع من هذه الزاوية دائمًا يوجد به مشكلة.

إسرائيل تبحث عن مصالحها وإذا أحدثت هذه المصالح إزعاجًا للمنافسين أو الخصوم أو الأعداء فهذا عظيم جدًا، فهناك سوق كبير يُسمى الدول الأفريقية، وبناءًا عليه فإسرائيل طوال الوقت موجودة وهو ما ينعكس سياسيًا بالنفع على مصالحها.

والانعكاس السياسي من الممكن أن يكون في التأثير على مصر في علاقاتها مع دول حوض النيل وهذا وارد، فإسرائيل تؤمن دعم أو تأييد سياسي لقرارات أو مواقف في الأمم المتحدة وإسرائيل كل همها وشغلها الشاغل هو الاعتراف، هكذا تتحرك إسرائيل عند كل الدول في أفريقيا أو غير أفريقيا، فهي طول الوقت تبحث عن مصالحها ليس فقط لاستهداف مصر، ولكن استهداف مصر بالتأكيد هدف جانبي طبعًا، "مؤكد لازم تستهدف مصر، وهنا يبقى العبء والخطأ جاي من مصر"، 

 
هل إسرائيل لا تتفق مع دول أفريقية للتآمر على مصر مثلًا في سد النهضة؟
أنا لا أستطيع أن أؤكد هذا الكلام أو أنفيه، ولكن دائمًا إثيوبيا لديها مشاكل تمويل وغيرها من المشاكل، فإسرائيل بنَّت معاها علاقات والصين وغيرها، إنما لا يمكن أن أصدق أن إسرائيل تساهم في بناء سد النهضة كي تؤثر على مصر، ولكن "أي إزعاج لمصر هو بالضرورة إضافة لإسرائيل".
 
بعد تحسن علاقات إسرائيل مع الدول الأفريقية في العقد الأخير هل ستُقدِّم مرة أخرى على عضوية الاتحاد الأفريقي؟
"لأ طبعًا"، لأن مصر ما زالت فاعلة في الاتحاد الأفريقي، فأنا أستبعد أن تكون إسرائيل في الاتحاد الأفريقي، فإسرائيل تعمل بمبدأ: "العيار اللي ميصيبش يدوش"، لأن سياسة إسرائيل هي التواجد.
 
 إعلام دولة محتلة أفضل من إعلام دول عربية كثيرة، ويستطيع أن يصل إلى الرأي العام العالمي، كيف تنجح إسرائيل في ذلك؟
نابع ذلك من أن الإسرائيليين لديهم سياسة واضحة جدًا وهي: "الإعلام مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم"، ثانيًا الجانب الإسرائيلي يجيد التواصل والتفاعل مع الرأي العام الدولي، بل إن هناك من بدأوا في الحديث عن "الكيميا" التي ستحدث بين ترامب ونتنياهو، الإسرائيليين في إعلامهم وسياستهم الإعلامية الموجهة لكل الدول يفهمون الكلام بتعبير "ياكل" مع كل إعلام الدول العالمية، فعلى سبيل المثال إسرائيل تقدم نفسها على أنها الحامية لحقوق الإنسان، واحة الديمقراطية، وأنها دولة في بيئة ديكتاتورية كل الدول المحيطة بها ديكتاتورية وكلهم يكرهونها، ولسان حالهم يقول: "إحنا يا عيني غلابة جدًا، وإحنا دولة صغيرة وسط بيئة مضطربة وكلهم بيكرهونا، ونفسهم يقتلونا النهاردة قبل بكرة، ويستخدم من إعلامك اللي بيقول الكلام ده".
الخلاصة؛ أنه يجيد مخاطبة الرأي العالمي لتسويق روايته، المختلقة، حتى أنه يختلق التاريخ، على الرغم من أن العرب لديهم الوثائق والحقائق إلا أن الحقيقة

ليست ما تدل عليه الأوراق، الحقيقة ما يدركه الآخرون، هذه الحقيقة التي يدركها شخص يعيش في نيوزيلندا، "الشخص ده مش هيروح يدور على الكلام ده حقيقي ولا لأ؟، هو ما يتعرض له من خلال الإعلام".
 
ماذا يحدث بين إسرائيل وتركيا؟
العلاقة بينهم استراتيجية وتحالف حقيقي، ففي أزمة السفينة مرمرة كان هذا اختلاف روتيني وإجراء فقط، والعلاقات الاستراتيجية أو العلاقات الدولية كعلاقاتنا بتركيا على الرغم من التدهور فيها، ولكن هذا لا يعني أن العلاقات الاقتصادية متوقفة، كذلك إسرائيل وتركيا لا يمكن علاقاتهما أن تنفصل على إجراء في سفينة، وكلنا كنا نعلم أن الأتراك حينما زايدوا على هذا الكلام كان واضحًا أن ذلك "شو إعلامي".

وبما أنّ تركيا تبدو "مش مرتاحة" في ظل انتخاب "ترامب" ورأيه تجاه تركيا، فهي تحتاج إسرائيل لبعض الأسلحة التي لم تحصل عليها من الولايات المتحدة الأمريكية، وبناءًا عليه فالانزياح التركي ناحية إسرائيل يؤمن لها مصالحها الأساسية ومع المصالح لا تتحدث عن قضية فلسطينية، فتركيا دولة تجيد العمل من أجل مصالحها، وإذا تغلفت هذه المصلحة ببُعد ديني أو قومي فذلك "لطيف جدًا"، والعلاقات بينهما قائمة ومستمرة وستستمر.
 
أمريكا وموقفها من سوريا، هل سيحدث انفراجة بعد انتخاب ترامب في الأزمة السورية؟
مؤكد لا بد أن ذلك سيحدث، فترامب منذ حملته الانتخابية والذي يعبر عنه خلال الفترة الماضية، إنه أقرب ما يكون إلى وجهة النظر المصرية، وهو أن الملف يحتاج لتحييد أو لتسوية سياسية، وبالتالي سيترتب عليه توقف الأكذوبة التي روَّج لها أوباما بدعم "المعارضة المعتدلة"، فـ"العك ده كله" سيقضي عليه ترامب.

وحين تُغيِّر أمريكا من وجهة نظرها، ولأنها تمثل الرأس الكبرى لكل الذين يدعمون المعارضة، فإنها ستسحب من ورائها دولًا كثيرة ورائها، التي بطبيعة الحال ستُغيِّر من موقفها وتضبطها على إيقاع "أمريكا"، فالمنظومة كلها ستعزف وراء المايسترو "الولايات المتحدة الأمريكية".
 
كي تستخدم إسرائيل الفن لتوجيه الرأي العام العالمي؟
بشكل عام؛ إسرائيل تدرك تمامًا حساسية الشعوب، وتعتمد على تصدير "التيمة" التي تتناسب مع هذه المجتمعات، ويقع تحت هذه الفكرة الأفلام والمزيكا وغيرها، فإسرائيل تبرز أحسن ما لديها، وأنت في هذه الحالة لا تتحدث عن تآمر أو شيء سيء، ولكن أنت تخاطب الرأي العام العالمي.

فعلى سبيل المثال؛ حين خرجت أغنية "أنا بكره إسرائيل"، هنا في مصر هللوا للأغنية وذاع صيت مُغنيها، هذا شيء "لطيف جدًا"، ولكن الرأي العام العالمي لن يتعامل معها على أنها أغنية فقط، بل سيتعامل بشكل مختلف تمامًا، فالعالم تبنى وجهة النظر التي تقول: "كمان في الغنا بتكرهوا إسرائيل، وكمان الراجل ده يتشهر وده معناه إنكم كارهين العالم دي ولازم نحميهم".
 
لذلك فإسرائيل مدركة جيَّدًا وتعرف كيف تستغل ذلك، وتعبر عنه، سواء في الفعاليات أو علاقاته بالنجوم، أو أغانيه، أو في كاريكاتيره، فكل ما يتعلق بإسرائيل تحاول أن تُبرِز الوجه "الأنضف" لها.
 
هل من الممكن أن نرى منتخب مصر يواجه المنتخب الإسرائيلي؟
"وارد، وارد تمامًا، وارد جدًا كمان".
 
في كل ألعاب القوى يحاول اللاعبون الإسرائيليون أن يُظهروا أنهم دعاة سلام وأن العرب "دعاة إرهاب"، هل ترى أن هناك من يوجه اللاعب الإسرائيلي لفعل هذه الحركة؟
اللاعب الإسرائيلي دائمًا عنده هدف مثل السياسة الإسرائيلية، وهو إبراز إسرائيل والإسرائيليين باعتبارهم أشخاص متحضرة وديمقراطيين، وأنه شخص يلتزم بالقوانين.

فمثلًا لو في دورة أوليمبية أو في كأس العالم لو المنتخب دخل كأس العالم وكان فيه إسرائيل، فهناك قواعد لهذا الموضوع، "الحل إيه؟"، إن لم تلتزم بهذه القواعد "متروحش"، إذا شاركت في اللعبة يجب عليك الالتزام بالقواعد.

أمَّا إسلام الشهابي الذي خسر من اللاعب الإسرائيلي فلم يمد يده ليصافحه، "إنت عندك حاجة بتقولك لازم تسلم، إحنا مش بنهرج في الموضوع ده"، لذلك كان لا بد أن يُقال له اليوم ستلاعب لاعبًا إسرائيليًّا لذلك ستلتقيه بالطريفة "الفلانية"، وستلاعبه بالطريقة "الفلانية"، لا بد من توجهيه، ولأن لم يقل له أحد هذا الكلام، فأنت بذلك تكون قد حوَّلت الساحة الرياضية إلى ساحة سياسية والرأي العام العالمي لن يتفاهم مع هذا  الأمر.
 
 
هل معنى ذلك أن إسرائيل تكون "محددة" دورٌ معين للاعبها؟
"هو متربي عليه، هو طول الوقت اتربى عليه، فمثلًا أي إسرائيلي في محفل دولي سياسية أو اقتصاد هتلاقيه بيدور على العرب أو المصريين عشان يروح يسلم عليهم".
 
لو صح ما تقول بشأن التربية؛ فمعنى ذلك أن إسرائيل دولة لديها أخلاق؟
من وجهة نظره الأخلاق هي القانون الذي يطبقه، فهو يحاول أن "يدوس" على التاريخ، أنت تحدث الإسرائيلي عن التاريخ وهو يحدثك عن الجغرافيا، فالإسرائيليين "موتهم وسمهم" أن تُحدثهم في التاريخ، فهم دولة بلا تاريخ، لذلك يحاول تغييبه.
 
هل من الممكن أن نرى رئيس وزراء إسرائيلي في مصر قريبًا؟
"لازم هيحصل، ولكن متى الله أعلم، لأن مصر تعتبر الدولة التي تريد حل القضية الفلسطينية وبالتالي فلا يمكن أن تعقد مفاوضات وتريد حل للقضية الفلسطينية "وأنت مبتتكلمش مع الإسرائيليين".
 
في النهاية؛ هل ممكن أن نرى رئيس مصري..؟
قبل أن أستكمل السؤال قاطعني الدكتور وقال "لأ مستحيل"، مستحيل سيحدث حاليًا، إلا إذا تحقق المستحيل الذي نتحدث عنه مثل المبادرة العربية، ودولة فلسطينية، "مفيش مشكلة بل إن ده اللي بتقوله المبادرة العربية تطبيع كامل قصاده سلام كامل وقصاده دولة فلسطينية، نيجي ونروح عندكم بس أخد دولة فلسطينية بشروط الفلسطينيين عايزينها".
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز