عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خلود أبوالمجد تكتب : أحضان زيد وعبيد ونطاط الحيط

خلود أبوالمجد تكتب : أحضان زيد وعبيد ونطاط الحيط
خلود أبوالمجد تكتب : أحضان زيد وعبيد ونطاط الحيط

بالأحضان بالأحضان بالأحضان



أيوه بالأحضان بس المرة دي مش لبلدنا الحلوة، أيوه هي حلوة غصب عن أي أعمى شايفها مش حلوة.

تأتي الأحضان هذه المرة كما في سابق عهدها منذ ثمان سنوات لرئيس أمريكي جديد، هلل له الجميع وأعلن تضامنه وبأنه سيكون خليفة المسلمين لما لديه من جذور إسلامية، وهذا ما يبدو أنه ترسخ في ذهنه، فكانت ثمان سنوات عجاف حمل فيها ساكن البيت الأبيض لواء العلم الأسود المزركش بالسيوف، فأصبح خليفة الإسلام المتشدد والإرهاب الذي انطلق في كل الدول العربية فجأة ودون سابق إنذار تحت مسمى "الربيع العربي"، وما كان إلا خريفا أضاع الكثير من شباب أوطاننا المدافعين عن أفكارهم المغلوطة التي زرعت داخل رؤوسهم، وتباينت بين أفكار إسلامية متشددة وبين حرية لا حدود لها معنونه بمسمى الديموقراطية والعدالة الاجتماعية، تلاشى بين جنباتها المنطق وإعمال العقل وتحليل الأحداث من أرض الواقع، بعيدا عن أرض الخيال التي يعيش فيها كلا الفريقين.

لماذا تأخذنا دائما مشاعر العشم وتجرفنا الآمال نحو أي رئيس جديد يسكن البيت الأبيض دون حدود أو منطق أو تفكير أو تأني تجاهه، لنصدم بعدها بواقع مرير نعيشه مع ذاك المؤجر الجديد، لتتحول الأحلام لكوابيس نعيشها ونتمنى أن تزول عنا في يوم ما ولا يجدد له عقد الإيجار الذي جاءنا به.

فذاك الفوز الساحق الذي جاء بالرئيس الأمريكي الجديد ترامب، والذي يعترض عليه البعض لم يأتي وليد الصدفة، فلسنا وحدنا في الشرق الأوسط الذي يعاني من رؤساء الولايات المتحدة، ولكن من يذهب أو يحتك بمواطني الدولة العظمى يعلم جيدا أنهم يعانون من تأثيرات الحروب الكثيرة التي شنوها على العالم منذ تسعينات القرن الماضي وحتى اليوم، فبات اقتصادهم متزعزع لا يقوى حتى أصحاب الدخول المتوسطة على مواجهته إلا بكثير من المجهود والعمل المستمر، فكان المنطقي أن تميل الكفة تجاه من يؤكد أنه سيركز على الاقتصاد وتنميته.

ولكن من أين جاء التأكيد أن السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ستتغير؟؟ إن كانت كذلك فلماذا تسعى دول الخليج منذ إعلان فوزه برأب الصدع الذي ألم بالعلاقات المصرية السعودية في الآونة الأخيرة؟؟ ألم يلفت نظر أي شخص تصريحات ساكن البيت الأبيض الجديد تجاه دول الخليج بضرورة أن تقوم هي بإعادة إعمار "سوريا" وبأنها من يدعم ويقف وراء الارهاب في المنطقة؟؟ هل هذه التصريحات تنم عن أي تغيير في السياسات؟؟ أو أنها لمن يقرأ بين السطور تشير بأن كل ما سيحدث هو تغيير الوجهة؟؟؟؟؟ وتتمركز تحديدا نحو المملكة العربية السعودية، فهي المتهم الأول في نظره في قضية الإرهاب، لما لها من آراء متشددة داخليا بحجة أنها تعاليم إسلامية نحو الكثير من القضايا، وأيضا يمكن تصنيف العلاقات السعودية الأمريكية ب " الباردة " منذ سنوات بعيده، فلا يمكن وصفها بالجيدة، ولا يخفى عن من يتابعها ويقرأ ما بين سطورها ذاك العداء غير المعلن، فدول الخليج ورغم استعمارها من بريطانيا العظمى سابقا، إلا أن علاقتها مع المملكة المتحدة يسودها الكثير من الحب والود أكثر من بلاد العم سام، هذا باستثناء قطر التي يربطها علاقات أكثر قوة مع الولايات المتحدة فهي ذراعها في منطقة الخليج، والكويت التي تقف على مقربة من الجميع، ومازالت تحمل ذاك الجميل في مساعدة أمريكا لها في استعادة أراضيها حين الغزو العراقي الغاشم لها، الذي أكد بعض المحللين السياسيين أن اليد الخفية التي كانت سببا فيه هو إدارة الرئيس جورج بوش الأب، والذي هدف منه أساسا السيطرة على بترول المنطقة وتحديدا الكويت لجودته المرتفعة، وهو ما حدث بالفعل لمدة عشر سنوات تلت عملية التحرير، أعقبها وبعد انقضاء مدة اتفاقية تحرير الأرض مقابل البترول اندلاع حرب العراق الثانية التي راح ضحيتها الشعب العراقي وبلاده وليس أحد آخر، بسبب طمع الزعامة الذي أودى بحياة رئيسها، لتندلع بعدها ثورات الإرهاب في كافة أرجاء الوطن العربي، دون وعي ممن تحمسوا لها وانجرفوا نحوها مرددين شعارات " العيش والحرية والعدالة الاجتماعية" بأن زعمائهم ومن قادوا هذه الثورات ليسوا سوى عرائس "ماريونت" تتحرك في اتجاه ما تريده بلاد سام.

شعوبنا العربية ومنذ زمن طويل تدفع ثمن ثرواتها التي وهبها إياها رب العالمين، فذاك الذهب الأسود الذي تفجر في أراضيها سبب كل ما تعيشه أوطاننا من قديم الأزل برفقة زعماء تلك البقعة التي اكتشفها كريستوفر كولومبس لتكون الملجأ لكل من يريد السلام والبعد عن الحرب، فبحث رؤسائها عن زعامة العالم، فلم يكن لديهم بديل عن سياسة " فرق تسد" لصناعة الحروب في كل مكان، فأضحى النهج المتبع لكل من يسكن البيت الأبيض ولكن كل بطريقته وأسلوبه، فلا فرق بين " زيد وعبيد ونطاط الحيط" ولكن نحن من يبحث عن الأمل.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز