عاجل
الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد عادل زيدان يكتب : استوصوا بنا خيراً

أحمد عادل زيدان يكتب : استوصوا بنا خيراً
أحمد عادل زيدان يكتب : استوصوا بنا خيراً

شبابنا هم ثروتنا الحقيقية، هم شمس الشرق التي لن تغيب وإن حجبتها بعض غيم الحاقدين والماكرين، فلن تأبى إلا أن تسطع بعد غياب تغمر العالم ضياءاً وأمناً.



فالشباب في جميع أدوار التاريخ، كانوا ولا زالوا، عماد الأمم ومبعث حضارتها وحامل لوائها ورايتها.

لقد أولى ديننا الحنيف الشباب اهتماماً بالغاً وعناية فائقة، فقد روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: ما بعث الله نبيا إلا شاباً، ولا أوتي العلم عالم إلا شاباً، ثم تلا هذه الآية: ﴿ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴾ [الأنبياء: 60] ثم أتى يحيى بن زكريا الحكمة فقال تعالى: ﴿ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴾ [مريم: 12]. وقال تعالى: ﴿ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ﴾ ]الكهف: 10] وقال جل شأنه: ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ ﴾ ]الكهف: 13] وقال جل من قائل: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ ﴾ ]الكهف: 60].

وكما ضرب القرآن الكريم المثل بالشباب، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يولي أسامة بن زيدوهو شاب حدث لم يبلغ العشرين من عمره قيادة جيش المسلمين وفيه كبار الصحابة من الأنصار والمهاجرين و فيهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وعقد له اللواء بيده الشريفة وسلمه إليه، لقد كان صلى الله عليه وسلم يولي الشباب عناية خاصةكان يروم فيهم كبر المعاني ورجاحة العقل فيوجههم ويرشدهم ويشجعهم ويسند إليهمالمهام الجسام حتى يغدو قادة ذو شأن، إيماناً منه بقدراتهم وقدرتهم في الحفاظ على مقدرات الدولة الإسلامية.

                                    
 

أعيــدوا مجدنا دنيـاً ودينــا *** وذُودُوا عن تراث المسلمينا
فمـــــن يَعْلُــو لغير الله فينا *** ونحن بنو الدعـاة الفاتحينــا

شبابنا قــد حـان أن تعودوا *** لواحة الإيمان كي تســـودوا
غداً بِكُــــــم سَيُسعَدُ الوُجُودُ *** ويُكْبَـتُ المستعبِـدُ العنيــــــدُ

في الوقت الراهن، يعاني شبابنا من شيخوخة الهمم والعزائم، وقد خف بهم اللهو حتى ثقلت عليهم حياة الجد فصارت الممكنات مستحيلات، صار شبابنا أبرع مقلد للغرب في رذائله ومخازيه، وأصبح محصوراً في طعامه وشرابه ولذاته،محققاً مبتغى أعداؤنا حينما تركوا لنا الاستقلال التام في حرية الرذلة، وأمعنوا في التخريب بالقوة وانتزاع الفضائل والأخلاق، وما يزيد الأمر حسرة ومرارة ما يعانيه الشباب من التهميش والاغتراب والتجريف الفكري والديني داخل أوطانهم والاستخفاف بعقولهم وأحلامهم، مما بدد قدراتهم وبدل طموحاتهم وجرهم إلى مستنقع الإحباط والعنف والتطرف.

قالوا الشبابُ فقلت الجدُ والعمل ... لا تُهملوهم فيُلقى الشح والخللُ

قال أحد المستشرقين إن أردت أن تهدم حضارة فغيب دور الأم واحتقر المعلم واسقط القدوة، فينهار المجتمع وتنتشر الفوضى وتظهر أجيال ليس عندها نزعة احترام لأحد ولا انتماء لوطن ولا لدين.

في النهاية لا يسعني إلا أن أطرح بعض التساؤلات لعل يحدث في الأمر أمر :

هل ستتحول مقولة استيعاب وتمكين الشباب حقيقة واقعة أم ستبقى درباً من الخيال؟

هل تضع الدولةالنسب الديموغرافية للشباب المحور الأساسي لجميع الدراسات والتدابير والسياسات حول قضايا الشباب؟

هل من الممكن أن تتبنى الدولة خطة واضحة متكاملة لاستعادة منظومة القيم والأخلاق المنهارة؟

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز