عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا أبو الوفا تكتب: للسفر فوائده (1)

دينا أبو الوفا تكتب: للسفر فوائده (1)
دينا أبو الوفا تكتب: للسفر فوائده (1)

عارفين ..... 



للسفر و الترحال كما يقولون "سبع فوائد"، واستشهد هنا بأبيات للأمام الشافعى رحمه الله لخمسة منهم حين قال "  تغرَّبْ عن الأوطان في طلب العلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تَفَرُّج همٍّ، واكتساب مــعيشة وعلم، وآداب، وصحبة ماجد "و أضف إليهما اثنين آخرين هما .استجابة الدعوة و رؤية الأحباب .....

و قد سافرت فى رحلة نيليه رائعة ما بين الأقصر و أسوان ، أكدت و برهنت فيها لنفسى ان للسفر كل تلك الفوائد و ربما أكثر بكثير  

دعونى أبدأ بأول فائدة حصلت عليها و هى أننى ، و فى غضون يومين فقط ، تخلصت من العديد من ضغوط الحياة و تراكماتها بمجرد انى ابتعدت عن أجوائى المعتادة ، فبالرحيل بعيدا عن المشاكل نتناساها و ربما ننساها مؤقتاً و ربما أيضا نجد لها أفضل الحلول ، تماما كمن يأخذ بعض خطوات الى الوراء ليلقى نظرة أوضح و أشمل  لصورة يحاول فهمها و فك رموزها 

أما الفائدة الثانية ، فاسمحوا لى ان أخصص هذه الخاطرة بالتحديد لها ، نظراً لقيمتها الكبيرة 

فقد بدأت و منذ اللحظات الاولى من الرحلة ، بتعلم دروس قيمة فى الحياة ، على يد مرشد سياحى  يدعى "ممدوح "  و اعتقد انى و برغم ضعف ذاكرتى المعروف عنى ، الا انى اثق تمام الثقه فى انى سأتذكره لأعوام  كثيرة قادمة ..... 
تعلمت منه الكثير و أتَطلع للاستفادة منه اكثر فى الأيام المقبله

و لكن اول و أهم درس تعلمته منه و ترسخ فى ذهنى ، هو " ان يكون لديك قدر من العلم فتلك نقرة و لكن ان تتمتع بملكة توصيلها و القدرة على عرضها بشكل جذاب فتلك نقرة اخرى " 

توصلت لهذة الحقيقه من "ممدوح " المرشد السياحى الذى انضم إلينا الْيَوْمَ و كان على قدر كبير جدا من العلم و المعرفة ، ليس ذلك فقط و إنما تميز بحسن الالقاء و ملكة جذب الانتباه 

فقد نجح بسهولة و يسر متناهيين ان يجذب كل من حوله إليه فالتزموا الصمت و صغوا اليه بتشوق و اهتمام لكل ما يقصه عليهم
لم يفرض على أحد ذلك بالقول ، بل فرضه أسلوبه فى قَص تاريخ مصر القديم و بلاغته فى التعبير و لغة جسده المعبره و تعبيرات وجهه اللافتة و نبرة صوته القوية الواثقة  

على غرار المرشد السياحى الذى انضم إلينا باليوم الاول الذى لم ينجح فى استقطاب اى منا اليه 

فأخذت أفكر فى ما يفرقهما عن بعضهما و أتت لى الإجابة واضحه شامله تتلخص فى كلمة واحدة 
" الشغف "  

لقد كان ممدوح شغوفاً بثلاثة أشياء ترتب عليهم نجاحه الساحق كمرشد سياحى لنا 

أولهم شغفه و حبه الواضح لوطنه " مصر " الحبيبه و ثانيهم شغفه و اعتزازه و فخره بتاريخها و حضارتها  و ثالثهم شغفه و احترامه لعمله 

فكان المثلث الذى ارتكز و اتكأ عليه ، حتى صارت العدوى بالشغف تنتشر و تتوغل بيننا جميعاً 

و تساءلت فى نفسى اذا كان قد نجح و بتفوق معنا على هذا النحو ، فكيف يكون الحال مع السائحين الأجانب القادمون الى بلدنا العريق .....

و بهذا التساؤل ، ترسخ بداخلى اكثر ،  اعتقاد طالما راودني و هو ان أهم ما تحتاج اليه هذه البلد العريقه حتى تعود لسابق عهدها و مجدها ، هو حب شعبها الصادق لها و احترام أمجادها وإتقان العمل الذى نمتهنه أياً كان 

أليس هذا ما فعله أجدادنا الفراعنة قديماً ، كانت لهم رؤيه يصبون اليها فادركوها بالعلم و العمل !!!!! 

هذا بالتحديد ما نحتاج اليه حتى نسير بها نحو مستقبل لأولادنا  لا يقل قيمة و روعة عن ماض و تاريخ و حضارة أجدادنا ...... 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز