عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ضحى اسامة راغب تكتب : التعليم والأمن القومى

ضحى اسامة راغب تكتب : التعليم والأمن القومى
ضحى اسامة راغب تكتب : التعليم والأمن القومى

ابدأ مقالتى ببيت الشعر" العلم يرفع بيتاً لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف" , وهناك ارتباط لصيق بين العلم والتربيه , ومن هنا فلا مستقبل بدون تربية , ولا تربيه بدون تعليم , هكذا تـُعلمنا سنن الحياه , والأمم التى تعى هذه الحقيقه , وتعترف بها تعمل من أجل الإعداد لهذا المستقبل , وتـُصبح التربيه هاجسها الأول , وهدفها الرئيسى , وموئلها الذى تؤول إليه كلما ألمَّ بها أمر , أو واجهتها مشكله , وتصبح حريصة على نوعية التربية التى يتلقاها أبناؤها , تبحث لهم عن التقدم الحاضر فى ميدان العلم , وتسعى من أجل رفع مستوى التعليم الذى يلحقون به , لأن الإنسان أغلى ما نملك , وهو أداة التغيير فى الحاضر والمستقبل . واليوم يلتحق أبناؤنا بمؤسساتنا التربويه , وسيصبح الجالسون منهم على كراسى الدراسه الابتدائيه الأولى فى المرحله الجامعية بعد اثنى عشر عاماً , وسينزلون إلى ميدان العمل والحياة بعد ذلك بأعوام قليلة , فماذا أعددنا لهم من تربية ذلك اليوم ؟  وبما أننا فى هذا الوطن شأننا شأن أى مُجتمع بشرى أخر , نسعى إلى بناء مستقبل واعد وآمن , فلا يمكن بناء مجتمع بلا أمن , ولا أمن بلا علم , وانهيار أى من هذين الركنين الأساسين سينعكس مباشرة على الفرد والذى هو لبنة المجتمع الأساسيه , وقوامه الأول والأهم . وأى بداية أو بناء بغير التعليم والأمن ستكون بداية هشة تطيح بها أدنى رياح للمتغيرات أو للمستجدات التى أصبحت تعصف من حولنا . وهنا يجدر التنويه إلى تزايد التركيز على استثمار الفرد , الذى هو رأس مال أى مجتمع , فالأمن الداخلى لا يعنى فقط مكافحة الجريمة , وإنما هو قبل أى شىء , بناء الفرد وخلق الاستقرار والتلاحم بين أفراد المجتمع . كما أنَّ الأمن الخارجى لا يعنى جيشاً وقوات مسلحه فقط , بل يتمثل بتقوية الجبهه الداخلية أولاً . وما يدعو إلى الأسف حقاً , أنَّ الإهمال قد طال التعليم , والحاله التى أصبحنا نعيشها الآن تؤكد لنا مدى التراجع فى الأمن والتعليم , بعد أنْ أصبح ذلك واقعاً مؤسفاً    نعيه ونـُدركه فى كل يوم , فلا وطن بلا أمن , ولا مستقبل دون تعليم . 



ولقد كثرت فى الآونه الأخيره المواضيع التى تحمل عنوان الأمن القومى . ويبدو وبكل أسف  أنَّ معظم من تحدثوا بهذا الموضوع قد تناسوا , أو تجاهلوا لسبب ما علاقته بالتعليم ولم يعمدوا لتعريف وتوضيح مفهومه , أو مدلولاته ولاسيما وأنَّ الأمن القومى هوعلم قائم بذاته ونمط حياه لأعلى مستويات صُنـَّاع القرار لأنَّ اتخاذ القرار يعنى نجاح الأمه فى الحفاظ على سيادتها , ومصالحها , وصيانة حقوق شعبها أو فقدان كل مكتسباتها , وانهيار مقوماتها . وتناول العديد من الباحثين والمتخصصين مفهوم الأمن القومى الذى يُعتبر حديث نسبياً , حيث أثار هذا المفهوم جدلاً واسعاً لأهميته والجوانب المختلفه المتعلقه به , فهذا المفهوم يُركز على القوى الشامله للدولة التى تشمل القضايا ذات الطابع العسكرى , السياسى , الاقتصادى , وحتى الإجتماعى , ونـُركز على علاقة الأمن بالتعليم فى المقام الأول , ويكمن فى قدرة مصر على الدفاع على أمنها وحقوقها وصياغة استقلالها وسيادتها على أراضيها , وتنمية القدرات والإمكانيات المصرية فى مُختلف المجالات السياسيه , والاقتصاديه , والثقافيه , والاجتماعيه , مُستنده إلى القـُدرة العسكريه , والدبلوماسيه , والتعليم كأهم محور من محاور استراتيجيات الأمن القومى , آخذه فى الإعتبار الاحتياجات الأمنيه الوطنيه لكل دولة , والإمكانات المتاحه , والمتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية التى تؤثر على الأمن القومى المصرى . إنَّ أى دوله فى العالم يدفعها حب البقاء والاستمرار فى الحياه لابد وأن تتصرف تلقائياً , أو عن تخطيط مسبق لتحقيق هذا البقاء . وإنَّ كل ما تقوم به الدوله فى هذا السبيل هو انعكاس للتفاعل بين مفهوم الأمن القومى للدوله وللظروف أو التهديدات , والأخطار التى تحيط بها أو تنبع منها كانعكاسات لسياسات خاطئه من داخل النظام . ولما كانت هذه التهديدات مختلفه بين دولة وأخرى اختلفت السياسه    التى تنتهجها الدول فى إطار المفهوم للأمن القومى الخاص بها .

ولكن هناك بعض الأسس والمبادئ الأوليه التى تلتقى عندها أو على الأقل تتشابه فى مدلولاتها وتركيبها سياسياً , واقتصادياً , واجتماعياً , وعسكرياً , وتعليمياً , وعقائدياً . إنَّ السياسه العامه للدولة تهدف إلى تحقيق المبادئ , والأهداف , والمصالح القومية وهى تشكل فى مجموعها ما يُعرف بالأغراض القومية . كما أنَّ الدستور , والقوى السياسية والإقتصادية , والحربية تـُساهم فى إعطاء الدولة القوة فى الاستمرار , وتحمل المسئوليات ومجابهة الأخطار , والتغلب عليها , وتخطيها . وإنَّ السياسه العامه للدولة تتفرع إلى ثلاثة فروع رئيسية هى السياسة الداخلية , والسياسة الخارجية , والسياسة العسكرية وكل هذة السياسات تصب فى ينبوع واحد هو الاستراتيجية القومية .

ولقد ظهرتْ فى العقود الماضية سياسة إنشاء ما يعرف باسم "مجلس الأمن القومى" وذلك من أجل تنسيق ودمج السياسات الداخلية , والخارجية , والعسكرية فى استرتيجية قومية واحدة . وكان اهتمام المجلس موجهاً لأمور السياسة التى تؤثر على أمن الدولة . حدثت فى الآونة الأخيرة طفرة علمية هائلة ساهم فى تحقيقها الإنسان وهو الدعامة الرئيسية لهذا التقدم العلمى والتكنولوجى , وفى ظل الصراع بين الدول من أجل تحقيق مزيد من التقدم لرفع مستوى معيشة الإنسان , فأصبح التخطيط لتطوير التعليم فى مراحلة المختلفة هدف رئيسى لتحقيق التقدم والرقى , ومواكبة الدول المتقدمة , وذلك لرفع مستوى معيشة الفرد فى جمهورية مصر العربية , ووزارة التربية والتعليم إحدى المؤسسات التى تهتم بتحقيق الأهداف المنشودة لرقى المجتمع المصرى , حيث إن التربية هى نظام إنسانى وبناء قومى ولها وظائف إجتماعية , وسياسية , واقتصادية , ونفسية , وصحية وفكرية تسعى لتحقيقها .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز