عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا ابو الوفا تكتب : باسنجرز .... يا له من فيلم

دينا ابو الوفا تكتب : باسنجرز .... يا له من فيلم
دينا ابو الوفا تكتب : باسنجرز .... يا له من فيلم

اصطحبت اولادى الْيَوْمَ الى السينما ، لمشاهدة فيلم " باسنجرز"



و عاد اختيار هذا الفيلم بالتحديد اليهم لانى و بطبعي لا افرض رأيي على اولادى و اترك لهم الاختيار فى أمور عدة ليتعلموا تحمل مسئولية قراراتهم وما يتبعها من نتائج ...

و بالرغم من انى كنت شبه متيقنه ان الفيلم لن يحوز على إعجابهم و عرضت عليهم الأسباب وراء مخاوفى الا انهم اصروا عليه فرضخت لرغبتهم و ذهبنا .....

دارت احداث الفيلم حول شخصين من بين آلاف الأشخاص ، الذين قرروا ان يركبوا على متن سفينة فضائيه و يدخلوا جميعاً فى حالة سبات لمدة مائة و عشرون عاماً حتى يصلوا الى كوكب بعيد ليبدأوا حياة جديده عليه ....

و لكن " أتت الرياح بِما لا تشتهى السفن" فارتطمت السفينه بنيزك ، مما أدى الى خلل فى أجهزة التحكم بها ، ترتب عليه استيقاظ البطل " جيم" قبل أوانه بتسعين عاماً ليجد نفسه وحيداً على متن السفينه ...

ظل هكذا طيلة عام كامل لا يشاركه الأيام الثقيلة سوى إنسان آلى ، الى ان قرر ان يوقظ "أورورا" الكاتبه التى أعجبته كتاباتها لتؤنس وحدته القاتلة

 و توالت الأحداث فاكتشفت اورورا انه ايقظها عمداً و مع ذلك اظطررا للعمل سوياً لإنقاذ السفينه من نهاية محتومه بسبب خلل الأجهزة ....

و حين واجها فرصة ان يعود احدهما الى حالة السبات من جديد ، رفضا الاثنان ان ينفصلا و ظلا سوياً حتى النهايه .....

و مع انتهاء الفيلم ، ادركت كم كانت تكهناتى عن الفيلم خاطئة ، فكنت على يقين انى لن استمتع و انه سيكون مثله مثل الكثير من الافلام الخيالية التى تخلو من الدروس و الرسائل و القيم

 و حدث العكس ، فقد خرجت و انا بالكاد الاحق على تدوين الرسائل على هاتفى ، كى لا أنسى اى منها

 

اولا .... رأيت ان سفينة الفضاء ليست الا الحياة التى نعيش فيها ، فيختار معظمنا ان يعيشها كالأموات فى حالة سبات ، لا رسالة لهم ، لا قيمة لهم ، لا بصمة لهم ، لا يتركون خلفهم إرث يذكر الاجيال القادمة بهم

 يظل أغلبنا يسعى خلف الوهم و الخيال و يتمنوا و يحلموا بحياة مختلفه غير تلك التى يعيشوها ، دون ان يفعلوا شيئاً إيجابيا لأحداث ذلك التغيير

 لماذا نحدث أنفسنا مراراً و تكراراً ان الحل لحياتنا العابسه ان نعيش فى " كوكب تانى"

أليس من الاسهل و الأعقل ان نصحو من غفلتنا ، ان نغير كوكبنا ليصبح اكثر ملاءمة لاحلامنا و أمنياتنا ...... سؤال وجيه يستحق التفكر

 

ثانياً ..... قد تضطرك الاقدار الى ان تفيق من غفلتك و تصحو من أحلام اليقظه و ذلك البيات الشتوى الذى ارتضيته لنفسك ، لتواجه حقيقة الحياة من حولك ، فتجد نفسك مجبراً على التعامل معها

 قد يملأك فى البداية ، الضيق و الضجر و الغضب ، ظناً منك ان كل خططك التى رسمتها قد انهارت و لكنك تدرك مع الوقت ان التحديات و الصعاب و العقبات و المغامرات التى تمر بها هى ما تمنح الحياة حياة !!!

 

ثالثاً..... فى كثير من الأحيان ، قد لا يقتصر دورك فى الكون ان تسعى الى تغيير حياتك فقط ، بل

 قد يكون مقدراً لك ان تلعب دوراً محورياً فى حياة الآخرين فتغير مسارهم و تعيد الأشياء الى نصابها الصحيح ، فلا تتنصل من تلك المهمة التى اسندتها إليك الاقدار

 

رابعاً ...... يتمنى البعض منا ان يعيش بعزلة عمن حوله و يفضّل الوحده و انى والله لأراه قرار من وحى الجنون

 و لو انه كان لنا ما نتمنى ، لقتلنا الشعور بالوحده و بحثنا عمن يشاركنا لحظات الحياة قبل ان نجن

 و ربما تستدرجنا الوحده للتصرف بهمجية و انانية فنظلم من نظلم و نجرح من نجرح تماما كما فعل " جيم" حين قرر مصير " اورورا" و ايقظها من نومها و غير مسار حياتها كيفما أراد

 

خامساً ..... الحب هو احد اهم الاشياء التى تعطى للحياة معنى و قيمة ، فما ان احبا بعضهما البعض ، حتى كان قرار المكوث معاً و خوض الحياة للنهايه سهلا و لم يكترثا للعودة الى السبات

 فقد وجدا فى بعضهما البعض الأمل و الحلم المنشود

 

أخيراً و ليس آخراً ...... حين قال جيم للإنسان الألى انه استيقظ بسبب خلل فى النظام ، اجابه الانسان الآلى فى ثقة متناهية ، انه من المستحيل ان يحدث خلل فى النظام تحت اى ظرف

 و اعتقد ان النظام المقصود هنا , هو نظام الكون ، النظام الذى وضعه الله عز و جل ، فلله وحده الكمال و انه والله لا يحدث شىء فى الدنيا هباءاً

 فقد قدر لجيم ان يصحو من غفلته ليكون سبباً فى إنقاذ الآلاف غيره على متن تلك السفينه

 فكان جزءاً من خطة العلى القدير ، فالنظام لا يختل

يا له من فيلم

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز