عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

جيهان جمال تكتب: أيامى مع روزا وتفاصيل أُخرى

جيهان جمال تكتب: أيامى مع روزا وتفاصيل أُخرى
جيهان جمال تكتب: أيامى مع روزا وتفاصيل أُخرى

قد ننشغل على مٓر الزمان بأشياء



كثيرة .. لكن أحياناً نُحب بين

الحين والحين أن نُشغل أنفسنا
بحلو الأوقات ، وبخاصة تِلْك التى
صارت مع الأيام أروع الذكريات ..

 فعلى صفحات العزيزة جداً على قلبى
من زمن بعيد"  روزاليوسف " كانت
هناك  محطة من الذكريات الغالية
بالنسبة لى .. فهى بِحق كانت مُتعتى
الأسبوعية وملاذى ... وبخاصة
مُنذ  بداية التسعينيات .. لم
أكُن أعلم وقتها أنى سأكون من ضمن
هذه الأقلام الجميلة والزائرة
لهذا المكان الذى أحببته بالفطرة
.. رُبما محبتى " لفاطمة اليوسف "
والتى هى السيدة روزاليوسف صاحبة
أعرق ، وأول مجلة مصرية .. وكان فى
هذا الزمن القديم سبق عظيم أن
تتملك مجلة  سيدة .. وبالذات حين
يكون بالمقام الأول مضمون هذه
المجلة بهذه الدسامة السياسية فى
ذاك الزمن القديم .. أو رُبما لأن
هذه السيدة كانت مثال بالنسبة لى
يحتذى به فى التحدى والصمود "
فٓروزاليوسف " قصة أمرأة عظيمة
وتراچيديا أعظم بكل المقاييس و
لنا عود للحديث عن ذلك وأليها بأذن
الله .. أو قد يكون هناك سبب
 ثالث  لأنها والدة الكاتب
 الكبير الذى كان ومازال يُبهرنى
 حين يغوص فى تفاصيل المشاعر
 والأحاسيس " احسان عبد القدوس "
 مثله كمثل المُبهر " نزار قبانى "
 أكيد كلها مجتمعة كانت أسبابى
 ..  إلى جانب أنه  فى الغالب
 رُبما قد يكون معظم ماسبقك أليه
 قلبك ووجد ضالته ومكانه فيه ..
 سيكون هو مكانك الحقيقي يوما ما
 ....

 والذى كان قد رتب له القدر فيما
 بعد .. دونما تدرى !

 ثم تفتح لك الأقدار ماكانت اعدته
 وانت لاتدرك !

 والعجيب أنه فى نفس ذات المجال
 الذى لاتجد نفسك إلا فيه .. فترحب
 بك أماكن .. وأماكن .. على سطور
 صفحات كلها من القلب وإلى القلب
 وكلها عزيزة وغالية  على النفس

 حكايتى مع روزا كانت " أسبوعية "

 فٓكُل يوم أحد من أيام الأسبوع كان
 يومى المفضل وموعدى لشراء روزا ..
 كنت أخصص هذا اليوم بالذات للذهاب
 مبكراً إلى حيث قبلة قلبى بيت أبى
 وأمى رحمة الله عليهما .. كنت ألجأ
 إلى الدار .. أشم الأن رائحة قهوة
 أُمى وهى تعدها لى فى فنجانى
 الأبيض الكبير إلى حدِ ما .. وأشعُر
 بصباحات قُبلات  .. وأحضان ..
 والدى .. وكٓأنها تصطحب السطور
 وتسابق كلماتى حنينا للذى كان ولن
 يعود  ..أجلس بينهم وحدنا دون
 أزعاج ثم أعود تصطحبنى رفيقة
 الروح ماجدة الرومى ..

 لنظل  " أنا وصوتها " وحدنا مرة
 أخرى .. ونعود بعدما ودعنا فرحة
 السلام على الحُضن والدار

 علاقتى الطبيعية والخاصة بهما
 جعلتنا لا نفترق على مٓر الليالى
 والأيام إلا حين جاء موعد الحق
 المكروه " الموت "  .. رحمة الله
 الواسعة على الجميع وألهمنا يالله
 جميعاً الصبر على وجع الفراق

  نعود لبداية  كُل عام الدراسي
 والمرتبط بخريف وشتاء الأيام .. إذ
 كان ومازال له مكانة خاصة فى ترتيب
 فوضى الأيام الصيفية التى لم أكُن
 أتحملها كثيرا ..

 ومثلما كان يوم الأحد هو موعدى مع
 روزا وانا أنتظر بائع الجرائد
 والمجلات .. حين أقف بسيارتى بعد
 عودتى من بيتنا لأجدنى بين صفوف
 العائدين من بورسعيد .. للحاق
 بالركوب لمعدية بورفؤاد أيام كانت
 المعدية بصفوفها المُتحابة ..
 المُحترمة .. لأتصفح فى هدوء روزا
 سريعاً .. وأعود معها ومع ماجدة
 الرومى

 لنلحق ثلاثتنا بموعد عودة أولادى
 وأخذهم من المدرسة .. فهذا غالباً
 كان اليوم الوحيد الذى أعود بهم
 فيه سائقهم السعيد من المدرسة ألى
 البيت .. أما باقى أيام الأسبوع
 فكان السائق السعيد العائد بهم من
 المدرسة هو والدهم فى الثانية
 والنصف ظهراً ..

 أمٓا رحلة الذهاب الباكرة اليومية
 كنت أنا سائقهم الوحيد والسعيد
 بهم أيضا

 كان "  خريف وشتاء " الخميس أو
 الجمعة

 هو المخصص للخروج بابنى ..
 وابنتى  .. أو خروجهم هم بمعنى
 أدق وفرارهم من ذاك المعسكر
 الجماعى الذى أفرضه عليهم فى كُل
 عام دراسى  .. وإن كان ابنى
 الأكبر كان ماهراً بالفكاك من هذا
 القيد الحريرى الذى كنت اعلم انه
 يخنقه بالرغم من نعومته وعدم
 قسوته  .. إلا أنه كان يريد
 ويتمنى كسائر الأولاد والصبية أن
 تكون  كُل أيامه " خميس " وكان هو
 فعلاً داخل المنزل وبقدرة قادر
 يحولها هو بنفسه فى تفنن أضاعة
 الوقت ألى " خميس " !

 فهو من هؤلاء الذين إن أردت
 أسعادهم وأخذهم فى صفك أطلقه من
 قفص حبك .. إلى أفاق التحليق
 بحُرية  .. أما غير ذلك فأنت "
 عدوهم "  وبخاصة فى هذا العُمر
 المُبكر من عُمرهم  وهذا هو
 الحال الذى سيظل دائما أبدا حال
 معظم الأولاد والذين لايدركون
 مصلحتهم سوى متأخرا

 ففى هذه الفترة من العُمر بالذات
 رُبما نكون كلنا أو معظمنا كأمهات
 فى الغُلب سواء .. فكلنا فى نظرهم
 نصبح  كمن يعد العُدة لخنقهم

 " كعشماوى الحنون "

 للقضاء على هذه الألعاب والحركات
 الفولاذية ..!

 فكنت أنا فى زمن قريب إلى قلبى
 دوماً .. بعيد بحسبة الليالى
 والأيام

 هذا  " العشماوي الحنون "

 كما هو وأنا متأكدين  .. وكان هو
 الضحية كما كان هو متأكد ..

 لكن الحمد لله فهو كان ومازال يعلم
 ويعترف أنى أكثر من أحببته وخفت
 عليه ..

  وهذا كان ومازال هو الفرض والواجب
 والطبيعى فأنا " أم "


 وهو أحقاقاً للحق ما أتعبنا فى
 تِلْك السنوات  سوى بالهروب
 المستميت من المذاكرة ..

 كنّا ومازلنا أصدقاء .. لكن غالباً
 ماكُنت أترك له هذا المُتسع من
 ممارسة سلطانه عليا .. وبمنتهى
 الرضا .. فرُبما ماكنت أجده معى

 " سي السيد عبد الجواد " الذى يأمر
 ويُنهى فى حياة "  أمينة " كيفما
 يحلو له .. وأنا كنت سعيدة بهذا
 والا أدرى ماسِر هذا الضعف مع هذا
 الرجُل بالذات ..

 أو رُبما بدافع أن يصير رجل قوى ،
 لأنه كان ومازال " ولد وحيد "

 المهم أن أبنى صار الحبيب الذى
 أحكم القيد وتحكم فى نبضات القلب
 إلى الأن بالمشاركة العادلة مع
 ابنتى الحبيبة..

  لا أنسى أبداً هذه الحيلة التى
 كان يمارسها وظلت معه طوال أيام
 العام الدراسي .. بالأسراع  بغلق
 الكتب والجرى لفتح التلفزيون
 مناديا أخته ثم  جلوسهم  أمام
 شاشة التلفاز لمشاهدة مسلسل
 السابعة  مساءاً بمستلزماته من
 طبق السندويتشات مع عصائره
 المفضلة  .. فهو كان ومازال عاشق
 العصائر الطبيعية .. والغريب أنى
 كنت أعلم أن وجبة المسلسل هذه ما
 كانت إلا حيلة من حِيل الهروب
 الكبير " من المذاكرة مع وعد منه لم
 يتحقق أبدا بمعاودة المذاكرة ..

 لكنى فٓرحة بطبق السندويتشات لهو
 ولأخته  لأنهم أخيراً
 سيتناولون الطعام فقد كانوا  لا
 يأكلوا إلا أقل القليل .. هذه
 الحيلة كان هو البارع طبعا فى
 اختراعها .. لأنه يعلم أنه طلب طعام
 فأنا حِينهٓا سوف أُنكس كُل رايات
 الحرب .. وأرفع الراية البيضاء ..
 أما طوال أيام فصل الصيف حتى وإن
 كنّا بالبيت فلا عشاء .، والا
 سندويتشات إلا حين يقهره الجوع ..
 فطوال أيام الصيف إبنى مشغول جداً
 بمهامه العظيمة فى كُل الألعاب
 وشقاوة الصبيان ..

 أما الشتاء والفصل الدراسي فكان
 عبارة عن المأزق الكبير الذى أضعه
 فيه وهو يعرف ويعلم أنه لا فكاك
 ولابد من أغلاق جميع الأبواب ..
 وتهيئة المناخ الدراسي بالمنزل من
 مدرسين الدروس الخصوصية .. والهدوء
 .. وتنظيم المواعيد .. الى غير ذلك
 من واجبات الأمومة ..

 أٓما حبيبة أُمها كانت تُذكرنى
 بنفسى وأنا صغيرة .. وكٓأنها چينات
 فقد كانت ومازالت تُشبهنى فى
 الكثير ..

 أُحِب طلتها الجميلة وأعيش بها ..
 ولها حتى الأن ... تِلْك الطلّة 
 التى كانت تجيئ بها مُقبلة عليا
 وهى صغيرة بعينيها الجميلتين
 فليحفظها الله .. تُذكرنى ببرنامج
 كان بالأذاعة أسمه

  " شاهد على العصر " فٓكُل تفصيلة
 بالمنزل  أو بينى وبين 
 أخيها..أو بين أبيها وبينهم ..أو
 بين المدرسين وأخيها .. كانت مُلمة
 بها وليس ذلك وفقط بل كان تستفيد
 منها بفطرة وذكاء عظيمين .. فتجدها
 قد حفظت درس أخيها عن ظهر قلب أكثر
 منه لأنها بالأساس كانت قد أنهيت
 واجباتها قبله .. وَكُل ماكُنت
 ألقاه من عذاب فى تحصيل الدروس مع
 أخيها كانت تتحاشاه .. فقد كانت
 ومازالت مُشاهدة عظيمة بالمعنى
 الأيجابى لكن غير مُتطفلة ..
 بالأخير مازلت مع روزا ومع ماجدة
 الرومى ومع أولادى أُمارس أدوارا
 أُخرى محببة لقلبى ونفسى وَكُل ما
 أتمناه لى ولكم راحة البال كما
 أتمنى أن يظلوا أولادى وأولادكم
 كما هم محبين بالفطرة لكل الناس
 ولبعضهم .. والا تصل بهم الأيام
 لمنطقة الا رجوع لمن أخلصوا لهم
 بتِلك الحياة .

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز