عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

محي إسماعيل: قُبْلتي لسعاد حسني جعلتني أبكي.. وتجسيد "القذافي" حلمي الكبير

محي إسماعيل: قُبْلتي لسعاد حسني جعلتني أبكي.. وتجسيد "القذافي" حلمي الكبير
محي إسماعيل: قُبْلتي لسعاد حسني جعلتني أبكي.. وتجسيد "القذافي" حلمي الكبير

حوار - بدور موسي

عند سؤالنا له من تكون؟ أجاب "أنا ملك السيكو دراما"، ولد في الثامن من نوفمبر سنة 1946م في مدينة كفر الدوار التابعة لمحافظة البحيرة لعائلة تنتمي في الأصل لمدينة الباجور بمحافظة المنوفية، وأب كان أحد كبار رجال التربية والتعليم بالمحافظة ويحمل شهادة العالمية في التدريس، ليقرر في سن السابعة عشر السفر وحده لمدينة القاهرة للعيش بها ودراسة الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، ومن ثم يقرر الإلتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية لدراسة الفن الذي وجد فيه شغفه وعشقه، عاني كثيراً في بداية مشواره فسكن لمدة 8 سنوات أسفل سلم أحد المنازل القديمة بالجيزة، أشتهر بتجسيد الأدوار المركبة حتي لقب ب"ممثل الأدوار الصعبة، قدم أول أدواره السينمائية عام 1968م في فيلم "بئر الحرمان"، لكن ظهوره بدور طالب جامعي معقد نفسياً في فيلم "خلي بالك من زوزو" كان بمثابة نقلة حقيقية له ليلفت من خلاله نظر النقاد والمخرجين فيرشحه بعدها المخرج "حسام الدين مصطفي" لدور شاب مصاب بالصرع في فيلم "الأخوة الأعداء" ليجيد أداء الدور إلي حد جعل الرئيس الراحل أنور السادات يسأله عند لقائه به قائلا:"انته عندك صرع فعلاً؟"..إنه الفنان العبقري محي إسماعيل والذي أجرت بوابة روزاليوسف معه هذا الحوار..



 
إبتعدت عن الساحة الفنية بعد مشاركتك في أخر عمل سينمائي وهو فيلم "حد سامع حاجه" منذ خمس سنوات..ما السبب؟
يمكن ان أذكر سبب مشاركتي بالعمل أولاً بعدها أروي لكي أسباب الإبتعاد، السبب وراء مشاركتي بالعمل هو معرفة الجيل الجديد في السينما ومعرفة كيف يفكر والإقتراب منه، وللأسف رغم حب الناس لفيلم "حد سامع حاجه" إلا إني غير راضي عنه لأنه فيلم "تافه" وليس له أي قيمة عند مقارنته بأعمال شاركت فيها كفيلم "بئر الحرمان" "الأخوة الأعداء" وغيرها، أما عن سبب الإبتعاد فأنا قررت أن أبتعد عن "سخافات" الوسط الفني وخلال تلك السنوات الماضية كتبت سيرتي الشخصية لأحد القنوات الكندية بإعتباري ملك "السيكو دراما" في السينما والدراما العربية، والسيكو دراما هي الدراما التي تصور العقد النفسية داخل النفس الانسانية بشكل تمثيلي هو أقرب للحقيقة.
 
هل لهذه القطيعة أن تنتهي؟
نعم ستنتهي قريباً عند بدء مشروع تمثيلي عن حياة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والذي إنتهيت من كتابة سيناريو الفيلم عنه منذ سنوات لكن للأسف الشديد لا أجد تمويل ضخم لهذا العمل خاصة بعد تدهور الأوضاع في ليبيا منذ سنوات ولازال الوضع متدهور والظروف الأمنية سيئة للغاية، ولكني كلي أمل أن يتم هذا المشروع يوما ما خاصة وأن شخصية القذافي تحمل بين طياتها العديد من الجوانب المثيرة للممثل بداخلي، فضلا عن التشابه بيننا في الشكل والحركات، وعشقي لتلك الشخصية منذ زمن فهو حلم كبير، وحزنت كثيراً علي إغتياله علي يد من يدعون الثورية.
 
شاركت التمثيل مع أبزر النجوم علي الساحة الفنية في فترة السبعينات وإلي الآن..أبرز الكواليس التي حدثت لك أثناء التمثيل؟
هناك العديد من الكواليس ولكن أبرزها كان مع الفنانة سعاد حسني في أول فيلم جمع بيننا وهو فيلم "بئر الحرمان" حيث كان من المفترض أن أقوم بتقبيلها في أحد المشاهد وهو ما كان "مستحيل" أن أفعله وأنا الشاب الريفي البسيط المواظب علي أداء صلواته وإبن أحد رموز التربية والتعليم المحافظين؛ ما جعلني أبلغ رفضي لمخرج الفيلم الأستاذ كمال الشيخ، فجلس بجانبي وتناقش معي في الأمر لمعرفة سبب رفض تقبيل جميلة جميلات السينما وقتها الفنانة سعاد حسني، فبكيت قائلا:"يستحيل أعمل كده مقدرش، خايف من ربنا"، فما كان من المخرج إلا أن يضحك عليَا قائلاً:"حد يطول يابني يبقي مكانك، دي سعاد حسني يا مغفل"، إستمريت في الرفض والبكاء إلي أن جائت سعاد حسني أمرت الجميع بالخروج من الغرفة إلا المصور وقمنا حينها بأداء المشهد.
 
كنت شاباً أثناء حقبة حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر والرئيس السادات فعاصرت تلك الحقبتين بما فيهما..ما رأيك السياسي في تلك الفترة من تاريخ مصر؟
لي رأي حاد في حقبة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فأنا أري أنها أسوأ حقبة زمنية مرت علي مصر ولها تأثير سئ للغاية نعاني من نتائجه حتي الآن، فتلك الحقبة كرثت لمنطق "جهل الدولة"؛ فيجلس أحد الضباط واضعاً "رجل علي رجل" ليناقش رئيس جامعة القاهرة مثلا في أمر ما فعندما يجيبه رئيس الجامعة تجده غير مهتم بإجابته وكأن هذا العالم لا قيمة له أمام سطوة الضابط، ما أريد أن أقوله أن تلك الحقبة محت كل جوانب الفكر وإتاحة الرأي والرأي الأخر فنحن جميعاً لا قيمة لنا أمام نفوذ رجال جمال عبد الناصر، أما حقبة الرئيس السادات فكانت أقل ديكتاتورية مقارنة بحقبة عبد الناصر وأكثر فهماً.
 
هل أداء الأدوار النفسية أثر علي شخصيتك أم أن سماتك الشخصية هي من أثرت علي أداءك لتلك الأدوار؟
أنا أعطي للشخصية ولا آخذ منها، فدراستي للفلسفة نمت لدي الفهم الكامل للجوانب النفسية للشخص، فالنفس البشرية مليئة بالتناقضات والمتاهات ليس لكل منا القدرة علي فهمها والغوص بداخلها إلا من كانت لديه الموهبة أولا ونماها بالعلم والدراسة لذلك أستمتع إلي الآن بالقراءة والإطلاع في علم النفس ولي كتاب سيصدر قريباً تحت عنوان "جراح النفوس"، فالنفس تحتاج لجراح يستطيع إستئصال أمراضها كالجسم عندما يصيبه المرض؛ لذلك أطلقو عليّا إسم "ملك السيكو دراما" ولذلك لم يستطع الرئيس الراحل أنور السادات تصديق أنني لست مصاباً بالصرع بعد أدائي لدور مريض بالصرع في فيلم "الأخوة الأعداء" فسألني قائلاً:"انته معندكش صرع فعلاً ؟" فطلبت منه شقة للسكن بها فأعطاني شقتي التي أقطن بها إلي الآن بمنطقة المهندسين.
 
ما رأيك في الوضع الحالي للسينما في مصر ؟
توجد العديد من التجارب الجيدة والوجوه السينمائية المميزة لا يمكن أن نغض الطرف عنهم لأنهم مميزون بالفعل، وحينما أقول ذلك لا أعني أن الجميع مميز فيوجد علي الساحة فقاعات هواء لا قيمة لهم ولا ينبغي أن أعلق عليهم، من أبرز المميزون علي الساحة كريم عبد العزيز مثلا و أحمد السقا ومنة شلبي وغيرهم، وينبغي علي الجيل القديم والذي أنتمي إليه أن نشارك هؤلاء بتجاربنا ونتعرف علي رؤيتهم وتفكيرهم دون أن ننصحهم لأن هذا الجيل يرفض النصيحة.
 
عندما تصف محي إسماعيل ماذا ستقول؟
أنا باحث وفليسوف وكاتب وفنان وإنسان مختلف لا يسعي للشهرة ولا تهمه، لذلك مبتعد تماماً عن أجواء الوسط الصاخبة وأهرب من الكاميرات ولا أحبها.
 
عاصرت أجمل نجمات الفن في مصر منذ الستينات..هل وقعت في غرام إحداهن؟
لم أغرم طوال عمري بأيٍ من نجمات الوسط الفني بما فيهن سعاد حسني فقصص الحب الستة التي حدثت طوال حياتي لم تكن إحداهن لواحدة من داخل الوسط الفني، فجمعني الحب بألمانية وساعدتها في دخول الإسلام فكانت أشبه بالملاك بعد إعتناقها له، وتركية وغيرهن من جنسيات أخري، إلا أنني قررت ألا أغرم بأيٍ من نجمات هذا الوسط.
 
أحببت تركية وألمانية ومصرية فمن التي تملك الأثر الأكبر في حياة محي إسماعيل؟
كلهن لهن تأثير في حياتي، فتعلمت من المرأة الذكاء والحب والعطاء والقوة وأصلحت ما بداخلي من عقد الرجل الشرقي التي نورثها مع الميلاد، ولكن زوجتي المصرية كانت سيدة رائعة عشت معها 10 سنوات قبل أن تتوفي منذ سنتين وهي لها الأثر الأكبر داخلي.
 
ما رأيك في الوضع السياسي الحالي لمصر؟
الحكومات جميعها ليس لها رؤية فنحن نغير أشخاص مع علمنا أن المشكلة الحقيقية تكمن في أسلوب الإدارة نفسه، مصر يمكن لها أن تنهض عندما تقرر النهوض بشكل حقيقي وليس مجرد كلام يقال في المناسبات العامة، يمكنا الأخذ بالتجربة الإماراتيه حينما قام الشيخ زايد رحمة الله عليه بالإستعانة بحكومة أجنبية لوضع خطة لبناء الإمارات بشكلها الحالي كذلك تجربة مهاتير محمد وغيرها من التجارب المهم أن ننوي فعلاً النهوض.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز