عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

وزير الخارجية ونائب رئيس وزراء اليمن في ندوة بوابة روزاليوسف":.. تم تحرير80% من المناطق باليمن..لكن"باب المندب" يبقي في مربع الخطر

وزير الخارجية ونائب رئيس وزراء اليمن في ندوة بوابة روزاليوسف":.. تم تحرير80% من المناطق باليمن..لكن"باب المندب" يبقي في مربع الخطر
وزير الخارجية ونائب رئيس وزراء اليمن في ندوة بوابة روزاليوسف":.. تم تحرير80% من المناطق باليمن..لكن"باب المندب" يبقي في مربع الخطر

أدار الندوة: عبد الجواد أبوكب



كتبها : مصطفى سيف
شارك فيها: أحمد قنديل- محمد عمران- ندى علي- محمود ذكي- نرمين فتحي
تصوير: شريف هشام- سيد محمود- نورا منصور


-     المنظمات الأممية عادت للعمل من عدن.. وقوات الحكومة الآن على أبواب صنعاء
-        موقف مصر تجاه اليمن "مُشرِّف"..والبحرية المصرية ضلع أساسي في تأمين البحر الأحمر
-        خطة كيري هدفت لشرعنة الانقلاب..وآداء ترامب ليس في الحسبان لأن الداخل أهم
-        عبد الله صالح كان يخشي أمريكا فقط.. وهو الآن خارج التاريخ
-        هدف المشروع الإيراني الأمريكي استبدال الدولة الوطنية بالطوائف والجيوش بالميليشيات
 

 
هو واحد من الأرقام الصعبة في المعادلة اليمنية، وأكثر من يحملون مفاتيح خزائنها، وهو الرجل الذي يلعب دور ضابط الاتصال مع قوي العالم فيما يتعلق بقضايا المنطقة الأكثر سخونة وأهمية في وطننا العربي.


هو وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء اليمني، عبد الملك المخلافي، الذي حل ضيفا علي ندوة "بوابة روزاليوسف" خلال زيارته الأخيرة لمصر، في جلسة مكاشفة وصراحة تطرق خلالها إلي حقيقية الأوضاع في اليمن، والمساحات التي حررتها  قوات الحكومة الشرعية والتحالف العربي، وما يسيطر علية رجال الحوثي.


وتطرق"المخلافي" إلي الدور الايراني ومحاولات السيطرة علي مضيق باب المندب،وموقف مصردوليا تجاه القضية اليمنية، وغيرها من النقاط الهامة... وإلى تفاصيل الندوة:
 
 
سيادة الوزير؛ نرحب بكَ أولًا في بلدك الثانيي مصر، ونريد منك أن تضعنا أمام الصورة الحقيقية في اليمن؟
دعنا نرجع إلى عام 2011 حين قامت الثورة اليمنية ضد علي عبد الله صالح، الذي كان قد أصبح مثل كل حاكم فرد طال به المقام في السلطة، وظنَّ أنه لم يعد في الحياة غيره، وأن البلد ملك له ولأسرته، خاصة وأنه حاول طوال سنوات حكمه من تعزيز الطابع القبلي وأن يصبح هو الغالب على اليمن فتمكَّن "صالح" فأدى ذلك إلى أن صارت مؤسسات الجيش والدولة ضعيفة وتم تحويل الجيش أو الجزء الأكبر منه إلى جيش قبلي.


وكأي حاكمٍ أيضًا في بلد عربي لم يكن يخشى من التغيير إلا التغيير الذي يحدث في أمريكا؛ فأصبح التعامل معها كما يتعامل المؤمن مع ربه، ولكن طالما أن أمريكا ليست غاضبة منهم فكل شيء بخير.


إلى هذا كانت الأوضاع على صفيح ساخن في اليمن؛ خاصة مع إندلاع الثورات في بعض الدول العربية، فوجئ علي عبد الله صالح بالثورات الشعبية التي حدثت، وكانت خارج توقعاته تمامًا؛ وظنَّ أنها عاصفة ستمر مرور الكرام ويعود مرة أخرى إلى السلطة، لذلك تحالف مع الحوثيين، حيث إنه حاول أن يجعلهم يقومون بالأعمال القذرة ضد الشعب اليمني ثم يقوم هو بجمع النتائج في النهاية.


إلا أنَّ الشعب اليمني قاوم وجاء التحالف العربي وأفسد هذه الخطة، حيث إننا كنا في مرحلة انتقالية، تمت بصورة ايجابية، وشارك الحوثيون وجماعة صالح في الحوار الوطني إلا أنَّهم انقلبوا على مخرجاته، وهو ما دفع الأمم المتحدة لإصدار قرار 2216 الذي أدان الانقلاب وأكد دعمه للشرعية، وطالب الانقلابيين بتسليم السلاح المنهوب من الدولة.


الحرب الآن أتمَّت سنة وثمان أشهر؛ المناطق المحررة تشكل حوالي 80% من المناطق التي كان يسيطر عليها الإنقلابيين، بدءًا من الجنوب الذي يشكل ثلثي المساحة، ثم مآرب، والجوف، والجزء الأكبر من تعز عدا محيط مدينة تعز فهو محاصر.


تحررت أيضًا أجزاء من صنعاء؛ وقوات الحكومة الآن على أبواب صنعاء حوالي 30 كيلو بعيدًا عن العاصمة، ونستطيع ضرب العاصمة لكن لا يوجد قرار لذلك لأسباب كثيرة، أهمها أننا لا نريد حدوث أي مشاكل جديدة.
في فترة اجتياح الانقلابيين لعدد من المناطق كانت قد دُمرت المدارس والمؤسسات وأقسام الشرطة والأمن والجيش في عدن، وانتشرت الجماعات الإرهابية بإيعاز من علي عبد الله صالح؛ لكن الآن لم يعد وجود للجماعات الإرهابية في أي منطقة وجود معلن، حتى الخلايا النائمة تظهر بين وقتٍ وآخر مثل أي بلد، محافظة المهرة آمنة 100%، حضر موت وشبوة وعدن وأبيان كذلك، لحج والضالع وأجزاء كبيرة من تعز، ومآرب والجوف، كلهم آمنين بشكل تام، وعبدالله صالح أصبح فعليا خارج التاريخ.


والحكومة الشرعية والرئيس يتواجدان الآن في عدن، ويعملون من هناك ويزورون بقية المناطق، جزء من الحكومة أيضًا يوجد في مآرب، وتبعد 100 كيلو عن العاصمة صنعاء، هذه المناطق التي تحت سيطرة الحكومة هي مناطق النفط والغاز، المنظمات الأممية عادت للعمل من عدن.
 
هل هناك خطورة على باب المندب؟
إيران تحاول من خلال الحوثيين أن تسيطر على باب المندب، التحالف العربي بما فيها مصر موجدون في باب المندب الآن، لكن الحوثيين لازالوا يسيطرون على بعض المناطق القريبة من "المخا" -والمخا إحدى محافظات مدينة تعز القريبة من باب المندب، ويوجهونالصواريخ وغيرها إلى منطقة باب المندب.


يوجد حاليًا خطة لتحرير هذه المنطقة؛ وبالتأكيد وجود التحالف العربي وتحرير عدن، وأجزاء من تعز أعاق السيطرة على باب المندب، وقوات التحالف العربي ومن بينها البحرية المصرية التي تلعب دورا مهما في تأمين البحر الأحمر والمضيق، مع قوات الحكومة موجودة الآن في الجزر المحيطة بباب المندب، بما فيها جزيرة ميون التي تعد بوابة إيران لباب المندب.


الخطر حول باب المندب لم يزول بعد؛ لأن السلاح ما زال يُهرب من إيران إلى الحوثيين، وخاصة أن اليمن أكثر من 2500 كيلو متر شواطئ،  تقع على البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي، وخليج عدن.
 
هل الحوثيين يسيطرون على سواحل من شواطئ اليمن؟
يسيطرون فقط على الساحل الغربي للبحر الأحمر من مدينة الحُدَيِّدَة، أمَّا من المهرة مرورًا بحضر موت وشبوة وعدن ثم لحج ثم باب المندب إلى المخا كل ذلك يقع تحت سيطرة الحكومة، لكن هم الآن يسيطرون على المنطقة التي توجد بالبحر الأحمر ويجري التهريب منها.
 
 
كيف تجاوبتم مع مبعوثي الأمم المتحدة؟
الحكومة اليمنية لا تطلب إلا السلام، ولا نطلب الحرب إلا إذا كان في حالة الدفاع عن النفس؛ والحكومة اليمنية تجاوبت مع كل المبعوثين الذي بعثتهم إلى اليمن فقد ذهبنا إلى جنيف، ثم إلى بيل بسويسرا، وإلى الكويت.
نستطيع أن نقول خلاصة أننا وافقنا على كل ما طُرح من مقترحات، والحوثيون رفضوا كل ما طُرح، إلا أن خطة كيري كانت مفاجئة لنا؛ حيث إنها كانت خطة تمثل التوجه الأمريكي لشرعنة الإنقلاب، وتعطي للحوثيين امتيازات لا يجب إعطاءها لهم.
هذه الخطة كانت تمنحهم كل شيء: الرئيس ونائب الرئيس والحكومة، مع إلزامهم بانسحاب شكلي من العاصمة صنعاء دون بقية المحافظات، على الرغم من عدم ممانعتنا لمشاركتهم في الحكومة، إلا أنَّ ذلك جعلنا نرفض هذه الخطة.
 
هل تأمل الحكومة اليمنية في أن تتغير القضية برمتها مع دخول ترامب البيت الأبيض؟
الفكرة ليست في أن القضية ستتغير أم لا؛ ولكننا نعوِّل على أنفسنا أولًا، ثم نعوِّل على شعبنا الرافض لأي مشاريع طائفية، فنحن لدينا مشكلة الآن في الوطن العربي كله، حيث يجري استبدال الدولة الوطنية بالطوائف، والجيوش بالميليشيات، هذا هو هدف المشروع الإيراني الأمريكي وهو خدمة للكيان الصهيوني.
نحن نقول منطقة عربية واحدة مع اختلاف العرقيات والجنسيات والأديان وما إلى ذلك؛ ولكنهم يقولون عنه شرق أوسطي يوجد فيه سنة وشيعة ودروز ومسيحين ويهود، فبما أنها تحولت إلى ذلك سيصبح الكيان الصهيوني طبيعي وجوده داخل منطقتنا، ولهذا فإننا نقول إن إدارة أمريكية جديدة ربما تُحدِث تغييرًا في السياسة تجاه إيران.
 
كيف تلقت الحكومة اليمنية التقارير التي تحدثت عن زيارة سرية لعلي عبد الله صالح في القاهرة؟
تلقيَّنا هذه التقارير بالسخرية والاستهجان؛ السخرية لأن علي عبد الله صالح لا يستطيع أن يغادر مخبأه في صنعاء فكيف سيجئ إلى مصر، أمَّا الاستهجان فوجدنا أن ذلك جزء من الحملة للتشكيك في دور مصر.
هناك من يريد القول إن مصر لا تعمل بإخلاص في التحالف العربي، وأن علاقتها مع دول الخليج والسعودية في اليمن ليست إيجابية، ولكننحن لا يوجد لدينا أي شك في الموقف المصري تجاه اليمن والشرعية فيها.
مصر وقفت مع اليمن ولا زالت بشكل إيجابي وهي تؤكد كل يوم دعمها للشرعية وأقول وأكرر موقف مصر في مجلس الأمن فيما يتصل بالشرعية في اليمن هو الموقف الذي نعول عليه باستمرار ولولا الموقف المصري في مجلس الأمن في هذه السنة الصعبة بالنسبة لليمن ربما كانت الأمور ستصبح أصعب بكثير، ومن ثم فإن الحديث عن مجئ عبد الله صالح لمصر هو محاولة للحديث عن أن مصر لها سياسة معلنة وغير معلنة وهذا أمر لا نقبله ونحن نثق بالموقف المصري ثقة تامة.
 
هل هناك مساومات مؤخرًا مع علي عبد الله صالح عن طريق أطراف عربية؟
علي عبد الله صالح يناور، ويحاول أن يشق التحالف ويروَّج هو عن نفسه الأخبار ولكننا نعتقد أنه بالنسبة لكل دول التحالف العربي لم يعد شخص مرغوب فيه.
 
هل يحاول الدفع بابنه؟
أعتقد أن علي عبد الله صالح وعائلته أصبحوا من الماضي وحاولوا جاهدين على إعاقة المستقبل، حيث أُعطيت لهم أكثر من فرصة، حين منحته المبادرة الخليجية وعائلته حصانة ولم تحرمهم من مزاولة العمل السياسي لكنه انقلب عليها وتحالف مع الحوثيين، ومن ثم فإنه لا يوجد لديه فرصة أخرى إلا إذا كان سيوافق على الخروج هو وعائلته إلى منفى واعتزال الحياة السياسية، فهذا موضوع آخر يمكن حينها أن نفكر بها.
 
هل الطابع القبلي الحالي في اليمن يحول دون بناء مؤسسات دولة قوية؟
هذا الوضع أعاق بناء الدولة لفترات؛ ولكن دعني أقول إن القبيلة مثلها مثل غيرها، صارت قابلة للتطور والتمدن وأن تصبح جزء من الدولة لولا أنَّ عبد الله صالح طوال حكمه حاول أن يبقي القبيلة أداة لمنع قيام الدولة ليصبح هو المتحكم الوحيد؛ ويصبح هو الدولة؛ والدولة هو.


الأزمة الأخيرة بين مصر والسعودية هل تعتقد أنها ستؤثر على اليمن؟
أعتقد أنه سيتم تجاوزها؛ نحن لا نريد أن يكون هناك أزمة في هذا الجانب ليس من مصلحتنا في اليمن ولكن من مصلحتنا أن يستمر التحالف العربي الذي تُعَّد السعودية ومصر أركان أساسية فيه، وتستمر العلاقات المصرية السعودية في أفضل حال لأن هذا يخدم اليمن ويساعدنا على التخلص من الانقلابيين، ونحن في هذا الجانب سنكون مع كل ما يؤدي إلى منعأي توتر في علاقة مصر والسعودية.
 
 
هل هناك أدوار للرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد في دعم حل الأزمة اليمنية؟
كل اليمنيين الذين لديهم استعداد للقيام بدور في إطار التأكيد على الشرعية وعلى ما اتفق عليه اليمنيين من مرجعيات وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الأممية وخاصة 2216، مُرحَّب بدورهم وسيكون لهم دور خاصة من كانوا قيادات في الدولة اليمنية.
 
سلطنة عُمَّان؛ كيف ترى دورها في الأزمة اليمنية؟
سلطنة عمان؛ ليست جزء من التحالف العربي؛ ومع ذلك هي تلتزم بأمرين: الأمر الأول أنها تقول إنها تؤيد الشرعية، ولكن في نفس الوقت لها علاقات قوية مع الحوثيين ومع إيران، ونحن نحاول أن نستفيد مع علاقتها مع الشرعية وعلاقتها مع الطرف الآخر في مسألة التقارب للضغط على الانقلابيين، وهم يقولون إنهم سيقومون بذلك.
 
أين الإعلام مما يحدث في اليمن؟ وهل ترى أن الإعلام الحوثي "الجيد" إن جاز التعبير يلعب دورًا في خدمتهم؟ وكيف يخدم الإعلام الشرعي القضية اليمنية؟
طبعًا أنا لستُ مع القول بأن لديهم إعلام "جيد" لكن أقصد أن المسألة نسبية ما هو طبيعي عادة لا يُرى؛ لأن ما يُرى دائمًا غير الطبيعي، فوجودهم إعلاميًّا هي الحالة غير الطبيعية.
أمَّا فيما يتعلق بالإعلام الشرعي؛ فهناك جهود إعلامية كبيرة من الحكومة الشرعية ومن القوى السياسية اليمنية في تقديم الصورة بشكل إيجابي، وهناك أيضًا قصور نسبي في هذه المسألة نعترف به، إلا أننا نعتقد أنهخلال الفترة القادمة نحتاج إلى إيضاح صورة أكبر لأنه أحيانًا تُقدمَّ ما يحدث في اليمن على غير حقيقته.


فبعض وسائل الإعلام تصوِّر الحوثيين على أنهم هم المُعتدى عليهم، وأنهم قوى سلام، وليسوا هم المعتدين على الشعب اليمني، وهم ميليشيات إنقلابية وهم في النهاية غير مقبولين من غالبية الشعب، لذلك أعتقد أن توضيح الصورة مهم من قبل الجميع؛ إضافة إلى أن انتصار الحوثيين أو إيران في اليمن؛ لن يكون هزيمة لليمنيين فقط وهزيمة للتقدم في اليمن باعتبار أن هذه قوى رجعية متخلفة وتريد إرجاعنا إلى ألف عام إلى الوراء إلى عهد الإمام، ولكن هذا سيُعَّد هزيمة لكل العرب.
 
كيف ترى تنامي النفوذ الروسي مع إيران في المنطقة العربية وخصوصًا في سوريا وتأثير ذلك على مضيق باب المندب؟
إذا لم يكن هناك مشروع عربي واضح يدرك خطورة ما يحدث الآن من صراع نفوذ للقوى الدولية للسيطرة على المنطقة فستظل الخطورة قائمة، نحن الآن نواجه امبراطورية تريد أن يكون لها سيطرة على منطقتنا، وفي بعض الأحيان نكون مجرد متلقيين للهجمات التي تأتي، وشيئًا فشيئًا يضعف الدور العربي، فنحن بحاجة إلى دور تلعب فيه مصر دور القيادة من أجل أن يكون هناك مشروع عربي يحافظ على الأمن القومي العربي.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز