عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مرضى "المهق".. يقتلونهم لجلب الحظ والثروة!

مرضى "المهق".. يقتلونهم لجلب الحظ والثروة!
مرضى "المهق".. يقتلونهم لجلب الحظ والثروة!

كتب - وكالات

نشرت صحيفة "ميل أونلاين" البريطانية تحقيقاً مطولاً حول تجارة الأعضاء البشرية والاغتيال في ملاوي وشرق إفريقيا، الذي يتعرض له مرضى المهق ويعرف بـ ""ألبينوس" – علميا -، وهو اضطراب خلقي يترتب عنه غياب صباغ الجلد الطبيعي؛ كذا في العينين والشعر.



وذكرت الصحيفة أن هذا العمل يتم في الغالب، بواسطة سحرة أو مُدعي المعالجة الروحية الذين يقومون باستئجار رجال يقومون بضرب المرضى القادمين من مجتمعات ريفية فقيرة وغير متعلمة، إلى درجة الموت، ومن ثم يقومون ببتر العديد من أعضائهم بهدف بيعها لتستخدم في عمل جرعات وأدوية معينة تباع بأسعار ضخمة. وغالبا ما تزدهر هذه التجارة قبل موسم الانتخابات.

اعتقادات متوارثة.. متناقضة

ويرجع ذلك لاعتقاد شائع بأن أعضاء هؤلاء الناس المصابين بالمهق، بها خصائص تساعد على الشفاء، بل تجلب المال والشهرة والنفوذ.

وهو أمر متوارث منذ القدم تلفه الأساطير والحكايات، المتناقضة ما بين اللعنة التي يرى المجتمع أنها أحلت بهؤلاء من قبل الله فجاء بهم على هذا الشكل، وما بين اليقين بأن في جسدهم شفاء واستجلاب للحظ.

وهكذا يعاملون من جهة بوصفهم وصمة عار يجب التخلص منها، ومن جهة ثانية بأنهم مصدر السعادة المقبلة.

رحلة طبيب بريطاني أمهق

في تحقيق حديث لـ بي بي سي 2، قام طبيب بريطاني أمهق – هو الآخر - بكشف الضوء عن هذه التجارة البشعة، مضيئا ظلماتها في ملاوي.

وأوضح الدكتور أوسكار ديوك (30 سنة) لماذا تحدث هذه الجرائم ومن المسؤول عنها بالضبط، حيث زار الرجل ملاوي وتنزانيا، ورأى كيف أن الأطفال الذين يعانون من هذا المرض الجلدي "المهق" وكذا الشباب يتم احتجازهم في ظروف بائسة ويقوم حراس بمنعهم من الهروب في منازل أو معسكرات خاصة بهم.

ويشكل هؤلاء الناس عبر استغلالهم طريقا لثراء البعض بتوظيف أعضائهم فيما يعتقد أنه يكسب المال والجاه والمجد، وحيث إن الجرعة من دواء ينتج بخلط أجهزة وأطراف هؤلاء المساكين، تباع بما يقدر بـ 7 آلاف جنيه استرليني.

ومع الفقر وحيث لا يتجاوز دخل العامل الزراعي 72 جنيها استرلينيا سنويا فإن أي شيء يصبح قابلا للتصديق.

جرائم اختطاف وقتل!

تقدر الإحصائيات أن حوالي 70 من المصابين بالمهق قد خطفوا أو قتلوا خلال العامين الماضيين، وهو ما دعا خبير بالأمم المتحدة مهتم بهذا الموضوع إلى التحذير بأن المهاقين قد يتعرضون للانقراض في منطقة شرق إفريقيا، لأن المشكلة الآن يتم تصديرها عبر الحدود من ملاوي إلى دول مجاورة مثل تنزانيا التي لديها واحد من أعلى معدلات الإصابة بالمهق في العالم.

ويقول الطبيب ديوك إن المهق يأتي مع الولادة وينتج عن نقص الميلانين، وهي المادة الكيميائية المسؤولة عن تلوين العين والجلد والشعر، وفي أوروبا فإن الخطر الأكبر الذي يتعرض له هؤلاء الناس هو ضعف البصر أما في إفريقيا مع الشمس الحارقة، فسرطان الجلد هو الأكثر انتشارا بين مصابي المهق ما يؤدي لوفاتهم.

وتكشف الدراسات انتشار سرطان الجلد بين المهاقين في تنزانيا حيث إنه بعد سن الأربعين فإن 2 بالمائة فقط من المصابين بالمهق يبقون على قيد الحياة.

معاناة مرضى المهق اجتماعياً

يروي الطبيب ديوك نفسه معاناته الشخصية مع المرض حتى في المجتمع الأوروبي، وكيف أنه كان دائما في حاجة للرعاية والاهتمام بسبب نظرة الآخرين له، خاصة في مراحل الطفولة والصبا بين أقرانه في المدرسة.

لكنه يقول: "لكن بعد ما رأيت ما يحدث في إفريقيا وجدت أن أمري تافه جدا مقارنة مع هؤلاء الذين يصل الانتقام منهم إلى حد القتل".

جريمة قتل فليتشر

روى الدكتور ديوك في التحقيق عن قصة رجل اسمه فليتشر من عائلة مزارعين في ملاوي تعرض للقتل بسبب المهق، لتُسرق أعضاؤه، وحتى العظام التي يعتقد البعض أنها تحتوي على الذهب، وأن هناك الآن سبعة رجال في السجن متهمين بجريمة القتل.

وقد تحدث الدكتور ديوك إلى واحد من هؤلاء المجرمين السبعة داخل السجن، ليسمع منه إفادة حول ما جرى.

الرجل واسمه هربرت مالوي قصّ بتردد كيف أنه وشركاءه قاموا بقتل فليتشر ومن ثم قاموا بتقطيعه.

وقال السجين: "لقد تم إرسالنا بواسطة أناس كانوا يرغبون في هذا الشيء أن يحدث.. وقد وعدونا بالمال مقابل ذلك.. وقمنا بقطع اليدين والقدمين وكان معنا شخص يقدم التعليمات بخصوص ما يجب أن نفعل، وما المطلوب من جسد الضحية وما ينبغي رميه.. هذا ما جرى".

ومع اعتراف هربرت بأن ما قام به غير أخلاقي، إلا أنه يصر على اليقين المطلق بعمل السحرة، ودافع عن موقفه بأن السبب في فعلته هذه كان بسبب تلبسه من قبل شيطان أو كائن شرير حلّ فيه فجعله يقوم بما قام به مع البقية من شركائه في الجريمة.

وقال إن العصابة عرضت عليهم مبلغ 44.5 جنيه استرليني فقط مقابل هذا العمل ولم توف بذلك، حيث لم يدفع لهم أي مبلغ.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز