عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

هاجر بلال تكتب : إمراة واحدة تكفي

هاجر بلال تكتب : إمراة واحدة تكفي
هاجر بلال تكتب : إمراة واحدة تكفي

مشهد 1

ذات يوم، إكتشفت خيانة زوجى، كنت أعلم بأمره منذ زمن، لكنى أتجنب الحقيقة، تجنبتها حتى وجدتها أمامى تقف على أعتاب قلبي، لم يكن أمامى خيار أخر، كيف أغض الطرف عنها؟! ، فكرت في الرحيل دون إحداث أمرًا، دون أن أساله عن الأسباب، لكني فضلت أن أستمع له عسى يستطيع كذبه ٱنهاء الأمر دون أن أرحل وابقي دونه دون روحي ، فاجئني  رد فعله حين قال لي "الراجل أتخلق عنده القدرة يحب أكتر من واحدة في نفس الوقت ... أومال الشرع محلله أربعة ليه !! " .

مشهد 2

بعد سبع سنوات من الزواج و إنجاب طفلين، تزوج زوجي إمرأة أخرى، وحين سألته عن الأسباب قال لي بأنه حق مكفول له وليس من حقي الإعتراض طلبت الطلاق، فوقفت أمى أمامي قائلة "طلاق إيه إعقلي" وعندما وجدتني مُصرة علي ذلك قالت لي بشئ من السخرية "ست تطلق عشان جوزها اتجوز عليها ! .... هتعترضي علي كلام ربنا !!



هذه المشاهد لنماذج حقيقة ليست من وحي الخيال،  هذه النماذج موجودة بيننا، تحدث دائما وبكثرة، كل ما في الأمر بأننا لا نعيرها الإهتمام التي تستحقه، نشاهدها بشئ من الشفقة ثم ينتهي ذلك بعد أن نري تتر النهاية، و كأنه مسلسل تليفزيوني لا يستحق منا سوى الشفقة و التعاطف، لن أنكر أبدًا بأن الأمر لم يشغلني في البداية، كان كغيره من الامور، كنت أقول دائما "ما الجديد في الامر ! "، أستمع لإحدي القريبات وهي تروي قصة خيانة زوجها، كانت النساء تحاول التخفيف عنها البعض يربت علي كتفها و البعض الآخر يقول بإستخفاف "كل الرجالة كدة " .

أذكر بأني ناقشت الأمر مع جدتي فقالت لي  "مفيش راجل بتكفيه ست ... كلهم طماعين " أثار قولها إشمئزازي ونفورى منهم أكثر، حاولت تلاشي الحاجز لكنه كان يكبر معي، كان يتضخم وجعلني لا أثق بوفاء أي رجل مهما كانت درجة حبه لي، تسألت كثيرًا و شُغل ذهني بهذا الموضوع، و أصبحت أبحث عن نساء تعرضن للخيانة لكي أستمع لهم، لكي أرصد تلك القصص التي تختلف تمامًا عن غيرها، قصص قد يراها البعض لا تستحق التوقف قصص يصفها البعض بالسخف والتفاهة المطلقة، و لكن عزيزي القارئ توقف معي دقيقة واحدة وفكر في عواقب الأمر، أنت متفق معي بان للمرأة دور أساسي وفعال في المجتمع بعيدًا عن الدعوات النسوية التي قد تختلف معها، هذا لا يعنينا الآن،ربما نتحدث عنه فيما بعد، دعنا الآن فقط نتفق علي شئ واحد "أليست المرأة مهمة بالفعل؟! ،أسمعك الآن تجيب علي إمتعاص بـ "نعم " إذا إتفقنا أخيرًا، فكر معي ثانية إذا كانت المرأة مهمة ودورها كبير في بناء المجتمع و إعماره، فكيف ستعطي دون أن تأخذ مقابل ذلك ؟! 
مع العلم بأن المقابل بسيط للغاية، المقابل هو أن تمنحها "الحب و التقدير " حين تنظر بعينك لإمراة غيرها و تأخذك شهواتك للإقتراب من إحدهن، و حين تشعر باللذة و الحب كلما إقتربت منك إمرأة أخرى، ماذا عنها في ذلك الوقت ! ألن تشعر بالغيرة و الحقد ؟ ألن يتسبب ذلك في إحراقها يوما بعد يوم، كيف لإمراة تحترق أن تبني المجتمع ؟! ستبني مجتمع من بقايا الحريق، ستجعل جدرانه من الرماد و سمائه باللون الأسود البائس.

"حق مكفول"

حين تخون الزوجة زوجها، ينادي المجتمع بقتلها، إلي أن تُقتل بالفعل، حتي يستطيع زوجها غسل عاره الذي قد يلاحقه إلي أخر العمر، أما حين يخون الزوج فستجد قوائم عريضة من المُبررات و الأسباب التي تجعلك تُصدم وتُصاب بكل أنواع الإشمئزاز ليس فقط بل ستستمع إليهم وهم يرددون قول الله واصفين أفعالهم المشينة بالحق المُكتسب، ففي المجتمعات الشرقية علي وجه الخصوص  قلّما يكتفي الرجل  في حياته بإمرأة واحدة، بل يحتاج لأكثر من واحدة تقوم كل واحدة بدور مختلف يريد الزوجة الوفية و الحبيبة المشاغبة و الصديقة التي يلجأ إليها في الأزمات، حيت يوجد ما يعادل 65% من بينهم مقتنع إقتناع تام  بأن "إمراة واحدة لا تكفي " وعند مناقشة الأمر مع أحد الرجال سيردد لك أية التعدد في الزواج التي لم يتعلم ولم يحفظ ولم يطبق غيرها في القرآن الكريم، و دون أن يعلم الشروط و الأسباب تجده مُطالبًا بحقه في الزواج مثني وثُلاث و رُباع واقفًا أمام من يعارضه بكل ثقة مرددًا "شرع ربنا "

و الحقيقة بأنهم مُخادعون، يعلمون حق العلم بأن "إمراة واحدة تكفي ... بل تكفي جدا " بأمكان المرأة أن تكون زوجة و حبيبة و صديقة و أم، كل مافي الأمر بأنها لن تكون ذلك دون أن تُحبك، دون أن تري الحب و الوفاء في عينك، إعطها الإهتمام و التقدير تعطيك فوق ما تريد، حين خلق الله أدم خلق معه حواء، إمراة واحدة كانت تكفي أدم، أمراة واحدة تؤنس وحدته و تشاركه أهدافه وتأخذ بيده نحو الحياه، الأصل هو أن للرجل إمرأة واحدة عدا ذلك هي حالات فردية تحتاج لشروط محددة يجب عدم تجاوزها و إلا تكون كسرت بالطبيعة البشرية عرض الحائط فالفطرة تُفرص عليك الحقيقة لكنك لإشباع شهواتك تُصر علي إنكار الحقيقة مُتمسكًا باشياء تُضلك للطريق الخاطئ، تجعلك تردد في كل الأوقات "إمرأة واحدة لا تكفي" 
فدعني أخيرا أقول لك "إمراة واحدة تكفي رغم أنف شهواتك و أطماعك في المزيد



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز