عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد خليفة يكتب: الرياح السوداء وأدب أمريكا اللاتينية

أحمد خليفة يكتب: الرياح السوداء وأدب أمريكا اللاتينية
أحمد خليفة يكتب: الرياح السوداء وأدب أمريكا اللاتينية

الرياح السوداء تلك الرواية الحائزة على جائزة دولة باراجواى " ليديا جونز " 2012  تأليف "الثيبياديس جونثالث دل بايي" ترجمة عبير عبدالحافظ ، من أدب أمريكا اللاتينية
وكان المركز القومي للترجمة،  قد أقام أمس إحتفالية ثقافية كبيرى حول أدب أمريكا اللاتينية بحضورالكاتب البارجوائي الكبير، الثيبياديس جونثالث دل بايي، بمناسبة صدور أول طبعة عربية من روايته «الرياح السوداء» والتى صدرت ترجمتها مؤخرا عن المركز القومى للترجمة، بترجمة الأستاذة الدكتورة عبير عبدالحافظ.



وتعتبر تلك الاحتفالية  التى تمت أمس، بقاعة طه حسين بمقر المركز القومي للترجمة، بلقاء مفتوح مع الكاتب الثيبياديس جونثالث دل بايي والمترجمة عبير عبدالحافظ، ثم حفل استقبال بحضور السادة سفراء دول أمريكا اللاتينية وإسبانيا والبرتغال، والمستشارين الثقافيين، ونخبة من المتخصصين والمترجمين الأولى.

وفي تمام السادسة من مساء الثلاثاء 28 فبراير أحتفالية أخرى بمقر «ثربانتس» بالدقي، تعقد ندوة أخرى بعنوان «جونثالث وموقعه في أدب أمريكا اللاتينية»، يدير الجلسة د. أنور مغيث، بمشاركة كل من د. سليمان العطار د. عبير عبدالحافظ، ود. هيام عبده.

وتختتم فعاليات اليوم الثالث، بندوة في السادسة مساء الأربعاء 1 مارس بعنوان «الأدب المكتوب بالإسبانية وتطوره» بمقر المجلس الأعلى للثقافة، بمشاركة كل من د. على المنوفي، د. على البمبي وتدير الجلسة د. نادية جمال الدين.

والرواية من أدب أمريكا اللاتينية ، والتى تتناول فترة الحكم الدكتاتورى في دولة باراجواى، وأدب أمريكا اللاتينية هو مصطلح يشير إلى الكتابات الأدبية الشعرية والنثرية المكتوبة باللغة الإسبانية في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، التي خضعت للاحتلال الإسباني بعد اكتشاف القارة الأمريكية عام 1492، ومن أدب بورتوريكو وأدب البرازيل الناطقة بالبرتغالية. واستقرت هذه البلدان في الوقت الحالي في تسع عشرة دولة ناطقة بالإسبانية وهي الأوروجواي، تشيلي، باراجواي، الأرجنتين، بوليفيا، الإكوادور، كولومبيا، فنزويلا، بنما، بيرو، كوستاريكا، نيكاراجوا، هندوراس، السلفادور، جواتيمالا، المكسيك، كوبا، الدومينيكان وبورتوريكو.
 
ينقسم أدب أمريكا اللاتينية إِلى ثلاث مراحل محورية وهم منذ وصول الإِسبان في أواخر القرن الخامس عشر حتى القرن التاسع عشر، استقلال بلدان القارة عن السيطرة الاستعمارية الإسبانية حتى أوائل القرن العشرين، ازدهار الأدب الأمريكي اللاتيني وانتشاره عالميا في العصر الحديث.

بدأت المرحلة الاستعمارية بالاكتشافات الإسبانية والبرتغالية الأولى للعالم الجديد في أواخر القرن الخامس عشر، وانتهت بحروب الاستقلال بعد أكثر من 300 سنة..تألف الأدب المبكر لفترة الاستعمار من كتب التاريخ والقصص التي كتبها الجنود والمنصرون الذين وصفوا ما شاهدوه من مناظر طبيعية جديدة وحضارات مزهلة. ومزج المؤلفون الخيال الشديد بالواقع في وصفهم للمغامرات والاحتكاك بسكان وعادات وحيوانات ونباتات لم يألفوها من قبل.

كانت يوميات كريستوف كولومبس عن رحلته الأولى بمثابة الكتابات النثرية الأولى التي ظهرت حول أمريكا اللاتينية، رسائل المستعمر الإسباني لإمبراطورية الأزتيك فاتح المكسيك إرنان كورتيس إِلى الملك كارلوس الخامس يخبره فيها بفتح مملكة إِسبانيا الجديدة أو المكسيك، ويطلعه في الوقت ذاته على أحوال تلك البلاد.

وظهر كتاب القصة الموجزة لتدمير بلاد الهندعام 1552، للراهب بارتولومي دي لاس كاساس، بوصفه واحدًا من الأعمال الأخرى التي تناولت مرحلة الاستعمار. وأدان دي لاس كاساس في هذا الكتاب المعاملة الوحشية ومدى القسوة التي لقيها الهنود على أيدي الإسبان، مدافعا بشتى الطرق عن سكان القارة الأصليين.

فيما عكس كتاب البيروفي إنكا جارثيلاسو دي لا فيغا تعليقات ملكية للإنكا عام 1609 صورة دامية لتاريخ إمبراطورية الإنكا ومدى معاناة شعبه على يد الإسبان، إضافة إلى كتابه التاريخ العام للبيرو، والذين أسهما في اعتباره رائدًا للتاريخ الأمريكي اللاتيني. وكتب الشاعر ألونسو دي إرثييا إيه ثونيجا قصيدة لا أروكانا عام 1569. وتؤرخ القصيدة المرحلة الأولى من حرب الأراوكو بين المستعمرين الإسبان ومجموعة المابوتشي.
 
ظهرت حركة الباروك في النصف الثاني من القرن السابع عشر، وهي حركة تتميز كتابتها بالأسلوب المنمق، مع إقحام الفكاهة الساخرة والتلاعب بالألفاظ،  وتعد المكسيكية سور خوانا إينيس دي لا كروث رائدة الكتابات الباروكية في القارة الجنوبية، حيث كتبت العديد من الأعمال المسرحية والنقد اللاذع والعديد من الأعمال الفلسفية وبعض الضروب المختلفة من الشعر.

نظم البيروفي خوان ديل بايي إي كابيديس شعرا هجائيا انتقد فيه الفساد الذي رآه في مجتمع عصر الاستعمار. كما قام جريجوريو دو ماتوس من البرازيل هو الآخر بكتابة شعر نقدي لاذع، وكتب الشاعر البرازيلي توماس أنطونيو جونثاجا بعض إبداع الشعر الغنائي باللغة البرتغالية وبشكل خاص قصيدته في الحب بعنوان ماريليا دو ديرسوا. أما الشاعران البرازيليان خوسيه باسيليو داجاما، وخوسيه دو سنتاريتا دو دوراو فقد تابعا السير حسب تقاليد الشعر الملحمي. تصف ملحمة داغاما بعنوان أروجواي عام 1769 الحرب بين المستعمرين الأوروبيين والهنود. أما قصيدة كارامورو عام 1781 للشاعر دو دوراو فتروي قصة اكتشاف البرازيل واستعمارها.

واجه الأدب الأمريكي اللاتيني في القرن التاسع عشر مسألة تعلم ممارسة الحرية التي تم الحصول عليها وتحديد الهوية الثقافية الذاتية المستقلة، ونتج ذلك عن حركة الاستقلال عن إسبانيا والبرتغال التي شملت القارة بأكملها. وأدى العداء ضد القوى الاستعمارية إلى ما أُطلق عليه حروب الاستقلال التي بدأت عام 1810، واستمرت لمدة ستة عشر عامًا. وكانت هذه الحروب بمثابة مصدرًا لإلهام الشعراء، حيث نظموا الشعر والفن القصصي الوطني الذي انتقد بشكل لاذع القوى الاستعمارية. فيما اُعتبرت رواية الببغاء الغاضب عام 1816 للمكسيكي خوسيه خواكين فيرنانديث دي ليثاردي أول رواية أمريكية لاتينية، حيث تنتقد بشكل لاذع المجتمع الاستعماري الفاسد في مدينة المكسيك. فيما كتب الإكوادوري خوسيه خواكين دي أولميدو قصيدته الوطنية الشهيرة تحت عنوان أنشودة بوليبار عام 1825

ازدهار الأدب الأمريكي اللاتيني هي ظاهرة أدبية ظهرت في أمريكا اللاتينية في ستينات وسبعينات القرن العشرين في الأدب بوجه عام والرواية على وجه الخصوص. وشكلت الحركة حدثًا أدبيًا هامّا ونقلة نوعية جديدة في عالم الخلق والإبداع الأدبي عندما نُشرت أعمال مجموعة من الروائيين الشباب نسبيًا من مختلف بلدان أمريكا اللاتينية على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. ارتبط مصطلح البوم كثيرًا بكتاب مثل غابرييل غارثيا ماركيث من كولومبيا وماريو بارجاس يوسا من بيرو وخوليو كورتاثر من الأرجنتين وكارلوس فوينتس من المكسيك، ويعتبر قريب الشبه بالأدب العربى نظرا لتشابه الواقع العربى مع واقع شعوب العالم العربى مع شعوب أمريكا  اللاتينية.

وتحدى هؤلاء الكتاب القواعد التقليدية التي سنها الأدب الأمريكي اللاتيني ، واتسمت إبداعاتهم بالجرأة والزخرفة والتنميق، وطُبعت بقلق رائع مع نوع من الجنون الذي يتناقض مع الواقعية الأوروبية، وعدم التكيف مع واقع النمط الأمريكي، حيث أطلقت هذه الحركة الأدبية العنان لحرية الخيال ، وكان عملهم يميل تجاه كل ما هو تجريبي وذو طابع سياسي، حيث الظروف التي أحاطت بالوضع العام في أمريكا اللاتينية في الستينات.

 

*مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز