عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا ابو الوفا تكتب : المسار الصحيح

دينا ابو الوفا تكتب : المسار الصحيح
دينا ابو الوفا تكتب : المسار الصحيح

عارفين ......
إن من معطيات هذه الحياة الفانية ، التى نتقاسمها بدلاً من أن نتشاركها جميعاً على الأرض ، أنه ليس بيننا من يخلو من العيوب  .... 
 
هذا أمر طبيعى، بديهى و مقبول ، فقد خلقنا جميعاً بشر ولم نخلق ملائكة ، فالملائكة فقط هم المعصومون من العيوب ...
 
و هنا يطرأ فى الأذهان سؤال وجيه يستحق الإجابه ، إذا سلمنا بتلك الحقيقه ، ألا و هى أن بِنَا عيوب ، فماذا نحن فاعلون !؟ ...
 
هل نجلس و نسترخى ونتقبل أنفسنا كما نحن و نرتاح لفكرة اننا جميعاً معيوبون ، أم نجتهد فى تغيير أنفسنا قدر المستطاع  !؟ 
 
الإجابة الصحيحه هنا التى لا جدال فيها ، هو أننا و بالرغم من أننا بشر الا انه من الضروري العمل على الوصول  قدر المستطاع الى الكمال.
 
لماذا !؟ مرة أخرى لأنه و ببساطه جزء من إختبار الله لنا فى الحياة الدنيا، و الدليل على ذلك أن الله سبحانه و تعالى لو أراد لنا الكمال لخلقنا كذلك وانتهى الامر 
 
لكنه أراد أن يشهد ماذا نحن بأنفسنا فاعلون !!؟
 
و حتى ننجح فى إجتياز ذلك الاختبار الدنيوي ، علينا بالخطوات الآتية 
 
أولاً و قبل كل شىء ، علينا بالاعتراف بأن فينا من العيوب ما يستلزم التغيير، فالاعتراف بأى مشكله هو نصف الحل ....
 
ثانياً ، علينا أن نتقبلها قبل أن نسارع بثقه متناهية ، فى توجيه صوابع الاتهام لمن يحيطون بنا ، ظناً منا أننا فوق مستوى الشبهات.
 
فإننا لو أدركناها مبكراً ، لما أضعنا وقتاً ثميناً فى إنتقاد من حولنا و الاستهزاء بهم والانشغال فى كيفية إصلاحهم، بدلاً من الاستفادة بالوقت فى إصلاح التالف فينا و العمل على تحسين أنفسنا.
 
تماماً كمن "يلقى بالحجارة على غيره و بيته من زجاج" 
 
ثالثاً ، وأعتبره أنا مفتاح النجاح الأساسي فى التغيير ، هو رغبتنا الصادقه الملحه فى التغيير
 
فبدون الرغبة فى شىء ، لا نسعى له بقلب متحمس و روح مقاتله
 
رابعاً، اذا ما تعددت العيوب ، علينا ان نعمل على إصلاح كل عيب على حدى ، 
 
كل فى آن محدد ، فالانشغال بهم كتلة واحدة فى آن واحد ، سيفقدنا التركيز ، ويهدر الكثير مِن طاقتنا ، بلا فائده ، بلا عائد ، بلا نتيجه. 
 
علينا بترتيب تلك القائمة من العيوب ، بناءاً على ارتباطهم بتعاليم الدين و خطورتهم ومقدار تأثيرهم السلبى على من حولنا .... 
 
علينا أن نبدأ دائماً بِمَا يتنافى مع أسس الدين ، فتلك أخطرهم فمن منا يريد ان ينتهى العمر و ترفع صحفه و هو على معصية ...
 
علينا التقرب الى الله ، ففى الحديث القدسى وعد صريح "إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة" 
 
والتقرب ممن هم قريبون آلى الله،وممن يتحلون حولنا بالصفات الحميده ، فعادة ما نجدهم ينشرون عدوى الأخلاق و الصفات الحميده 
 
يجب أن نبتعد ونهجر صديق السوء الذى يشجعنا و يوجهنا الى معصية "فالمرأ على دين خليله" ....
 
تأتى بعد ذلك ، العيوب البسيطه فى الشخصية و الإقلاع عنها يكون بالتمرين المستمر و المواظبة ، فلا يأتى التغيير فجأة أو يحدث بين ليلة و ضحاها 
 
من الضروري ان نتحلى بالصبر و النفس الطويل
 
فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوه
 
 ونختار لأنفسنا قدوه و مثل أعلى نحتذى به و نجعل منه مؤشراً لنا، نقيس عليه تطورنا   
 
خامساً و أخيراً و ليس آخراً ، قد يكون الوصول الى القمة صعباً، لكن البقاء على القمة أصعب بكثير 
 
فعلينا دائماً بمراقبة أنفسنا عن كثب ، لضمان وجودنا على المسار الصحيح
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز