د. فاطمة حسن تكتب: المرأة نصف المجتمع .. فهل تكون نصف الجامعة؟
المرأة نصف المجتمع.. عبارة رنانة تستهوي كثير من السيدات داخل مجتمعنا المصري . لم تكن هذه العبارة الا لتدل عل واقع مجرد انعدمت فيه المفردات الحقيقية لمعني المساواة بين الرجل والمراة . فنحن نستمع كثيرا الي هذه العبارة بل ونرددها دائما دون ان نتعمق في مطابقتها بالواقع القائم داخل موسساتنا المختلفة .
لقد كدت افقد ايماني العميق بدور المراة في المجتمع وما يعبر عن هذا الدور من عبارات رنانة وشعارات اصبحت في نظري كاذبة الي حد كبير. فهي لا تعكس الواقع وانما تخالفه وتضلل من يؤمن بها او يعتقد في صحتها او اتباعها . . لم تنتابني لحظات الشك تلك الا عندما علمت ان المراة غير ممثلة اطلاقا في المجلس الاعلي للجامعات . فلا توجد سيدة واحدة تتقلد اي منصب قيادي داخل المجلس . تلقيت المعلومة في صدمة اخرجتني عن نطاق التفكير النقدي . واذا بس اسعي باهتمام للتاكد من صحتها فلم اتبين الا ما خيب ظنوني فلا يوجد اي سيدة تتولي منصب رئيس جامعة او حتي منصب رئيس جامعة داخل جامعاتنا المصرية الحكومية .
تسائلت هل تخلو جامعاتنا المصرية الحكومية من سيدة تصلح لتقلد منصب رئيس جامعة او حتي منصب نائب رئيس جامعة . وكانت الاجابة انه لا يمكن لاحد ان ينكر دور المراة فهي المدرسة الاولي . فهي الوعاء الذي خرجت منه مبادئ وقواعد التربية والتعليم . لقد برعت في ذلك . وان كان ليس السبيل الوحيد لابداعها ونجاحها فكانت العالمة والطبيلة والمهندسة والقائدة وغير ذلك . فلما لا تتساوي بالرجل في تقلد الناصب القيادية وبخاصة في مجال التعليم العالي .
قد اكون متحيزة بعض الشيئ . الا ان الواقع هو ما يفرض هذا التحيز و لنا ان نتصور المساواة بين الرجل والمرأة في مؤسسات التعليم العالي . المساواة بينهما ليس فقط في الواجبات والادوار وانما ايضا في الحقوق والمسئوليات . ولنا ايضا ان نبني رؤية مستقبلية لذلك . فهل تنجح المراة وتثبت جدارتها . وتصبح نصف مؤسسات التعليم العالي . ام تفشل وتثبت عدم جدارتها في ذلك . لتكن لها الفرصة و لتنظر اليها قيادات الدولة في قالب جديد يمنحها الفرصة لاثبات ذاتها ..
* المتحدث الرسمى باسم جامعة بنى سويف
جوجل نيوز
