عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. أيمن بركات أبو المجد يكتب: كنت من مجاذيب البرادعي !

د. أيمن بركات أبو المجد يكتب: كنت من مجاذيب البرادعي !
د. أيمن بركات أبو المجد يكتب: كنت من مجاذيب البرادعي !

بعد أن أنهى حياته في الخارج وعاد إلى مصر رأيت فيه كغيري أملا يلوح في الأفق ، ورأيته أنه البديل الذي تبحث عنه مصر ، وأنه سيتقدم وبقوة إلى الساحة السياسية ويكون رئيس مصر القادم ، ووقتها كنت قد دخلت إلى عالم الفيسبوك والصفحات الفيسبوكية الداعية إلى ذلك ، ومنها ( البرادعي رئيسا لمصر ) وكنت أحد أعضاء الصفحة النشيطين ، ووقتها كنت رافضا وكارها لفكرة التوريث التي زاد الحديث عنها في مصر ، وكنت أقول : لا يمكن لمصر أن تورث ، ولكن أين البديل الذي يمكن أن يقف أمام الرئيس مبارك أو نجله ؟ لا أجد أحدا واضحا على الساحة ، إلى أن ظهر البرادعي فجأة ، وهو القادم من بلاد الغرب ، فقلت ها هو من يسمونه المتعلم المثقف صاحب المكانة العالمية ، وقلت لنفسي : ها هو البديل الحق لمبارك ونجله .



وحدثت أحداث 25 يناير ، ووقتها حلمت بتحقق الحلم أكثر وأكثر وأن يتبوأ هذا الرجل سدة الحكم في مصر ، ولكن بعد أن حدثت أحداث 25 يناير تغيرت الدنيا تماما وبدأت جماعة الإخوان التي رحبت بالبرادعي قبل الثورة تكيل له الشتائم ويتهمونه بأسوأ الصفات ، بعد أن قالوا عنه من قبل ( إنه أيقونة مصر )  وكان هذا الكلام لا يصدر من البارزين من أعضائها ولكنك تجده على صفحات الفيس بوك الموالية للجماعة ،أو عند مناقشة أحد أعضائها ممن تعرفهم ،  وفجأة أصبح البرادعي عميلا عندهم ، وأظن ذلك كله كان في إطار تطلعهم إلى الجلوس على كرسي الحكم وإزاحة أي شخص آخر يحاول التفكير فيه .

وبعد وقت تولى ( مرسي ) الحكم ووقتها ولاشك أصبت بخيبة أمل كغيري ، لكني كنت أؤمن بأن الرجل لن يستمر ـ مجرد إحساس داخلي ـ لا أجد ما يؤكده على أرض الواقع في البداية ، ولكن وبعد وقت بدأت الإرهاصات التي تؤكد الإحساس وقامت ثورة 30 يونيو ، وانتهى حكم الجماعة ، وهنا بدأ الحلم يراودني مرة أخرى بوصول البرادعي لكرسي الحكم ، ووقتها تولى البرادعي منصب ( نائب رئيس الدولة المستشار عدلي منصور للشئون الخارجية ) ، وقتها قلت إن هذه خطوة للأمام ، وتسارعت الأحداث وجاءت أحداث رابعة والاعتصام ، وفجأة وبعد فض الاعتصام يقدم البرادعي استقالته ، بل ويترك مصر كلها ومتى ؟ وقت أزمتها وأنا لست مصدقا : البرادعي يطعن مصر في ظهرها ، البرادعي يهرب من ميدان الحرب ، ما هذا ؟! ، وقتها قلت لنفسي بعد أن أفقت من صدمتي : هل أنا ساذج لهذه الدرجة ؟ ، هل أنا أفتقر إلى الخبرة في معرفة الرجال ؟ وخاصة أن كثيرا ممن اختلفت معهم وبشدة حذروني من هذا الرجل ، وكنت غير مصدق لكلامهم ، وهل ضيعت سنوات من 2011م حتى 2013 م أحتسبها ضائعة من عمري في متابعة هذا الرجل ، وكان خياري فاشلا ؟ آه من الصدمة ! بالفعل إنها صدمة !

وبعد أن حاولت أن أستجمع قواي وأستفيق من صدمتي ، ذهبت إلى صفحتي في الفيس بوك وكتبت مرفقا صورة هذا البرادعي : ( هذا فراق بيني وبينك ) ، وقدمت اعتذارا لنفسي أولا وللجميع ، واعترفت بأني نادم على كل لحظة تابعت فيها هذا الرجل واهتممت به ، فالرجل الذي يطعن بلادي في ظهرها ، ولا يقف معها وقت محنتها ، فهو عندي كالقائد الخائن الذي يفر من أرض المعركة ، ويحول أرضه ووطنه إلى أرض مستباحة للعدو المحتل ، ولا أخفي القارئ سراً ، فقد تحولت كل مشاعر الطيبة التي كنت أحملها لهذا الرجل إلى مشاعر مضادة تماما ، بل لا أكذب إن قلت : إن الحب تحول إلى الكره ، لدرجة أني لا أرغب في رؤية صورة له ، فيا سادة الوطن أغلى من أي شيء أو أي شخص ، وهكذا موقفي من أي كائن أيا كان هو ، فلا مجال للمفاضلة أو المساومة على الوطن ، وموقفي هذا هو نفسه مع كل من يعادي الوطن وجيش الوطن ومكانة الوطن ، لا مكان له في قلوبنا ولو بكلمة واحدة أو شعور واحد ، ومثلهم عندي مثل جماعات الإرهاب التي تعمل بكل طاقاتها لدمار البلاد والعباد ، وفي النهاية أتقدم بالشكر لثورة 30 يونيو ، وما تلاها من أحداث ،  فقد كشفت لنا حقيقة الوجوه التي لم نكن نعرفها ، أو كنا مخدوعين فيها !

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز