تامر افندي يكتب: حواديت عيال كبرت «3»

 علبة سجاير
كناوقفنا في الحدوتة السابقة  عندما وضعت ذيل «الجلبية في فمي»  وقلت: اجري يا حسين..وقبل أن تعرفوا  إلى أين وصلنا.. علينا بوقفة مهمة  كان لزاما علي أن أقفها معكم..ألا  وهي أنني لا أكتب نوادر فكاهية عن  قرية بعينها، بل هي تاريخ قطر بأكمله وإناختلفت الشخوص.

   كما أنني لا أكتب بغرض التسلية،  لكن حينما شرعتيفي كتابة تلك  السلسلة كان في ذهني تعرية تاريخ
 طويل عشناها لنعرف لما آل بنا الحالإلى ما نحن فيه، ما أكتبه  اعتراف صريح بالأدلة أننا عشنا
 طيلة حياتنا كقشة في عرضالبحر  تقذف بها الأمواج أينما شاءت،

والقليل من العقول لدينا تنطبق  عليه الأسطورةالتي تقول أن أول من  حكم شعوبنا كتب في برديته لمن يليه
 أنه إذا أردت أن تطمئن فيحكمك لهذه  الشعوب عليك بـ«أجولة العقول» وهو  أن تقطع رؤوس من يفكر ويتدبر
 ويتعلموتضعها في أجولة وتخفيها في مكان سحيق، وبذلك ستحكم مطمئنا.

 لا أحد فينا يملك الحقيقة  الكاملة ولا أحد ينكرأننا نسير  على الدرب الخاطئ وإن تجملنا، فما
 زلنا لا نستطيع أن نواجه أنفسنا  بأنناتحكمنا القوة لا العقل  والثقافة والتعليم، هذه القوة إن
 كانت لفاطميين لصرنامتصوفين، وإن  كانت لوهابيين لصرنا سلفيين، وإن كانت لفرسان لصرنا كلنا جنود،  ومنيشرد فينا يسبح ضد التيار، لذا  فلا عجب أن تجد في قريتنا شاعر  كبير يقود «زفة إحدىالطرق  الصوفية»، يباريه في ذلك قيادي  اشتراكي ثم كار في الحزب الوطني  المنحل، لاعجب أن تجد في كل شاب
 مشروع إرهابيا حشوه بأفكار لم يكن  لديه من العقل ما يدرأ بهعن نفسه  ذلك، فلا تنشغلوا بظاهر السطور
 فيما أكتب ولكن تمعنوا  .