سالي الزيتوني تكتب:علمتني أمي
نضجت و بدأت أستوعب ما يدور فى رأس إبنتى عندما أوجِه لها الكلام او نتحدث فى أمرٍ ما من أمور الدنيا ,فقد اِستوعبت عدم اِهتمامها بالكلام أو حتى اِنتباهها له فمازلت أتذكر عدم اِهتمامى و فهمى أنا لكلام أٌمى فأصبحت اكثر صبراً. نضجت و أصبحت اَستوعب جيداً إن تجارب الحياة هى التى تعلم الإنسان وتربيه إلى أن يُصبح دور هذة التجارب هو اِثبات كلام أُم طيبة أو أب صالح.
نضجت و أصبحت آتأمل جيداً كل مقولة لأمى ,اٌفسرها كما يُفسر
علماء الدين الكُتب المقدسة ,فكم كانت عظيمة فلسفة هذة السيدة ببساطة و تلقائية لا يمكن وصفها. تذكرت يوماً ما و كنت طفلة صغيرة فى إحدى الزيارات العائلية, جلست سيدة بجوار أمى وكانت تشيد بأناقتها وجمالها فما كان منها الا ان ترد على السيدة بمقولة بسيطة وهى (دة قلبك وعينك هى اللى حلوة فشيفانى حلوة) !! لازلت أتذكر الرد و تعجُبى منه رغم صغر سنى وقتها فكان توقعى وقتها ان الرد الطبيعى شكرا ًو دة من ذوقك وما الى ذلك من ردود محفوظة ..الا إنها كان
ليها تفسير تانى وهو إن هذة السيدة تملك من الجمال الداخلى وصفاء النفس ما يجعلها ترى إمرآة أخرى جميلة و أنيقة فهناك سيدات أخريات حقودة أو باللغة المعاصرة (منفسنة) كانت هتكتفى بالنظر و التملق فى صمت و ليس ببعيد أن تنتقدك اصلاً.
الأن بعد المرور بتجارب الحياة أستطيع ان أقول و بشكل جازم (علمتنى أمى) علمتنى أمى إننى عندما احكم على الأخرين و أقييمهم فأننى اقيم و احكم على نفسى و أكدت لى ذلك
تجارب الحياة ,فالشخص الخائن دائماً يخوّن من حوله و الشخص الكاذب دائماً يرى من حولة كاذبين و منافقين ولا يصدقهم والطيب يرى الناس طيبين والامين يثق فى امانة غيرة ,فالأخر هو مرآة ذاتك على الاقل من وجهة نظرك. ملخص درس أمى لى هو مقولة الشاعر ايليا ابو ماضي كن جميلا ترى الوجود جميلاً.
جوجل نيوز
