إيمان منير تكتب : الحب علي طريقه ميرفت وعيلاء
05:27 م - الجمعة 17 فبراير 2017
كم مره عزيزي القارئ استيقظت لتجد حاله من الثوره والهياج الالكتروني بسبب نظره أحمد حلمي لزوجته مني ذكي ، او نظره جورج كلوني لزوجته أمل علم الدين ، او أغنيه أهداها محمد محسن لهبه مجدي عقب انتهاء المسرحيه بمناسبه خطبتها ، لتجد جميع معارفك من كل المستويات ومن كل الأعمار تعلق علي تلك الحاله من "الكيوتنس" في تلك العلاقات ، تراهم يختزلون كل مفاهيم الحب في تلك العلاقات ، ولم تقتصر تلك الحاله فقط علي المشاهير ، إنما امتدت لتشملنا جميعا ، فمتي ارتبطت أنثي بذكر مصري لتصبح حساباتها علي شبكات التواصل الاجتماعي مقصد من جميع معارفك ، ثم يقومون بتأليف الكتب ليقصوا قصه حبهم وكفاحهم ليكونوا معا ، والمشكله ليست في ذلك عزيزي القارئ ، المشكله في الإقبال الكبير والحرص الشديد علي اقتناء تلك الكتب .
في كل مره أري فيها حسابات تلك المعارف ، تبادرني اسئله من نوعيه ، هل تلك الحاله التي وصل اليها هؤلاء المعارف بسبب التصحر العاطفي الذي يعيشه المتزوجون في بلادنا قبل السناجل ام انهم فعلا استطاعوا اخيرا تقدير الحب .
فأنا اري من البديهي جدا ان كل قصص الحب يجب ان تتوج بالزواج ، ما الميزه في قصه حبهم مثلا حتي يقومون باستضافاتهم في البرامج ، أعنتر وعبله هم ام قيس وليلي ! .
حتي صديقاتك عزيزتي القارئه الذين ينتظرون الارتباط فقط لتغير الحاله علي الفيسبوك ال in relation with او engaged . كأنهم يختزلون تلك المشاعر في بوست فقط ، مجرد بوست عزيزي ، جميعا نعرف المغزي منه ! .
وتبلغ ذروه أحداث قصص حب ميرفت وعلاء تلك مع الفلانتين ، تصاب الكره الارضيه بمرض الحصبه ، اللون الأحمر في كل مكان ، باندات ، دباديب ، ورد في كل مكان ، لقاءات في البرامج مع ابطال قصص ميرفت وعلاء هؤلاء ، الذي في الحقيقه ان الحب برئ من كل تلك الأفعال ، وفي الحقيقه ايضا كل هذا بعيد كل البعد عن مفهوم الحب .
صراحه انا جاهله تمام في الحب جهل يبدأ بذاتي ويمتد ليشمل علاقتي بالآخرين ، فنحن نتعلم بالفطره بقدر ما نري وندرك ونتلقي ، ولذا تلك الرؤيه المشوشة هي نتاج طبيعي لمجتمع نشأت فيه ، مجتمع يغض نظره عن رجل يهين زوجته في الطريق مقتصرا ذلك ب " واحنا مالنا " ، مجتمع تقوم قيامته اذ احتضن حبيب حبيبته او حتي زوج زوجته علي الملأ وكيف ذلك ، مجتمع يُؤْمِن بأن ذلك عيب ، ولكنه هو نفس المجتمع الذي اذا دخل خلوته يشاهد كل انواع العيب ، مجتمع يرسم العلاقات العاطفيه علي انها صياد وفريسه ، مجتمع يربي ابناءه ان الحب لا يأكل عيشا ولا يفتح بيتا ، بقدر الحسابات البنكيه ، والحسابات الرقميه من شبكه ومهر ومؤخر وكمان نيش .
وفِي محاوله لفك كل ذلك الالتباس والتشابك ، أهداني احدهم كتاب د مصطفي محمود " في الحب والحياه " .
حقيقه لم يعجبني بالمره نظرته الي المرأه في ذلك الكتاب ، ولكن أثناء قرائته استوقفتني جمله ، "" بالحب يحل الإنسجام والنظام فى الجسد والروح..وما الصحة إلا حالة الإنسجام التام والنظام فى الجسد..وإذا كان الحب لم يشف أحداً إلى الآن!..فلأننا لم نتعلم بعد كيف نحب!! "" .
كم يبدو العالم موحشا وعابسا اذا واجهناه بمفردنا ، قد لا تسير الأمور بالوجه الذي نريده ولا الطريقه التي نخطط بها ، قد تقتحمنا الأخبار السيئه والمشكلات من كل جانب وثغره في حياتنا ، قد تصبح الحياه كلعبه الشطرنج الذي تجعلنا نسير ونحن محملون بالتساؤلات والاحتمالات .
قد تصبح الحياه كالمتاهة الأزليه التي لا نستطيع يوما الخروج منها ، قد تستمر الحياه بصنع الثقوب والفراغات فينا ، حتي نحتاج الي معجزه لملأ تلك الفراغات .
أنتم لا تفهمون انه من الممكن ان تزول كلمه قد ويزول كل هذا الشك من هذا النص بسهوله اذا صالحنا القدر يوما بالحب ، كيف نلملم هشاشه قلوينا ونهدأ من عقولها المشوشه ، كيف نعجن من جديد لنصبح أناس اخرون كما يريدهم الحب .
كيف يغيرنا الحب ويجعلنا نتخذ الأمل مذهبا وعرقا ودينا وطائفه ، العالم يهاب الأقوياء ونحن نصبح أقوياء بالحب ، يهاب العالم أذيتنا لأننا نصبح أقوياء بالحب . نصبح أكثر جراءه في مواجهه العالم ، نكابد عناء الأيام بإبتسامه تفني المواجع .
عليكم ان تغمضوا أعينكم وتتخيلوا العالم خاليا من كل أوجاعه وكل مشاكله ، وكل تلك المحاولات لإحباطنا و ايضا كل تلك المحاولات التي تراهن علي فشلنا ، تخيلوا العالم خاليا من كل تلك الحدود وكل تلك المسافات التي تفرقنا ، وكل تلك الظروف التي تثقل خطواتنا ، عليكم فقط ان تتخيلوا العالم يجمع بين قلوبنا فنهدأ وتشفّي ونقوي .
هذا هو الحب !
تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز