بسمه المصري تكتب: عفِة عفىٓ عنها الزمن

 عندما كنت في سن صغيرة كانت أمي أطال الله عمرها، تردد على نفس القصة.

"كان هناك مزارع يعمل بكدِ و يزرع ما لذ وطاب من الخضر والفاكهة وحين يحين قطافها يقطف منها ويحتفظ بما جمعه مغطى حتى يأتي أولاده ليأكلونه، عكس جاره كان رجل مهمل ولا يغطي طعامه ويتركه يعف عليه الذباب فيمرض أولاده وأهل بيته”.

 ثم تستطرد هكذا هم الإناث من صانت نفسها غلى ثمنها وعلت قيمتها عكس من تترك لحمها مكشوفاً يعف عليه الذباب وهم من أسوأ البشر.

 أرى أن هذه القصه قد ولى زمانها وأنقرض مع أبطالها. فاليوم تغطي الفتاة نفسها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها وترتدي ملابس فضفاضة ومع ذلك لا تسلم من التحرش سواء كان بالألفاظ البذيئة أو بالمسات القذرة. فهنا يحدث عكس القصة تماماً.

يعف الذباب على كل من المغطى والمكشوف على حدِ سواء بل يكشف المغطى إن أراد دون كاشف أو رادع. يستمتع الشباب بإطلاق غرائزهم الحيوانية تقودهم كالحيوانات دون ذرة تفكير مما جعلهم يتخلصون من الصفة الوحيدة التي ميز الله بها الأنسان عن سائر المخلوقات. فيسيئون إلى أي أنثى بشكل عام.

 طفلة، شابة، حامل، عجوز، طليقة الشعر، محجبة، مختمرة، منتقبة كل في نظرهم سواء طالما كانت أنثى.

 لا أريد سماع من يقول الأنثى هي السبب. في القرن الماضي كانت المرأة تلبس وتتزين دون أن تتعرض لأي من أشباه الرجال كما يحدث في وقتنا الحالي. حتى الآن تلبس المرأة في أوروبا والدول المتقدمة ما يحلو لها دون أن تتأذى بأي شكل من الأشكال. لا أتحدث عن الحلال والحرام بل أتحدث عن قيم أخلاقية، صٌنفت كأساطير الخيال العلمي في هذا الزمن.

 ولكن مهلاً، ماذا تنتظر منِ مٓن تربون على أفلام السبكي وأشباهه، ماذا ننتظر من ذكور مفهومهم عن الرجولة هو الفرق البيولوچي فقط!!

 أعتقد أن من لم يستطع الإرتقاء بنفسة لمنزلة إنسان ولا يستطيع التحكم في تلك الغرائز الحيوانية، يجب أن يعامل معاملة الحيوانات. يجب أن يرتدي لجام العفة، وهو عبارة عن رقعتين من الجلد تتشابهان مع لجام الحمير إلى حدٍ كبير يترديهما على جوانب عينيه حتى لا يرى أي شئ يثير غرائزه حتى يتعافى ويرتقى إلى المنزلة التى أعزه الله بها. حفظنا الله وإياكم.