نورهان حاتم البطريق تكتب: بحار دماء تنزف يوميا على الطرق

أصبح الطريق ملك الموت الذي يتعرض له المواطن خلال حياته اليومية فهو يخرج وﻻ يعرف اذا سيعود الي بيته أم ستقبض روحه في حادث.فالاسباب التى تؤدي إلي ارتكاب الحادثة قد تكون تافهه و ضئيلة  أمام اراقه الدماء وزهق الأرواح ولكن الاستهتار بحياة الناس يجعل الطريق ممهد للموت. 

فعندما تخسر أسره عائلها الوحيد فهي بمثابة موت جماعي للأسرة كلها ﻻن عمود البيت قد انهار فعلي الأغلب يخرج الابن الأكبر من المدرسة ليعول أسرته ويتحمل أعباء الحياة  ويصبح كل فرد من أفراد الأسرة يتحمل مسئولية نفسه يعمل في الإجازة ليصرف على نفسه في الدراسة. 

أما بالنسبة لواجب المسئولين اتجاه هذه الاسره فاقصي مايتم بذله هو صرف تعويض رمزي قد ﻻ يغطي هذا التعويض احتياجات الاسره لمدة شهر .أما عن المطالبة بالقصاص له فرد المسئولين بكل برود (دي حادثة يعنى قضاء وقدر ربنا كتبله الموت دي انتوا هتكفروا  طب مين المسئول ده السواق كان نايم ومات معهم ربنا يسامحه ادعوا ﻻبوكم بالرحمة) ويظهر المتوفي في وسائل الإعلام المختلفة وهو يسلم أهل المتوفي التعويض وتبدو عليه مﻻمح الحزن وهو يقبل رؤوس أبنائه وعندما تطلب منه البرامج توجيه كلمه لهم (أقدم خالص التعازي لكم انتوا زى اوﻻدي وابوكم شهيد عمله الله يرحمه واحنا مش ساكتين وحق ابوكم هيرجع والجانى هيتحاسب) وبعد انتهاء البرنامج يصبح الفقير مالوش ديه.

تعتبر منظومة النقل في مصر سيئه للغايه وشبكه النقل رديئة  وامكانياتها تكاد تكون معدومة حيث تدخل مصر ضمن أكثر 10 دول في العالم تقع فيها حوادث طرق.

وتشير الاحصائيات وقوع حاله وفاه كل نصف ساعة. ففي نهاية 2012 بلغ عدد الوفيات الناجمه عن حوادث الطرق 12 الف متوفي في حين بلغ عدد المصابين الي 40 الف مصاب. معنى ذلك أن 35 حادثة تحدث لكل 100 الف شخص.والعدد قابل للزيادة.

تتزايد معدﻻت وقوع الحوادث بشكل مخيف .فكل سنه تتفاقم اعداد المتوفين ومصابين الحوادث عن ما قبلها الأمر الذي يحتاج إلي وقفه لمعرفة أسباب وقوع الحوادث والعوامل التى تودئ إلي ذلك والسؤال الأهم من المسئول؟ 

هل السائق؟ فأغلب سائقين النقل العالم يتعاطوا المخدرات ﻻعتقاده الخاطئ أن الحبوب المخدره تساعده على اليقظة أطول فترة ممكنة وبالتالي شغل اكتر وفلوس أسرع فكم مره نسمع من سائق نظرا لتدنى مستواه التعليمى (انا لوﻻ الحبيه مكنتش هبقي مطبق باليومين التهاني وﻻ هعرف اعمل ورديه الصبح ورديه آخر النهار الحبيه دي اللي بتخلينى اروح بشنطه العشا العيال) فهو ﻻيعرف انها بمثابة الموت البطئ له فهو جسم صاحي وعقل نائم  فﻻ يعي خطورة ما يفعله إلا عندما يفيق ويجد نفسه على سرير داخل مستشفى.  فأغلب السائقين يتسموا بالامباﻻه وتبلد المشاعر والاستهانه بحياة الناس فﻻبد من زرع الحافز بداخله انه مسئول أمام الله عن أرواح الناس فما ذنب ربه المنزل والتلميذ والرضيع والمسن أن يخسروا حياتهم بسبب سائق متهور؟ 

تفعيل دور اعلام عن طريق عمل برامج توعيه تبين فيها مدي خطورة المخدرات على الصحه وعرض نماذج لمدمنين خسروا بيوتهم واوﻻدهم (وباع اللي ورائه واللي قدامه من أجل المخدرات) حتى يكونوا عبره وعظ لغيرهم من السائقين. إصدار قانون يشترط فيه التزام السائق بعمل تحاليل مخدرات بصفة دورية وان لم يفعلها يخضع للمسائلة القانونية واذا ثبت التحليل تعاطيه يتم سحب رخصته وإصدار قرار يمنعه من مزاولة مهنة القيادة مره اخرى. 

هل حاله السيارة والاتوبيس لها عامل؟ نعم حيث يعتبر وسيلة النقل التى يستخدمها الراكب من أهم الأسباب التى تجعلنا نتفادي وقوع الحوادث .فكلما كانت السياره حديثه وتخضع للصيانة بشكل مستمر كلما ساعد ذلك على سﻻمه المواطنين.

ومن أبرز الحوادث التى وقعت خلال الآونة الاخره هو حادث (اتوبيس نويبع) الذي كان ينقل طﻻب كليه صيدله جامعه اسكندرية الي نويبع لقضاء اجازه نصف العام. وعلى لسان أحد الطلبه انه قد سمع السائق وهو يجري مكالمه تليفونية  وصوته حاد النبره (ده اتوبيس تدهولي اطلع بيه) وبعد فتره وجه كﻻمه للطلبه وهو يقول (اتشهدوا الأتوبيس مفهوش فرامل).

هل للزحام والتكدس المروري مسئوليه؟ تعتبر أوقات الذروة والتكدث المروري بيئة مناسبة لوقوع عدد كبير من الحوادث نظرا للمشاجرات التى تحدث بين الركاب وبعضها وقد يصل إلي التطاول بالألفاظ واليد.

وقدتوقفت حركه المرور يوم الاتنين الموافق 13 فبراير بسبب اصطدام ميكروباص بالحاجز الخرسانى الأمر الذي أدي الي توقف حركه السيارات وحدوث زحام مروري اعلي محور صفط اللبن.

هل حاله الطقس وطبيعة الطريق لها عامل؟ حيث تتسم أحوال الطقس في مصر بالامطار والعواصف والضباب وكذلك الطرق تمتاز بالمطبات والمنكرات وأعمال الحفر على الطريق. الأمر الذي يتطلب من وسائل الإعلام عمل نشرات جويه توضح فيها حاله الطقس وتخصيص طرق مهدها والزامهم بالسير عليها وذلك لتوخي الحذر واتباع سبل السلامة.

هل مسئولية جهل السائق لقوانين المرور وغياب الرقابه المرورية؟ فجهل السائق بقوانين المرور سببه موظف مرتشي (فاتح الدرج بجانب سجادة الصﻻه) قام بانجاجه في جميع الاختيارات التى تتعلق بالقيادة واعطائه الرخصه التى تسمح له بدهس المواطنين تحت عجل سيارته تحت مسمى (عايزين نشرب شاي -وتشرب شاي بالياسمين) فهو بمثابة شريك له في جريمه قتل الناس ويستحق الاعدام.

ومن أبرز الحوادث التى وقعت خلال الفترة الماضية هي انقﻻب اتوبيس عمال يسير (عكس) بطريق بلبيس/ العاشر من رمضان مما أدي الي مصرع شخص وإصابة 27 عامل.وقد صرح الدكتور (أحمد الشيخ) مدير مرفق الإسعاف انه تم الدفع ب12 سياره إسعاف لنقل المصابين الي المستشفى.

هل غياب الضمير وضعف القوانين له عامل؟ فاصبحنا نعيش  في عالم ضمائره ميته ومع محامين تبحث عن ثغرات القانون لتذهب دماء المواطنين هدر وأصبحنا نسير على مبدأ (كله بتمنه حتى لوكانت روح انسان أصله مات وهو مالوش ضهر).