رضوى على تكتب : انت جوجل ؟!
لدى كل شخص منا ،يوجد شخص آخر يمثل له ( الاوضه المغلقه ، صندوق الحكايات ، بئر الاسرار ،الصندوق الاسود ، شريك الجنان والجريمه ،رفيق ايام الكحرته)
والمسميات عديده لا حصر لها ، اهم ما يميز هذا الشخص انك تتحدث معه بلا اغطية او ستائر او حتى فلتره ، تقول ما بداخلك كما هو "بدون مونتاج" ،ويسمع منك بدون لوم او نظرة قِلة او سخرية .
والحقيقه ان جزء كبير من توازننا النفسى او عمقنا الروحى يكمن فى وجود تلك الشخصيات فى حياتنا ، الشخصيه التى دائما نظل متعجبين بعبارات كثيرة
انا ازاى بقولك الكلام ده ؟
ازاى معاك بحس بالراحه والكلام بيخرج منى لوحده كده ؟
انا ازاى لو مخنوقه اول ما بشوفك بعيط زى الحنفيه اللى اتفتحت ؟
لما بحتاج حاجه اول ما بفكر بيبقي انتى . انت جوجل ؟
والغريب والمريح فى نفس الوقت ، ان هذه الشخصيه تتجاوب مع مشاعرنا وكانها مشاعرهم الخاصه "خارجه منهم " ، يعنى لو ذهبت له لتبكى يُخرج لك منديلاً او يعطيك جزء من ثيابه لتمسح دموعك وانفك بلااا اى غضاضة .
والغريب بشكل اكبر ، ان احيانا يكون هذا الشخص ليس بوليد المواقف والايام ،ليس رفيق سنوات أقصد ، ولكن شيئا ما جعلك ترتاح اليه مع اول كلمه او حوار دار بينكم ، وف نفس اللحظه خرج منه هو الاخر نفس سهم الارتياح .
والجميل فى تلك العلاقة ، انه اذا صار مع احدكم شيئا او خبرا جديدا ، لا يرغب او يجرؤ احدكم على البوح به للأهل انفسهم قبل ان يخبر به هذا الشخص فى البداية وكأنه مشروعُ يقص شريطه قبل ان يدخله الباقيين ، فاذا كان الخبر محزن لا تشعر بحقيقة وعمق حزنه وترتاح الا حينما تخبره و يربت على يديك وينظر لك بحنان " حاسك وسامعك" ، وان كان خبرُ مفرح لا تشعر بالسعاده حقاَ الا حينما تخبره ويهلل معك " ايوة بقى ، برافووو ، واثق انك كنت هتعملها " ، فحينها تشعر انك عبرت المانش بتلك الكلمات البسيطه ، التى صدرت من اقرب المقربين لروحك ..
اذا كان لديك هذا المقرب ، فأفعل دائما ما يجعلك تحافظ عليه ،لان حفاظك عليه هو بمثابة حفاظا على توازنك الداخلى وسلام روحك .