عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نورهان حاتم البطريق تكتب: صراحة أم وقاحة

نورهان حاتم البطريق تكتب: صراحة أم وقاحة
نورهان حاتم البطريق تكتب: صراحة أم وقاحة

آثار موقع الكتروني جديد يدعي (صراحة) جدﻻ كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي خلال  الاسابيع القليله الماضيه وهو عبارة عن  برنامج يتم تحميله من جانب اعضاء الفيس  بوك ومن خلال الرابط يمكن ﻻي شخص ان يدخل ويترك رسالته لصاحب الرابط فهو شخص غير معروف بالنسبة له بمعنى أوضح ﻻيظهر اسم صاحب الرساله وﻻ أي تفاصيل عنه ومن هنا جاءت الضجه المدويه للموقع فهو يحمل في طياته كلمه رساله بناءه ولكنه في حقيقه ﻻ عﻻقه له بالنقد البناء فهي عباره عن رسائل كالرصاص أصحابها لأن محتواها يشمل شماته في المرض وتمنى زوال النعمه من اصحابها وإظهار الحقد الغير مبرر والمبالغ فيه مما أدي الي اصابه مستخدمي الموقع بالاكتئاب والتعب النفسي الشديد.



هل بعد هذه الاضرار والجوانب السليبة سيمتنعون مستخدمى الانترنت من تحميل الموقع ليرغمون صاحبه علي  اغلاقه ؟ فلك أن تتعجب عندما تعرف أن عدد زيارات الموقع وصلت الى 50 مليون و200 الف زيارة يوميا  و ان العدد في زيادة  يوميا الامر الذي دفع الي خروج جهات الأمن من صمتها من خلال تصريح على لسان اللواء/ محمود الرشيدي( سأخطراجهزه االأمن بضرورة التنسيق مع الإنتربول الدولي لمﻻحقه مؤسس موقع صراحه). وقد  رد صاحب موقع صراحة ( زين الدين توفيق ) مدافعاً عن نفسه ( أن الفكره تعتمد علي اتاحه الفرصه للحصول علي نقد بناء بين الموظفين وبعضهم بالاضافه الي التواصل بين العامل ورئيسه وأنه سلاح ذو حدين حيث يحاول من خﻻله نشر النقد البناء وكسر حاجز الخوف ولكن البعض يخالف القوانين ) والسؤال هنا أين هي القوانين التي يتحدث عنها فهم مجرد اصحاب نفوس مريضه تعبر عن النقص الذي بداخلها من خلال الموقع.

فالاتنرنت أصبح مرض مزمن تعانى منه بيوتنا المصريه وخصوصا الفيس بوك الذي استحوذ على أغلب اوقاتنا فهو كالمخدر في بدايته ﻻ تشعر بتأثيره عليك الي أن يصل بك الي حد الادمان.ففي بداية الأمر اعتقادتنا انه وسيله للتواصل مع الأشخاص فقط ﻻغير ولكن سرعان ما وجدنا سيل عارم من االإشاعات ليس لها اي أساس من الصحه ثم بعد ذلك انتحال شخصيات عامه وعمل صفحات مفبركة وتركيب صور.

واتباع أساليب رخيصة من الابتزاز والمثاومه في حاله اختراق الصفحه والسؤال هنا هل من مزيد أم سنكتفي بهذا؟ 

بالطبع ﻻ ( فالبحر دائما يحب الزيادة) فأصبحنا كلنا نصنع من الفيس بوك منابر لنكون شيوخا عليها فكم حديث ينشر وﻻ يعرف صاحبه 

إذا كان صحيح أم خاطيء أو الفرق بين الحديث والدعاء وليت الامر توقف علي ذلك فأصبحنا نرسل أحاديث أو آيات من القرآن الكريم ولكي نحقق اكبر قدر من التفاعل نضف جمله( إذا لم ترسلها سيضيق حالك ويشتد كربك وستدخل النار) أو نشر صوره شخص مريض  علي سرير داخل مستشفي مع اضافه جمله أخري فالتنوع مطلوب لعمل قدر كبير من الإعجابات والتعليقات ( إذا لم تنشرها على صفتحك الشخصية يارب اقطع يده ورجله ودمر له جاهزه )فأي دين يدعو الي هذا و ما الاستفاده من المتاجره بالمرض والتلاعب علي مشاعر الناس وعواطفهم.

ظهور العاب في فترة من الفترات مثل( البوكيمون) كان هدفها خرق الجهاز وكشف اأسرار المنازل والعاب تسئ للرسول عليه أفضل الصﻻه والسﻻم والسؤال ماالذي يجبرك على تحميل لعبه تسئ لدينك وعاداتك و تقاليدك. حتى المباريات الرياضيه تصبح حلبه مصارعه كل من المشجعين يوجه للخصم بوستات تحمل السخرية والإهانة منك. زد على ذلك نشر أرقام لوظائف خاليه وأرقام لجمعيات خيرية ليس لها عﻻقه بالواقع .حتى ربات البيوت لم تسلم من هوس الفيس بوك فتتسائل ما الذي بامكانها ست البيت أن تنشره وهي ﻻتعمل  فانت مخطئ ﻻنك تتغافل عن نشر صور ﻻوﻻدها والمضحك انه وصل بها الأمر الي نشر صور الطعام أو أثاث منزلها. والمثير للدهشة أننا نتساءل عن أسباب ارتفاع حاﻻت الطلاق. 

ولقد أجري مركز ( اوبنت بﻻنيت)للأبحاث تقريرا يوم الثلاثاء الموافق 29/ 3/ 2016 تؤكد فيه ارتفاع ملحوظ في استخدام شبكات الانترنت حيث اشارت التقديرات انه من المتوقع أن تصل معدل استخدام الإنترنت الي 55% بحلول عام 2018 مقارنة 37.5% خلال عام 2014 متفوقه 7% علي معدل النمو العالمي المتوقع والبالغ 3.6مليار مستخدم.

ولقد كشف موقع(we are social)أن حوالي 48 مليون مستخدم في مصر حيث أشار التقرير أن عدد سكان مصر يصل إلي 92.45 مليون نسمه منهم48 مستخدم نشط على الانترنت وهو مايعنى أن 52% من إجمالي عدد السكان.

هناك 30% من االمصريين يستخدمون مواقع التواصل الإجتماعي الشهيره حيث يبلغ عدد الفيس بوك في مصر حوالي 27مليون مستخدم منهم حوالي 23مليون شخص يستخدمون هواتفهم المحموله للدخول الي شبكات الانترنت .

وأكد الموقع أيضا أن مصر تحتل المركز 18في ترتيب عدد مستخدمي أحد اكبرالمواقع الاباحيه وهو ما يجعلها تتصدر الدول العربية والإسلامية جميعاً.

وهذه الدراسات إن دلت فهي تدل علي أننا أصبحنا عبيد شبكات التواصل الاجتماعي فالامر تجاوز من مرحله تدمير العﻻقات الاجتماعية و هدم قيم المجتمع وقطع صله الأرحام الي ارتكاب الكبائر والمعاصي والسؤال هنا كيف لشعب يزعم أنه شعب متدين بطبعه يحتل المركز الأول في زيارة هذه المواقع؟

ويبدو أن شرطه الانترنت ( ملهاش في النت) حيث ﻻ يوجد لديهم اي قوانين او تشريعات يتم تطبيقها فور اثبات انتحال شخصيه أو سرقه الصفحات الإلكترونية  وﻻ تتوافر لديهم نيابة خاصه لشرطة الانترنت فكل جرائم الانترنت تتحول الي النيابه العامه  فلن تصدق عندما تعرفأن دوله مثل مصر بها اداره واحدة لمكافحة جرائم الانترنت موجودة في القاهرة فنحن ﻻ نعرف ما الذي يمنع المسئول عن إصدار قرارإنشاء إدارات نوعيه تابعه للمديريات في جميع المحافظات؟ 

كما أنه من السهل أن يتم التخلص من الادله ومسحها بالإضافة إلي الوقت الطويل في اتخاذ االاجراءت بجانب الثغرات القانويه كل هذه العوامل تمهد الطريق لقراصنه الافﻻم والبطاقات الائتمانية.

فلماذا ﻻنقضي على كل هذا بإصدار قوانين حاسمه وحازمه خاصه بشرطه الانترنت بحيث يتم تعديل قانون العقوبات بشكل الذي يتناسب مع حجم الجرم الواقع والجريمه المرتكبة .إصدار برنامج يتم تحميله على شبكات التواصل الاجتماعي يعمل علي تخزين كل البيانات الخاصة بالمستخدمين بحيث يسهل على شرطه الانترت الرجوع إليه في أي وقت. تفعيل أكواد سريه للصفحات التى تتعلق بالأمن القومي .إلزام المستخدمين بعمل بيانات شخصية سليمه وصحيحة بحيث إذا تم سرقتها يسهل معرفه السارق. ان تضيف كل دوله خدمة جديده على شبكات التواصل الاجتماعي تحظر المستخدم من نشر  كل ما يحرض او يسئ لدول.

فلنعي جيدا الي كلمة ( التواصل الاجتماعي) فالتواصل معنه أن تتصل باصداقائك المغتربين مثﻻ أولتعرف علي ثقافات مختلفه أو تكوين صداقات من جميع دول العالم عمل استثمارات تفيد بها بلدك عرض الأماكن السياحية من خﻻله لتنشيط السياحه. ولكن  طبيعه  النفس البشريه تميل دائما الي ما يضرها أكثر مما ينفعها . فليدرك المسئولين أننا دول عربيه واسﻻميه ﻻتتناسب عاداتنا وتقاليدنا مع كل مايتم نشره على شبكات التواصل الاجتماعي  فإذا كان المسئول ليس له سلطه على أصحاب المواقع فإنه لديه كافه السلطات التى تمكنه من حماية دولته من هذا الخطر .أما بخصوص المستخدم نفسه فليس هناك ما يجبره علي الانجراف وراء كل هذه السلبيات ونقل حياته الخاصه الي حياه عامه علي مرئ ومسمع من الناس.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز